• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

مأساة الإغاثة!

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/10/2016 ميلادي - 8/1/1438 هجري

الزيارات: 8199

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مأساة الإغاثة!


إلى أي حد يمكن للمرء أن "يمسك أعصابه" ويهدأ؟! ومتى يستطيع إزالة التأثير الإعلامي السريع من خلال متابعتنا المحمومة لنشرات الأخبار والتحقيقات والتقريرات التي تدوم لساعة كاملة في فترة إخبارية واحدة؟!

 

من المؤلم أن نطلع كل يوم على أخبار تدمي القلوب وتنغص العيش على العائشين، من المؤلم حقًّا أن يكون مصير شعب يموت جوعًا في هذا العصر - 1413هـ / 1992م - بسبب التشاحن بين فئتين سياسيتين، كل منهما يريد أن ينهش من تركة رجل عاث في الأرض فسادًا وتركها لمن هم ليسوا على مستوى قيادتها.

 

في الصومال يموت يوميًّا ما يزيد على خمس وعشرين نفسًا، هذه النفوس تموت أمام ناظري - نواظر الأبناء أو الآباء أو الأمهات أو الأزواج أو الزوجات - فتبيض العيون من الحزن، في الوقت الذي يتاجر فيه الآخرون بمواد الإغاثة ويسرقونها من السفن ليبيعوها في متاجرهم (شاهر ظاهر)، وفي الوقت نفسه الذي ينهبها الآخرون ليغذوا منها جنودًا يراد لهم أن يقتل بعضهم بعضًا.

 

ما الذي حل في الصومال ليمنع عن أهله كيس الرز وعلبة الزيت؟! ومن المسؤول المباشر على المدى البعيد عن هذه المأساة الإنسانية؟ ويبدو أن الوقت الآن ليس في محاسبة المسؤول المباشر على المدى البعيد بقدر ما هو الوقت لمحاسبة المسؤولين المباشرين على مدى اللحظة والثانية، وليس الوقت كما يبدو مناسبًا لمحاسبة المستفيدين من هذه المأساة، وأصدق القول إذا قلت: إن هناك مستفيدين من مآسي الدنيا، وعلى رأس المستفيدين أولئك الذين "يتلقطون" الأطفال الجياع، يخطفونهم ليؤمنوا لهم كوبًا من الحليب، وكوبًا آخر من الإيديولوجيات المنحرفة، ليعودوا بعد ذلك وتستمر على أيديهم المأساة.

 

ورغم أننا نتخطى القرن العشرين الميلادي ونشرف على الحادي والعشرين، فإننا - العالم كله - ننقاد إلى مآسٍ تتلوها مآسٍ، ويبدو أن منطق القوة والسلاح هو اللغة التي يفهمهما الآن بعض الناس حتى الحصول على حبة الرز ونقطة زيت الطعام تحتاج إلى "الكلاشنكوف"، بمعنى أنه إذا أردت الحصول على حبة رز لأطفالك الجياع في بعض المجتمعات المنكوبة بأهلها، فما عليك أولًا إلا الحصول على بندقية لتحصل على الحبة! عجب وأي عجب أن تصل بنا الأمور، نحن بني آدم، إلى أسوأ مما وصلت إليه الحال من الأنعام الأخرى!

 

وهل نملك إلا أن نتابع أحداث العالم من خلال أجهزة الإعلام، ولا نتفاعل مع هذه الأحداث؟ إن الألم حقًّا يعتصر القلوب، ولكن التعبير عن هذا الألم يأخذ وسائل عدة، وقد هيأ الله تعالى القلم ليسهم في التعبير عن هذه الآلام، ويزيل عن النفس شيئًا من الأثقال التي تحملها، ولكن الذي لا يحمل القلم قد يبحث عن وسائل أخرى ليست بالضرورة محببة ليعبر بها عن قلبه المعصور.

 

في عام المجاعة حصل أن سرق بعض المسلمين من بعض المسلمين، فما قام على السارقين الحد، وأخشى الآن في الصومال ألا يقتصر الأمر على مجرد السرقة من البعض/ السرقة المشروعة بعد أن فشت السرقة القذرة التي لا تستحق قطع اليد فحسب، بل قد تأخذ حد الفساد في الأرض، وأي إفساد أعظم من أن يموت أخي جوعًا وأنا أمنع عنه الطعام الذي هو بين يدي؟!

 

وإن حساب هذه الفئة المانعة عند الله شديد، ولعل القارئ الكريم بعد هذا يعذر القلم عندما يفقد أعصابه، وكان الله في عون الجميع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة