• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضرالشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي شعار موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي / فقه الأسرة / النشوز بين الزوجين


علامة باركود

النشوز بين الزوجين (1)

النشوز بين الزوجين (1)
الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي


تاريخ الإضافة: 5/1/2013 ميلادي - 22/2/1434 هجري

الزيارات: 22667

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

برنامج فقه الأسرة

الحلقة الثانية والثلاثون

(النشوز بين الزوجين 1)


الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

 

أمَّا بعدُ:

فقد خلَق الله تعالى الخلقَ وسوَّاه، وأعطى كلَّ شيء خَلقه وهداه، وابتَلى خلقه بالسَّرَّاء ليَشكُروه، وبالضرَّاء ليحمَدُوه ويدعوه ويُنِيبوا إليه.

 

ومن نعم الله تعالى علينا نعمةُ السكن في البيوت؛ ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]، ونعمة الحياة الزوجيَّة والسعادة الأسريَّة؛ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

 

فيا سعادة مَن رزَقَه الله تعالى بيتًا يُؤوِيه، وزوجة يأنس بها، وتكمل السعادة بزينة الحياة الدنيا ورَياحين القُلوب؛ ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46].

 

ولكن بيوتنا جزءٌ من الدُّنيا، والدُّنيا دار ابتلاء واختبار، ولا تدومُ على حال صَفاء.

 

فمَن منَّا صَفَتْ أيَّامه بلا كدر؟ وهل منَّا أحدٌ خلا بيتُه وسلمت أسرته عن مُنغِّص؟ لا وربِّي، فالدنيا بأسرها دار حفلتْ بالمنغصات والكدر، وما أصدَقَ ذلك الوصف القُرآني لحال ابن آدم في الدُّنيا؛ ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 1 - 4]! فهذا القسم العظيم من ربِّنا سبحانه وهو أصدَقُ القائلين يُشعِر كلَّ مستمعٍ له أنَّ الدنيا دار لا صَفاء فيها بإطلاق، فلا يمضي على الإنسان يومٌ إلا ويُقاسي فيه شيئًا من الشدَّة، أو يُكابد فيه مشقَّة؛ ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

 

 

طبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صَفْوًا من الأقذاء والأكدار.

 

وأنواع الكبد والمشقَّة كثيرة، غير أنَّ الذي يهمُّنا في هذا البرنامج ما تُعانِيه بعض البيوت من التَّصدُّع الأسري ووجود الشِّقاق بين الزوجين، ولا عجب في حُصول شيءٍ من المكدِّرات في بيت الزوجية، فقد حصَل هذا لخير بيتٍ في الدنيا، وهو بيتُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلقد شَهِدَ بيتُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيئًا من المشكلات الزوجيَّة، حتى إنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - هجر زوجاته شَهْرًا كاملاً، ولكنَّ الذي يدعو إلى العجب أنْ يكون الشقاق والنِّزاع بين الزوجين هو الأصل، فلا ينعم الزوجان بهدوءٍ، ولا يستَمتِعان بحياتهما، وربما تأثَّر الأولاد بما يرَوْن من مَظاهر الشِّقاق والمنافرة بين والديهم.

 

ومن رحمة الله تعالى ولُطفه بعِباده أنْ شرَع للزوجين من الوسائل ما يُساعد في مُعالَجة الشِّقاق والنُّشوز بينهما، وسأعرضُ لهذه المعالجات الشرعيَّة في مسائل مُتنوِّعة، سائلاً الله تعالى التوفيقَ والسَّداد.

 

وقبل الشُّروع في تفصيل مسائل النُّشوز والشِّقاق بين الزوجين يحسنُ التنبيه إلى أمرٍ مهم، جاءت الشَّريعة المطهَّرة بِمُراعاته والحث عليه، وهو ضابطٌ مهم يُساعد الزوجين في تحصيل المودَّة والطمأنينة بينهما، ويُقلِّل من أسباب الخلاف والنُّشوز بينهما، ويُعجِّل بتجاوز أيِّ خِلاف ومُعالَجته في مَهدِه قبلَ استِفحاله.

 

وذلك أنَّ من أهمِّ الضَّوابط في العلاقة بين الزوجين أنْ يُعالِج الزوجان ما يحصل بينهما من مُشكلات زوجيَّة داخل البيت.

 

فالمتأمِّل في القواعد العامَّة والأدلَّة الشرعيَّة يظهر له أنَّ الأصل المستمرَّ الذي ينبغي استصحابه أنْ يقوم الزوجان بإصلاح حالهما في حال وُجود شِقاقٍ بينهما دون تدخُّل الآخَرين، وذلك من خِلال عدَّة وسائل بيَّنَها الشارع الحكيم، وأنَّ تدخل الآخَرين فيما يقعُ بين الزوجين من شِقاق إنما يكون في نطاقٍ ضيِّق وفي حُدود الحاجة.

 

ولا ريب أنَّ في مُراعاة هذا الأصل خيرًا كثيرًا للزوجين، ومنعًا لتطوُّر الشِّقاق والخِلاف بينهما؛ إذ إنَّ من المشاهد أنَّ تدخُّل الآخَرين في حياة الزوجين - في الوقت غير المناسب - يُؤجِّج المشكلة بينهما ويزيد من أَمَدِ الإصلاح.

 

ويمكن الاستِدلال على أنَّ الأصل مُعالجة المشكلات الزوجيَّة داخل البيت بجملةٍ من الأدلَّة التي ترشد الزوجين وتُوجِّههما إلى الشُّروع في معالجة الخلاف بينهما بتوجيه الخطاب إليهما؛ كقوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]، ففي هذه الآية يُخاطِبُ الله تعالى الأزواج بالشُّروع في مُعالجة نُشوز زوجاتهم بهذه المراحل العلاجيَّة، وفي ذلك دلالةٌ على أنَّ الزوجين هما المعنيَّان بإصْلاح حالهما، ولا يسوغ تجاوز هذه الخطوة العلاجيَّة.

 

ويمكن الاستِدلال على ذلك أيضًا بما ورد من النَّهي عن إفشاء ما يقعُ بين الزوجين؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ من أشرِّ الناس عندَ الله منزلةً يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سِرَّها))؛ أخرجه مسلم.

 

ووجه الدلالة من الحديث: النَّهي عن إفْشاء ما يكونُ بين الزوجين ممَّا يكره أحدهما إفشاءه ونشره، ومن شراح الحديث مَن ذكر أنَّ المقصود في الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجرى بينه وبين امرأتِه من أمور الاستِمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجرى فيه، ومنهم مَن ذكَر أنَّ الحديث عامٌّ في كلِّ ما يكره إفشاؤه ونشره، قال الملا علي القاري في كتابه "مرقاة المفاتيح": أي: أعظم خِيانة الأمانة عند الله يوم القيامة خيانة رجل يُفضِي؛ أي: يصلُ إلى امرأته ويُباشرها، وتفضي - أي: تصل هي أيضًا إليه - ثم ينشر - أي: يُظهِر سرَّها - بأنْ يتكلَّم للناس ما جرَى بينه وبينها قولاً وفعلاً، ويُفشِي عيبًا من عيوبها أو يذكر من محاسنها ما يجب شرعًا أو عرفًا سترها، ثم نقل قول ابن المَلَكِ: "أفعال كلٍّ من الزوجين وأقوالهما أمانةٌ مودعة عند الآخَر، فمَن أفشى منهما ما كَرِهَه الآخَر وأشاعَه فقد خانه"، انتهى.

 

ومعلومٌ أنَّ المسارعة بالإخبار عمَّا يكون بين الزوجين من خِلاف أو شِقاق يكرَهُه العاقل السَّوِيُّ من الناس؛ ولذا فإنَّ الذي يظهر من الحديث كراهة أو تحريم نشْر ما يقعُ من الزوجين ممَّا يكره أحدهما إفشاءَه دُون حاجةٍ أو مصلحة مُعتبَرة.

 

وفي الحلقة القادمة - بإذن الله تعالى - نستكملُ الحديث عن مسائل النُّشوز، وحتى ذلك اللقاء أستودعُكم اللهَ تعالى الذي لا تضيعُ وَدائعه، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • فقه الأسرة
  • خطب منبرية
  • كتب
  • صوتيات
  • فقه التقاضي
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة