• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآية ( 125 )

تفسير سورة البقرة .. الآية ( 125 )
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 5/9/2012 ميلادي - 18/10/1433 هجري

الزيارات: 46532

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآية [125]


وقوله سبحانه: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].

 

يذكر الله العرب بهذه النعمة العظيمة -وهي جعل البيت الحرام مرجعاً للناس يقصدونه ثم يثوبون إليه- أي يرجعون.

 

فيقول سبحانه: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا ﴾ يعني صيرنا (الْبَيْتَ) أي الكعبة (مَثَابَةً) أي مرجعاً.

 

واختار بعضهم -المثابة على نحو القصد والمزار- لأنه لا يقال: (ثاب المرء إلى الشيء) إلا إذا كان قد قصده أولاً ثم رجع إليه.

 

ولما كان رجوعهم إليه يتكرر، وفيهم جوعة روحية إليه دائماً سماه الله (مَثَابَةً لِلنَّاسِ).

 

وكذلك جعله (أَمْناً). وهذا أمر معروف حتى في الجاهلية، حيث يلقى الرجل قاتل أبيه في الحرم فلا يزعجه، ولا يمسه بسوء، رغم ما هو معروف عنهم من حب الانتقام والتفاخر بأخذ الثأر.

 

فالمنة في هذا على العرب عامة، قويهم وضعيفهم، لحاجة كل منهم إلى الأمن، ولذا قال سبحانه في سورة العنكبوت: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ [العنكبوت: 67].

 

وقوله: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ﴾ [البقرة: 125].

 

مقام إبراهيم -هو الحجر الذي يقف عليه إبراهيم عند إرتفاع بناء الكعبة- فغاصت فيه قدماه، وكان يرتفع به كلما ارتفع، وهو حجر صغير لا يصلح أن يكون مصلى.

 

فالمصلى إذن جميع الحرام، وتكون (من) لابتداء الغاية لا للتبعيض، وما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى خلف المقام[1]، فهو للمندوبية أو الأفضلية، وإلا فمقام إبراهيم جميع الحرم، وقد توسع بعضهم فقال: إنه جميع مناسك الحج.

 

وقال المحققون من الفقهاء: حيثما صليت من المسجد فثم مقام إبراهيم.

 

وقد روى عمر رضي الله عنه قال: (وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر)[2] أخرجه مسلم.

 

وقال أنس -رضي الله عنه- عن مقام إبراهيم: (رأيت في المقام أثر أصابع إبراهيم وعقبه وأخمص قدميه، غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم)[3] حكاه القشيري نقلاً عن القرطبي.

 

وهاهنا فوائد:

أحدها: في أمن الحرم الشريف الذي قال فيه الله: ﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ﴾ [آل عمران: 97] قال العلماء: من وجب عليه الحد خارج الحرم فلجأ إليه ففيه قولان:

الأول: أن الحد يقام عليه، وأن الحرم لا يصون المجرم.

 

الثاني: أنه لا يقام عليه الحد ولكن يضطر إلى الخروج بالمقاطعة والتضييق ثم يقام عليه الحد خارج الحرم، وهذا مذهب الحنفية وأكثر الحنابلة، أما القول الأول فهو قول أصحاب مالك والشافعي.

 

أما من جنى في الحرم جناية توجب الحد فإنه يقام عليه لأنه لم يحترم حرمة الحرم.

 

ثانيها: روى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ مؤمن بغير حق ليهريق دمه))[4].

 

فأولهم: الملحد في الحرام -وهو المنحرف على الحق والدين- وهذا من أبغض الناس إلى الله، فليحذر سكان الحرم من أن يدب في قلوبهم شيء من الإلحاد، لأن الحرم يجب أن يكون عامراً بتوحيد الله، وأن يكون منطلقاً لأهل التوحيد للزحف بالرسالة، وتوزيع الهداية المحمدية، هذا وقد تكلمت على هذا الحديث كلاماً مسهباً شافياً في كتابي المسمى (الحق والحقيقة من كلام خير الخليقة).

 

ثالثها: الصخرة التي هي مقام أبراهيم، والتي فيها آثار قدميه، والذي قال الله عنه ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ [آل عمران: 97] الصحيح أنه كان ملاصقاً للكعبة في آخر مكان استغنى عنه إبراهيم عليه السلام.

 

وأن عمر بن الخطاب هو الذي أخره إلى هذا المكان الذي لا يزال فيه[5] كما روى ذلك عبد الرازق في مصنفه بسند قوي عند المحدثين.

 

وقد زعم بعض العلماء أن هذا الموضع موضع وضعه فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، معتمدين على أثر ضعيف لا تقوى به الحجة ولم يروه إلا الأزرقي في أخبار مكة - وهو ليس من علماء الحديث. وعلى هذا لم يجيزوا نقل مقام إبراهيم للتوسعة على الطائفيين بالبيت.

 

رابعها: سمى الله الكعبة بيته الحرام، وأضافه إلى نفسه إضافة تشريف وتعظيم.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾.

 

العهد هنا التكليف، أي أن الله سبحانه كلف إبراهيم وإسماعيل بتطهير ذلك المكان الذي نسبه إليه، وجعله معبداً يعبد فيه.

 

وجاء التطهير في الآية مطلقاً ليشمل جميع أنواعه الحسية والمعنوية، كالشرك وأصنافه، واللغو، والرفث، والتنازع، لذا وجب إخراج المبتدعين، والقبوريين، والمشعوذين من الحرم حتى لا ينشروا باطلهم، ويدنسوا به الحرم.

 

وقدم الله الطائفيين في الذكر على غيرهم، لأنهم أحق من غيرهم بهذا التطهير، فالمطاف حق لهم، فلا يجوز للمصلين مضايقتهم فيه بدون ضرورة.

 

ويستدل من مضمون الآية على أن الطواف للغرباء أفضل من الصلاة، وبالعكس، أي أن غير الغرباء تكون الصلاة لهم أفضل من الطواف.



[1] أخرجه البخاري (1627) ومسلم (1234/189) والنسائي (5/225، 237) وابن ماجه (2959) وأحمد (2/15/85) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.

[2] أخرجه مسلم (2399/2) والطبراني في الأوسط (6/93) من حديث عمر – رضي الله عنه-.

[3] انظر: فتح الباري (8/19).

[4] أخرجه البخاري (6882) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.

ولم أجده فيه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولعله سبق قلم من الشيخ رضي الله عنه.

[5] أخرج عبد الرزاق (5/48) عن ابن جريح قال: سمعت عطاء وغيره من أصحابنا يزعمون أن عمر أول من رفع المقام فوضعه موضعه الأن, وإنما كان في قبل الكعبة.

وانظر المدونة الكبرى (2/452).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة