• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآيات (246 – 247)

تفسير سورة البقرة .. الآيات (246 – 247)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 9/4/2014 ميلادي - 8/6/1435 هجري

الزيارات: 30150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآيات (246 - 247)


قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246].

 

الاستفهام هنا للتعجيب والتشويق والاعتبار، والرؤية هنا بمعنى العلم يعني: ألم ينته علمك إلى حال هؤلاء الملأ، ولم يقل: (ألم تعلم) للإشعار بأن الأمر المحكي عنه قد انتهى في الوضوح والتحقق إلى رتبة المرئي المشاهد.

 

وهذه القصة لها قيمتها في الاتعاظ والاعتبار، لأن فيها قصة أمة امتحنها الله بنوع من الجهاد النفسي، فرسبت وسقطت وأصبحت لا تصلح للجهاد الخارجي، ولا يجوز لأحد أن يحاول الوفاق والاتفاق للقصص القرآنية مع ما جاء في الكتب الإسرائيلية القديمة، لأنها مشتبهة الإعلام، حالكة الظلام، لا يوثق بها ولا بسند رجالها، ولأن القرآن يقتضب القصة اقتضاباً يقصرها على ما فيه العظة والاعتبار، فلا يجوز مزج التفسير القرآني بالروايات الإسرائيلية، لأنها مخالفة لسنة القرآن، وفيها صرف للقلوب عن موعظته وإضاعة لمقصده وحكمته.

 

فالواجب عدم تشعيب الذهن لنفهم ما فيه، ونعمل أفكارنا في استخراج العبر منه، ونحمل نفوسنا على التحلي بما استحسنه وقبحه، وإذا ورد في كتب أهل الملل وأقاصيصهم ما يخالف ما أورده القرآن من القصص فعلينا أن نجزم بكل يقين أن ما أوحاه الله إلى نبيه هو الصدق الواجب اعتقاد صدقه وأحقيته وبطلان ما سواه، فكل ما مخالف القرآن فصاحبه مخطئ أو كاذب.

 

وطريقة القرآن في قصص الذين خلوا هي في منتهى الحكمة، ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الناشئ في محيط جاهلي أن يرتقي إليها بفكرة، وقد جهلها الحكماء في عصره وقبل عصره، ولكنها هداية الله لعباده أوحاها إلى صفوته من خلقه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49].

 

فقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ الملأ هم القوم يجتمعون للتشاور، سموا ملأ لأنهم يملؤون العيون رواء والقلوب هيبة، وقد أطلقهم الله فلم يعين الزمان ولا المكان ولا اسم النبي، لأن هذا خارج عن مقصود الله من العظة والاعتبار، ولكن جاء في آخرها ما يفيد أن نبيهم داود وأن عدوهم جالوت.

 

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ يعني: ابعث لنا ملكاً يقودنا في الحرب، نصدر في تدبير الحرب عن رأيه، وننتهي عند أمره، وحينئذٍ قال لهم نبيهم: ﴿ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ﴾ يعني: هل قاربتم إن كتب عليكم القتال أن تتقاعسوا وتحجموا عن القتال فإني أتوقع منكم ذلك ولا أثق بكلامكم، فكلمة (عسى) للمقاربة أو التوقع.

 

وقد أجابوا نبيهم بما قال الله عنهم: ﴿ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ﴾ يعني: وما الذي يجعلنا نحجم عن القتال وقد أدمى العدو قلوبنا بإخراجه إيانا من ديارنا، وتفريقه بيننا وبين أحب أحبابنا الذي هم أولادنا حيث سباهم وباعد بيننا وبينهم؟ ثم قال عنهم: ﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ يعني: أدبروا عن القتال وابتعدوا عنه، ذلك أن الأمم إذا قهرها عدوها ونكل بها تنكسر شوكتها ويضعف بأسها، بل تضعف ثقتها بنفسها، وتتعود المهانة، ويغلب عليها الجبن، فإذا أراد الله إحياءها بعث فيها الكوامن النفسية، ونفخ فيها روح الشجاعة، ووفقها لتحقيق الجهاد النفسي الداخلي الذي تنتصر به على عدوها في الجهاد الخارجي، ولو كانوا قليلاً، فكثيراً ما يكتب الله الخير في القليل، وفي هذه الآية الكريمة من الفوائد الاجتماعية أن الأمم وإن فسدت أخلاقها وضعفت معنويتها قد تفكر في المدافعة عند الحاجة إليها، لكنها لا تصمد ولا يستقر رأيها إلا على الهزيمة المنكرة.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ يعني: عليم بالذين يظلمون أنفسهم وأمتهم بترك الجهاد والتولي عنه بعدما كتب عليهم، فهو يجزيهم ما يستحقونه من العذاب الدنيوي والأخروي.

 

قال تعالى: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247].

 

يخبرنا الله في هذه الآية عن تلكؤهم وتعلقهم بالأنانية المرذولة واحتقارهم له بقولهم: ﴿قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا﴾ يعني: ومن أين يكون له الملك علينا، فهم استنكروا ملكه عليهم، وهم كالذي لا يرى الملك إلا من بيت ملوكية، أو على الأقل يكون من بيت رفيع العماد، أو من بيت إثراء وسعة، يستطيع به على تدبير الملك، فإن هذا من طبائع البشر، ولكن هؤلاء لا يصح كلامهم في طالوت، لأنه لم يكن فيهم ملوك قبله، ولأنه لم يكن فقيراً، ولكنهم يتشوفون إلى ضخامة الثروة، بل فيهم من يرشح للزعامة حيث قالوا: ﴿ وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ﴾ ولكن نبيهم أجابهم بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ يعني: أن الذي فضله واختاره وتخيره عليكم هو الله الذي لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ﴿ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ ﴾ الذي يكون به التدبير وسعة التفكير، وزاده أيضاً بسطة في (الجسم) المعبر به عن توفر صحته وكمال قواه المستلزم لقوة التفكير.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ يعني: أن الله الذي اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم يؤتي ملكه ما يشاء من عباده، وليس لأحد حق التخير في قضاء الله واختياره، كما قال تعالى في الآية (36) من سورة الأحزاب: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

 

وفي هذه الآية من الفوائد الاجتماعية أن من شروط السؤدد: العلم والصحة في الجسم الباعثة على القوة وسعة التفكير، وأن المال ليس بركن من أركان السؤدد والزعامة، بل هو يعكس الأمر، فكثيراً ما يكون صاحب المال جباناً رعديداً وفاقداً للرأي السديد.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ ختم الله سبحانه هذه الآية على طريقة القرآن في التنبيه على الدليل بعد الحكم والتذكير بأسمائه الحسنى وآثارها في تشريعات الله وقضائه، فقوله: ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ﴾ يعني: واسع التصرف والقدرة إذا شاء أمراً اقتضته حكمته في نظام الخليقة، فإنه لا بد من وقوعه، وهو (عليم) بوجوه المصلحة والحكمة فلا يضع سنته في استحقاق الملك عبثاً، ولا يترك أمور عباده سدى، بل يوضع لهم من السنن الحكيمة في الحياة ما هو منتهى الإبداع والإتقان.

 

وقد تكلم المفسرون في وجوه الرد على منكري ملوكية طالوت، ومن أحسن ما قالوه خمسة وجوه:

أحدها: أن العمدة فيما اصطفاه الله وقد اختاره عليهم وهو أعلم بمصالحهم منه، إذ علمهم قاصر محدود.

 

ثانيها: أن من شروط السؤدد وفرة العلم، لأن العلم يتمكن به صاحبه من معرفة الأمور السياسية وخباياها.

 

ثالثها: جسامة البدن من شروط السؤدد لما فيه من عملقة الشخصية التي يكون صاحبها أعظم خطراً في القلوب وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب، فلذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾.

 

رابعها: أنه تعالى مالك الملك على الإطلاق فله أن يؤتيه من يشاء.

 

خامسها: أنه سبحانه واسع الفضل يوسع الفضل على الفقير ويغنيه، وهو سبحانه (عليم) بمن يليق بالملك ممن لا يليق به، كما أنه عليم بوجوه الاختيار.

 

وليس ما يكون من الملك والحكم المتوارث بقوة إلهية هي وراء الأسباب والسنن التي يجري عليها البشر في أحوالهم السياسية، فإن هذا الاعتقاد سرى في الأمم بسبب رواسب الوثنية، ومن نظر في الأحداث التي يجري بها تقلبات الملك اتضح له ذلك، وعرف أن الله يؤتي الملك ما يشاء، وينزعه ممن يشاء بأسباب كثيرة ومجهودات جبارة، وفتك عظيم يجري الله به عقوباته على من يشاء، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16] وفي قراءة (أمرنا) بتشديد الميم وهو أوضح للمعنى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة