• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسريالشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري شعار موقع الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

صيانة الحج من الرفث والفسوق

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 9/11/2010 ميلادي - 2/12/1431 هجري

الزيارات: 22042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]؛ يعني أنَّه من أوجب الحج على نفسه خلالَ هذه الشهور بأن تلبس به، وألزمه نفسه، فليحترم ما التزمه من شعائر الله، وليصُنه من الرَّفث، الذي هو مقاربة النساء ما دام محرمًا، ومن الفسوق الذي هو الخروج عن حدود الشرع بفعل أيِّ مَحظور يخل بإحرامه، خصوصًا ما نص الله عليه في سورة الحج من قوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].

 

ومن الفسوق الخصومات والفحش واللجاجة بمفهوم النصِّ على ترك الجدال بقوله: ﴿ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وتنويع هذه المنهيات في الحج من الله بترتيب عجيب، فابتدأ بالرفثَ المفسد للحج حسب ما فصله العلماء، ثُمَّ الفسوق الذي هو الخروج عن أي شيء من حدود الله في الإحرام، ثُمَّ الجدال الذي كان جاريًا بين القبائل في الجاهلية، من التنازُع والتفاخُر والتنابز بالألقاب، فما أجمل هذا التناسُبَ بين الكلمات في هذه الآية الكريمة!

 

والحكمة في النهي عن هذه الأشياء: هي تعظيم حرمات الله، فإن المتلبس بالحج يكون أولاً في إحرام، ثم تزداد عليه الحرمة بدخوله في الحرم، ثم تزداد بمزاولته لأعمال الحج، فيكون محفوفًا بعظيمِ الحرمات، فيجب عليه أنْ يكونَ على أحسنِ حالة وأكملها لحضوره مع الله في تلك الحُرُمات.

 

ولهذا ورد الحديث الصحيح[1]عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الله يباهي ملائكته بالحجاج.

 

فعلى الحاج ألا يفرطَ في هذا الحظ العظيم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197]، فإنَّ في هذه الجملة التفاتة إلى الخطاب، مشعرة بحذف تقديره: اتركوا هذه الأمور التي حرمتها عليكم في الحج؛ لتصفيةِ نُفُوسِكم من أدران المعاصي، وتَحليتها بالطاعة، فإنَّ ما تفعلوه من خَيْرٍ يعلمه الله، ويُزكي به نفوسكم، فيجعل فيها الاستعداد لتحصيل المنافع في الحج، ولا يَخفى عليه - سبحانه - خافية، ولا يضيع من أعمالكم شيئًا، بل يزيدكم على ثوابها توفيقًا لما يريده منكم، فاستبقوا الخيرات، وتنافسوا في الأعمال الصالحات في هذا الموسم العظيم، مَوسم الحج الذي تَجتمعون فيه من جميع الآفاق، فإنَّه مدرسة إسلامية كبرى، كما أنَّه مؤتمر عالمي عظيم.

 

وهنا فوائد:

أحدها: الحكمة في إجمال النَّهْيِ عن هذه الخصال الثلاثة بقوله - تعالى -: ﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، إنَّ الإنسانَ فيه أربع قوى: قوة شهوانية بهيمية، وقوة غضبية سبعية، وقوة وهمية شيطانية، وقوة عقلية ملكية.

 

والمقصود من جميع العبادات المتنوعة هو قهر القوى الثلاثة؛ أعني: الشَّهوانِيَّة، والغضبية، والوهمية، فنهى الله - سبحانه - عن الرَّفَثِ لقهر الشهوانية، ونَهيه عن الفسوق؛ لقَهْرِ القوة الغضبية، التي توجب التمرُّد والغضب، ونَهيه عن الجدال؛ لقهر القوة الوهمية التي تَحمل الإنسان على الجدال، حتى فيما لا يَجوز، كالمراء في الدين، والجدال في ذاتِ الله أو صفاته أو أحكامه.

 

وهذه القوة الوهمية الشيطانية هي الباعثة للإنسانِ على مُنازعة الناس ومُماراتِهم ومخاصمتهم، وبهذا يتَّضحُ أنَّ الشر مَحصور في هذه الأمور الثلاثة التي نهى الله الحاج عنها، والله عليم حكيم.

 

ثانيها: للرفث معنيان: لغوي وعرفي شرعي، فمعناه اللغوي: هو قول الخنا والفُحش، ومعناه العرفي الشرعي: كل ما يتعلق بالجماع كما ورد في آية الصِّيام.

 

ثالثها: قصر الله إخبارنا عن علمِه بالخير دون الشر، وهو يعلمُ الجميع أنه من عظيم رحمته، وحُسن تربيته لعباده؛ حيث قال: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197]، ففي ذلك فوائد ولطائف يستحِقُّ عليها مزيدَ الشكر، ومُداومة الذكر.

 

فمنها وهو ألطفها: إعلامه لنا بستر الشر، وذكر الخير، كأَنَّه يقول: يا عبادي، إذا علمت منكم الخير ذكرته وشهرته، وإذا علمت منكم الشرَّ أخفيته وسترته؛ رَحْمةً بكم في الدنيا والآخرة، إذا طهرتم قلوبكم من مَحبة غيري الموجبة للإشراك.

 

ومنها: أنه إشعار منه بثوابِ الخير وإكرام صاحبه في الدارين، فكأنه - سبحانه - يقول: كل ما تتحملونه - يا عبادي - من أنواع المشَقَّة والطاعة في الحج قصدًا لوجهي، فأنا عالم به، وسأثيبكم عليه، وهذا من بعض كرمه وتشجيعه لعباده.

 

ومنها: أن هذا الإعلام يكون فيه تحضيض وتنشيط على فعل الخير والالتذاذ به، كالخادم الذي إذا علم اطلاعَ سيده على جميع فعله، وأنَّه مكافِئُه على النصح، ازداد نصحه ونشاطه مع التذاذه بما يقوم به، فسبحانك اللهُ مِن رحمن رحيم.



[1] أخرجه مسلم في الحج، باب: فضل الحج والعمرة... 2/983 بمعناه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تثمين
أبو علي - algerein 27-05-2019 12:25 PM

بارك الله مجهوداتكم

1- جزيتم خيرا
طبيبه مبتدئه - المملكة العربية السعودية 24-11-2012 04:07 PM

مقاله جميله جدا استفتدت منها الكثير فتبين لي معنى الرفث في الحج !! أثابكم الله وجزيتم خيرا على ما تقدموونه
أتمنى أن يكتب الله لي حجة مبرورة ومقبولة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • تفسير القرآن العظيم
  • قصائد
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة