• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضرالشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي شعار موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي / فقه الأسرة / الوليمة


علامة باركود

الوليمة (1)

الوليمة (1)
الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي


تاريخ الإضافة: 6/10/2012 ميلادي - 20/11/1433 هجري

الزيارات: 60061

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

برنامج فقه الأسرة

الحلقة الواحد والعشرون

(الوليمة 1)


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:

فمستمعيَّ الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بكم في حلقةٍ جديدة من حلقات برنامجكم "فقه الأسرة"، وفي هذه الحلقة أعرضُ لكم - أيُّها الإخوة والأخوات - أهمَّ المسائل المتعلِّقة بوليمة العُرس، فممَّا درج عليه الناسُ الاجتماعُ والفرَحُ بعقد النِّكاح ودُخول الزوج بزوجته وإعلان الاحتفال بذلك، وهذه من محاسن التَّشريع الإسلامي في النِّكاح الذي يَرعى العلاقة الزوجيَّة، ويحوطُها بسياج العفَّة والحِفظ، وسيكونُ حديثنا - بإذْن الله تعالى - عن وليمة العُرس وأهم مسائلها وأحكامها مندرجًا في عشر مسائل، سائلين الله تعالى الفقهَ في الدِّين والتوفيقَ إلى صالح القول والعمل.


المسألة الأولى: ما المراد بوليمة العُرس؟ ولِمَ سُمِّيت بذلك؟

والجواب: أنَّ الوليمة في اللغة مشتقَّة من الوَلْم، وهو: القيد والجمع؛ لأنَّ الزوجين يجتمعان، ويُقال: "أَوْلَمَ فلانٌ" إذا اجتمع خلقه وعقله، ويُقال أيضًا: "أَوْلَمَ فلان" إذا عمل وليمةً.


وأصل الوليمة تمام الشيء واجتماعُه، ومنه التَأَمَ القوم؛ يعني: اجتمعوا، وهي في الحقيقة جامعةٌ للأمرين، ففيها اجتماعٌ وفيها إتمامٌ، ولكنَّها نقلت بالعُرف والاصطلاح إلى نفس الطعام الذي يُصنَع في أيَّام العُرس; لاجتماع الرجل والمرأة بسبب الزواج.

 

والغالبُ عند أهل اللغة وفي عُرف الفقهاء عدم إطلاق الوليمة إلا على طَعام العُرس.

 

وهناك أطعمةٌ أخرى تُصنَع لمناسباتٍ كثيرة، ولكلٍّ منها اسم خاص؛ فمنها: "الوكيرة" وهي الطعام الذي يصنعه مَن نزل منزلاً، ويُسمَّى لدى بعض الناس "النزالة"، وكذلك "النقيعة" وهي الوليمة التي تُعدُّ لقدوم غائب، و"العقيقة" وهي الذبح لقُدوم مولود، و"المأدُبة" بضم الدال لكلِّ دعوةٍ بسبب وغيره.

 

والعُرس والعُرُس: هو النِّكاح، وقيل: "العُرْس" بضمِّ العين هو الزفاف، وهو إهداء العَرُوس إلى زوجها، و"العِرس" بالكسر: يُطلَق على الزوج أو الزوجة، والعَروس يُطلَق على الذَّكر والأنثى أيَّام الدُّخول.

 

والمسألة الثانية: ما حُكم وليمة العرس؛ أي: هل يجبُ صُنع طعام عند الزِّفاف، أم أنَّ ذلك على سبيل الاستِحباب؟ ومَن المكلَّف بوضْع هذا الطَّعام هل هو الزوج أم أهل الزوجة؟

والجواب: أنَّ جمهور العلماء على أنَّ وليمة العُرس مستحبَّة، والدَّليل على ذلك سُنَّةُ الرسول - عليه الصلاة والسلام - القوليَّة والفعليَّة.

 

فأمَّا السُّنَّة القوليَّة فقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعبدالرحمن بن عوف - رضِي الله عنه - حين أخبَرَه أنَّه تزوَّج: ((أَوْلِمْ ولو بشاةٍ))؛ متَّفق عليه، وهذا فعلُ أمرٍ، وأقلُّ أحوال الأمر الاستحبابُ.

 

وأمَّا السُّنَّة الفعليَّة فقد ثبَت عن النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - أنَّه أَوْلَمَ على نسائه عند زَواجِه منهنَّ - أي: صنَع وليمة من طعام ودعا أصحابه إليها - قال أنس - رضِي الله عنه -: "شهدت وليمة زينب فأشبع الناس خُبزًا ولَحْمًا، وكان يبعثني فأدعو الناس"؛ رواه مسلم، وقال - رضِي الله عنه -: "ما رأيتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَوْلَمَ على أحدٍ من نسائه ما أَوْلَم عليها - يعني: زينب - أَوْلَم بشاةٍ"؛ أخرجه البخاري.

 

وأخرج البخاري عن صفيَّة بنت شيبة - رضي الله عنها - قالت: "أَوْلَمَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على بعض نسائه بمدَّيْن من شعير"، وأَوْلَمَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ميمونة بنت الحارث لما تزوَّجَها بمكَّة عام القضية، وطلب من أهل مكة أنْ يحضروا فامتنعوا.

 

وقد دُعي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى ولائم زواج أصحابه فلبَّى الدعوة وحضَر؛ أخرج البخاريُّ عن سهل بن سعدٍ - رضي الله عنه - قال: "دعا أبو أُسَيْدٍ الساعدي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عُرسِه وكانت امرأتُه يومئذٍ خادمَهم وهي العَرُوس، قال سهل: تدرون ما سقت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ أنقعت له تمراتٍ من الليل، فلمَّا أكَل سقَتْه إيَّاه"، وفي لفظٍ آخَر: عن سهلٍ - رضي الله عنه - قال لما عرَّس أبو أُسَيْدٍ الساعدي دعا النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، فما صنع لهم طعامًا ولا قرَّبَه إليهم إلا امرأته أمُّ أسيد، بلَّت تمراتٍ في تورٍ من حجارة من الليل فلمَّا فرغ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الطعام أماثَتْه له فسقَتْه تُتحِفه بذلك".

 

وذهَب بعض العُلَماء إلى أنَّ وليمة العُرس واجبةٌ؛ للأسباب الآتية:

1- أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر بها عبدالرحمن بن عوف وقال له: ((أَوْلِمْ)) والأمرُ للوجوب ما لم يُوجَدْ صارف يصرفُه إلى النَّدب.


2- أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَوْلَمَ على زوجاته في السفر والحضر وفي السَّعة والضِّيق، فلو كانت محمولةً على الاستحباب لتَرَكَها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في السفر أو الضِّيق تعليمًا لأمَّته، ولكنَّه لم يفعلْ؛ فدلَّ ذلك على وجوبها.


3- كما رُوِيَ أنَّ عليًّا - رضي الله عنه - لَمَّا خطَب فاطمة، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّه لا بُدَّ للعَرُوس من وليمة))؛ أخرجه الإمام أحمد من حديث بريدة، وقال الحافظ: سنَدُه لا بأسَ به، قال الإمامابن عبدالبر - رحمه الله تعالى -: ما أعلمُ خِلافًا بين السلف من الصحابة والتابعين في القول بالوليمة، وإجابة مَن دُعِي إليه؛ "الاستذكار".


والوليمة مشروعةٌ في حقِّ الزوج، والأصل أنَّ الذي يصنَعُها هو الزوج؛ لأنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لعبدالرحمن بن عوفٍ - رضي الله عنه -: ((أَوْلِمْ))، ولم يَقُلْ لأصهاره: ((أولموا))، ولأنَّ النعمة في حَقِّ الزوج أكبر من النِّعمة في حقِّ الزوجة.

 

ويستحبُّ لأصدقاء المتزوِّج أنْ يُساعِدوه في وليمته؛ لما رواه مسلم عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: "تزوَّجَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدخَل بأهلِه فصنعت أمي أمُّ سليم حيسًا فجعلَتْه في تورٍ فقالت: يا أنس، اذهَبْ بهذا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقُلْ: بعَثَتْ بهذا إليك أمي وهي تُقرِئُك السلام وتقول: إنَّ هذا لك منَّا قليلٌ يا رسول الله"، قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرح الحديث: "فيه أنَّه يستحبُّ لأصدقاء المتزوِّج أنْ يبعثوا إليه بطعامٍ يُساعِدونه به على وليمته".

 

وما أجمل أنْ يتعاون المسلمون فيما بينهم، ويعينَ بعضهم بعضًا فيما ينوبُهم من الأمور والمناسبات، وخُصوصًا عند الزواج؛ لعِظَمِ هذا العقد وكِبر هذه النِّعمة، ولما قد يتكلَّف به المتزوِّج من متطلبات ومصروفات ماليَّة في إعداد بيت الزوجيَّة والقيام بواجب الضيافة.


نسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أنْ يُعِيننا على ذِكره وشُكره وحُسن عِبادته.

 

وفي اللقاء القادم - بإذن الله تعالى - نُواصل الحديثَ في مسائل وليمة العُرس وأحكامها.


والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.


• • •


أهم المراجع:

• "حاشية ابن قاسم على الروض".

• "سبل السلام".

• "الفتح".

• "الشرح الممتع".

• "الملخص الفقهي".

• كتب الحديث وشروحها.

• بحث: "وليمة العرس وآدابها"؛ د. آمال يس عبدالمعطي البنداري، من موقع (الفقه الإسلامي).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • فقه الأسرة
  • خطب منبرية
  • كتب
  • صوتيات
  • فقه التقاضي
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة