• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة الفاتحة (17)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 24/2/2011 ميلادي - 20/3/1432 هجري

الزيارات: 15939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة الفاتحة (17)

 

حسم الأنانية وكبح النزوات:

تحقيق القيام بمدلولات: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يقضي على الأنانية التي مازالت علة العلل في فساد الأمم وهلاكها؛ لأنها تجر إلى الأثرة والطماعية [1] والحسد والطغيان، وتجعل من جميع الأمم أفرادًا لا يشعرون إلا بمصالحهم الخاصة، مهما كانت على حساب غيرهم، ولا يتجهون بأفكارهم إلا في سبيل مصالحهم الشخصية وأغراضهم النفعية، وما يعود عليهم بالنجاح في تقلباتهم ذات اليمين وذات الشمال، غير مبالين بما يصيب غيرهم في سبيل تحقيق أغراضهم، فهم لا يهتدون سبيلاً غير سبيل الاستعباد للناس واحتقارهم، والاستعلاء عليهم، وابتزاز أموالهم بشتى المذاهب المادية وسائر الأحابيل.

 

فهذا الطغيان الأناني هو سبب جميع النقائص الاجتماعية، بل هو سبب تفكك الوحدة الإسلامية عامة، والعربية خاصة، وهو مصدر جميع الهزائم والنكبات منذ أن وقف المسلمون على مشارف مدينة (باريس) رافضين نصائح قائدهم المؤمن عبد الرحمن الغافقي الأزدي، حتى نكباتهم في الشرق الأوسط على أيدي التتار أولا والصليبين ثانياً ، ونكباتهم في الأندلس والمغرب الأقصى والشرق الأقصى وغيره.

 

كل هذا سببه الأنانية التي استحكمت بسبب عدم تطبيقهم لمدلولات هذه الآية: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ والأنانية هي التي تنوء بالحكام عن الوحدة الحقيقية والاتحاد الصحيح، لما يحمل بعضهم على بعض من الإعجاب والتعالي، وهي التي تحمل الموظف والطبيب على الرشوة؛ ليقضي كل من هذا النوع حاجات نفسه من المال الذي لا يمكن أن تشبع منه أبدًا.

 

والأنانية هي التي تخرس الإنسان عن النطق بكلمة الحق خصوصاً العالم أمام الحاكم، حرصاً على جاهٍ مزيف يستهويه، أو حريصاً على وظيفة يسترخص بها نفسه، ويبيع بها دينه، وهي التي تحول المحامي إلى خائن مدافع عن الباطل يجعل ذمته جسراً لكل خصم ظالم، وهي التي تحول دون الأغنياء ودون تفكيرهم في حال الفقراء والغارمين وهكذا، ويكفيك أنها ذهبت بأكثر البلاد التي فتحها أجدادنا الفاقدون للأنانية المسعورة.

 

فمن فوائد تحقيق مدلولات: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ أنها توجه تلك الأنانية توجيهاً صالحاً يجعلها مفتاحاً لعظمة النفوس، وسمو الشخصية، والإخلاص في الطموح، ولا تجعلها تطغى فتحدث هذا التزعزع والتفكك وهذه الهزائم المتلاحقة؛ لأن طغيان الأنانية يكون في نفس كل زعيم ورئيس شعوراً خاطئاً بامتيازه، أو امتياز أمته أو شعبه، كما يكون هذا في الأمم والشعوب بعضها على بعض، حتى يجعل بعضهم يستعين بأخبث أعدائه على بعض، وحتى يحمل ذلك بعضهم على الاعتداء على أراضي غيره وممتلكاته، فيُحْدِثُ حرباً ضروساً، ويهلك عدد كبير من البشر.

 

فلا بد للمسلم المؤمن أن يكون صادقاً مع الله - سبحانه - في تحقيق مدلولات ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ فإننا إذا صدقنا مع ربنا في تحقيق ذلك أصبحت فرديتنا قد انصهرت أنانيتها في سبيل المجموع الإسلامي الصحيح، وامتزجت بحاجياته، وانغمرت في صالحه، ولا نحس لعملنا قيمة إلا إذا كان من ورائه نفع لإخواننا المسلمين أين ما كانوا، وكيف كانوا ولا نحس لجهودنا ثمرة أو فخراً إلا بقدر ما تجلبه على المسلمين من إيصال خير أو دفع ضرر.

 

وهذا التوجيه للأنانية هو الغاية التي عمل لها الرسل - عليهم السلام - وأرشدوا إليها بحيث يكون سعي المسلم لعظمة شخصيته، وتحقيق إنسانيته المؤمنة عن طريق البذل والإيثار والتجرد عن كل غاية وهوى، وقلب أنانيته إلى شعور يجعله يجد اللذة في عذابها من أجل سعادة إخوانه المسلمين المؤمنين، ويجد عزتها في انكسارها من أجل رفعة مستواهم وإعلاء شأنهم في حب الله ورسوله.

 

لقد شهدت الأرض نماذج كثيرة كبيرة من هذا النوع على يد الرعيل الأول الذين تخرجوا في مدرسة رسول الله محمد  في مسجد الطين والعريش، ثم من الصالحين التابعين لهم بإحسان، ولا يمكن أن يعود إلى الأرض ما فقدت إلا بعودة العقيدة المحمدية الحنيفية، تلك العقيدة التي تجعل من ضمير المسلم المؤمن رقيبًا باطنيًا يراقبه في كل قول وعمل، ويخوفه من عقوبات الله العاجلة والآجلة.

 

فالعقيدة الحنيفية الحقة هي التي تمحق الأنانية وتعيد إلى الأمة وحدتها وعزتها وكرامتها وتستمطر لها مدد السماء بالعز والنصر والتمكين، فتسترجع فتوحات أجدادها العظيمة بدلاً من عجزها عن قضية فلسطين وهي التي تحقق الحرية تحقيقاً صحيحاً بدلاً من حرية التسبيح للأشخاص، وإسبال أثواب القداسة على أفعالهم والدعاء لكل سفاح وطاغوت فوق منابر المسلمين.

 

وهي التي تحقق المساواة بالشورى الصحيحة والمناصحة من كل فرد مهما كان، بدلاً من انقلابها إلى (أتون) تحت شعارات تصنيف الرعايا إلى أبناء شعب، وأعداء شعب، وإلى تقدميين ورجعيين وامبرياليين، وما إلى ذلك من المصطلحات الماسونية اليهودية التي حشيت بها أدمغة المعرضين عن وحي الله، والشاردين عن تحقيق مدلولات: إِيَّاكَ ﴿ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

 

فما أشقى أهل الأرض بأولئك!! وما أحوجهم إلى الوقاية من شرور الأنانية والشهوات بالعودة الصحيحة لتحقيق مدلولات هذه الآية!!



[1] الطماعية : من مصادر طمع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة