• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآية (187) (1)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 19/6/2013 ميلادي - 10/8/1434 هجري

الزيارات: 26280

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآية (187) (1)


قال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].


قال الأزهري:

الرفث كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من إمراته. حقق الراغب أن الرفث كلام متضمن لما يستقبح من ذكر الوقاع ودواعيه، وجعل كناية في هذه الآية على جوازه، والرفث في غير هذه الآية هو الفحش في الكلام كما سيأتي، ويقصد به في هذه الآية الإفضاء إلى النساء بحاجات الرجال منهن، وهذا التعبير من عظيم أدب القرآن.


وقد وردت أخبار في سبب هذه الآية قد توهم بعض الناس فيها التعارض، وليست بحمد الله متعارضة؛ لأنه اجتهاد من الصحابة ناشئ عن الإجمال المفروض في الصيام، فأتى الله ببيان في هذه الآية، وذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 183] أن التشبيه يتناول كيفية الصوم، فحصل لبعضهم أن نام قبل أن يفطر ثم استيقظ فواصل صيامه إلى اليوم الثاني، وكان عاملاً فأضره الصيام حتى غشي عليه، وبعضهم وقع على أهله في الليل وتحرج مما فعل، فارتفعت الشكاوى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله هذه الآية التي ظن بعض المفسرين أنها ناسخة لقوله تعالى: ﴿ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ وبعضهم قال: ليست ناسخة، وهو الصواب؛ لأنها مبينة للإجمال الذي فيها، وأن التشيبه ليس عاماً من كل الوجوه كما فهموه باجتهادهم وحصل عليهم الحرج، وإنما هو تشيبه منه تعالى في الفرضية لا في الكيفية، فكانت هذه الآية الكريمة مبينة لما امتاز به صومنا من الرخصة والتسهيل الذي لم يحظ به من قبلنا، وأن كيفية صومنا مغايرة لصوم من قبلنا، ففي هذه الآية تسهيل على المجتهدين من الصحابة بكيفية الصيام ممن سلكوا الأحوط في الشدة يرونه أقرب للتقوى، فجاءهم من الله اليسر الموعودين به.


وقد ذكر بعض المفسرين حديث قيس بن صرمة بكسر الصاد وما جرى من عمر بن الخطاب وكعب بن مالك في الحديث الآخر في أسباب النزول، وما أدى إليه اجتهادهم وخشيتهم لله حتى حصل لهم التيسير، فقوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ ﴾ لا يقتضي أنه كان محرماً من قبل وإنما هو لدفع التوهم الذي أدى إليه مفهوم المجتهدين حتى لم يرد تنصيص على تحريمه قبل نزول هذه الآية، وإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم هو جري على عادته في إقرار الاجتهاد بتفسير المجمل قبل أن يأتي بيانه، ويجوز أن يكون محرماً بسنة لم يصل إلينا خبرها الظاهر من السياق.


وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ فيه تعليل واضح لرخصة المباشرة والقربان، فهو قول مستأنف ساقه الله لبيان سبب الحكم من كونهن لباس لكم وأنتم لباس لهن، فسمى امتزاج كل واحد من الزوجين بصاحبه لباساً لانضمام الجسد وامتزاجهما وتلازمهما تشيبهاً بالثوب، كما قال الشاعر:

إذا ما الضجيع ثنى جيدها
تداعت فكانت عليه لباساً

 

وقال أيضاً:

لبست أناساً فأفنيتهم
وأفنت بعد أناس أناساً

 

فكأنه سبحانه وتعالى يقول: إذا كانت بينكم وبينهن مثل هذه المخالطة والملابسة قل صبركم عنهن وصعب عليكم اجتنابهن، فلذلك رخصت لكم في مباشرتهن. وقال بعضهم: يقال لما ستر الشيء وواراه: لباس، فجائز أن يكون كل واحد منهما ستراً لصاحبه عما لا يحل، كما ورد الخبر: ((من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه))[1].


وقال ابن زيد: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ يريد: أن كل واحد منهما يستر صاحبه عند الوقاع عن أبصار الناس. وقيل: وجه التشيبه أنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان فيضم كل واحد جسمه إلى جسم الآخر حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه، سمى كل واحد منهما لباساً.


وقال الربيع:

هن فراش لكم وأنتم لحاف لهن. وقيل: بل جعلها لباساً للرجل من حيث إنه يخصها بنفسه كما يخص لباسه بنفسه ويراها أهلاً لأن يلاقي كل بدنه كل بدنها كما يعمله في اللباس وهي كذلك. وقيل: يحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت لو لم تكن المرأة حاضرة كما يستتر الإنسان بلباسه عما يضره أو ينظر إليه.


وقد نقلت أقرب الأقوال للصواب مما قيل في هذا التشيبه، وأقربها أن الملابسة المخالطة، فكل من الزوجين خالط الآخر وعرف دخائله فهو ملابس له، كما أن كلاً منهما ستر لصاحبه في الإحصان عن الوقوع في الفاحشة.


وقال الواحدي: إنما وحد اللباس بعد قوله: ﴿ هُنَّ ﴾ لأنه يجري مجرى المصدر (وفعال) من مصادر فاعل وتأويله: (هن ملابسات لكم).


وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ يعني تظلمونها وتنقصونها حظها من الخير. فالاختيان من الخيانة، كالاكتساب من الكسب، فيه شدة وزيادة، ولم يقل: (كنتم تختانون الله) كما قال: ﴿ لَا تَخُونُوا اللَّهَ ﴾ [الأنفال: 27] بل قال: ﴿ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ لقدم حصول القطع بالتحريم، فكان فعلهم عبارة عن عدم الوفاء بما هو خير للنفس، ولو حصل القطع بالتحريم فالخائن لله خائن لنفسه حيث يعرضها لعقوبات الله وسخطه. وقيل: المعنى أن الله يعلم أنه لو كان ذلك التكليف الشاق لوقعتم في الخيانة.


أقول:

وهذا حصوله بعيد من المؤمنين إلا في النادر، والمعنى مستقيم في التعبير بالخيانة، سواء كان التحريم حاصلاً أو تصوروه عن اجتهاد منهم كما مضى، فضيقوا على أنفسهم فهم عاصون، سواء كان بحسب اعتقادهم الاجتهادي أو بحسب الواقع، إنهم محتاجون إلى التوبة والتسهيل.


فلذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ﴾، فإن كان ذنبهم بتحريم المباح عليهم في ليالي الصم أو التورع منه لاعتقادهم مشابهة صيامهم لمن قبلهم في الكيفية فتفسر التوبة بالرخصة ويفسر العفو بالتسهيل والتخفيف، كما في قوله: ((عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق))[2] وقوله: ((آخر الوقت عفو الله))[3] وإن كان ذنبهم اقتراف ما فهموا تحريمه ولابسوه فالتوبة على ظاهرها يعني أن الله قبل توبتكم لعلمه إخلاصكم ومراقبتكم له وعفا عن خيانتكم لأنفسكم؛ لأن العفو يحتمل العفو من الذنب ويحتمل الرخصة والتسهيل، والتوبة تحتمل معنيين:

أحدهما: قبول التوبة من المذنب التائب المنيب.


وثانيهما: التخفيف بالرخصة كقوله تعالى: ﴿ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾ [المزمل: 20] يعني: خفف عنكم. وقوله: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾ [التوبة: 117] وهم لم يحصل منهم ما يوجبها.



[1] أخرجه الحاكم في المستدرك: [2/175] بمعناه والطبراني في الأوسط [972] والبيهقي في الشعب [5486، 5487].

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق، مدني ثقة مأمون، وذكره الهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني في الآوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فيكون إسناده منقطعاً، وإن كان غيره فلم أعرفه، وأخرجه ابن الجوزي بالعلل المتناهية: [1005]، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يذكر عنه، وفيه آفات. اهـ وذكرها.

[2] أخرجه الترمذي [620] من طريق عاصم بن ضمرة، عن علي، وابن ماجه [1790] من طريق الحارث، عن علي، وغيرهما.

[3] أخرجه البيهقي في الكبري [1/435] عن أبي محذورة، والدارقطني [1/249] عن جرير بن عبدالله البجلي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة