• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثرد. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر شعار موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقولات في تربية الصغار


علامة باركود

التربية بالحب

التربية بالحب
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 19/1/2019 ميلادي - 12/5/1440 هجري

الزيارات: 12511

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربية بالحب


لقد شاع استعمال مصطلح التربية بالحب لدى المختصين في علم التربية، ومقصودهم به أن يشعر الصغير بمظاهر الحب من قِبَل الوالدين أو المربي أيًّا كان؛ مما يجعله ينصاع للتوجيهات، ويقل عناده، وتهدأ نفسه، فالطفل يحتاج إلى تلك المشاعر الرقيقة، ولذا نجد فرقًا شاسعًا بين من تربى بين أحضان والديه، ومن نشأ يتيمًا، وسببُ التفاوت الرئيس هو عدم إشباع عواطف اليتيم، ولذا فمن لا يظهر عاطفة الحب لأبنائه، فقد حكم عليهم باليتم المعنوي، فحالهم وحال الأيتام الحقيقيين سواء، وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله في قوله:

ليس اليتيمُ مَن انتهى أبواه مِن
همِّ الحياة وخلَّفاه ذليلَا
إن اليتيمَ هو الذي تلقى له
أُمًّا تخلَّت أو أبًا مشغولَا

 

فلا تبخل أخي الكريم على أولادك بحقهم في إظهار مشاعر قلبك نحوهم، ولهذا النوع من التربية مظاهر؛ منها: تقبيلهم واحتضانهم، والدعاء لهم، وتفريحهم والسماح لهم باللعب، ولكل مظهر شواهد جليلة من النصوص الشرعية وعمل صالحي سلف الأمة.

 

وإن من أعظم مظاهر الحب وأقرب رسائله: القبلة الحانية واللمسة الناعمة، وهذا الفعل الطبعي من الرحمة التي يؤجَر العبد عليها إن استثمرها المؤمن، ونوى بها النية الصالحة، وقد صحَّ في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل الحسن وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (مَن لا يرحم لا يرحم) ؛ رواه البخاري برقم (5997)، ومسلم برقم (2318).

 

فجعل التقبيل من الرحمة التي يستحق بها العبد الثواب، وجعل عدم تقبيل الصغير مظهرًا لعدم الرحمة، بل توعَّد على عدم الرحمة من العبد أن يُحرَم من رحمة الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، وما ذاك إلا لدلالة عدم الرحمة على سوء في قلب الإنسان.

 

وأتركك أيها القارئ الكريم مع هذه القصة المؤثرة عندما افتقد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، فوجده عند حداد، وكيف صنع به عندما رآه، فقد روى مسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميتُه باسم أبي إبراهيم، قال أنس: ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين (مملوك يمتهن الحدادة)، يقال له: أبو سيف، فانطلق - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يأتيه واتَّبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بِكِيرِه، وقد امتلأ البيت دُخانًا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا أبا سيف، أمسِك؛ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمسك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمَّه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول؛ رواه مسلم برقم (2315).

 

ولاحظ كيف أن عبارات أنس لم تُوفِ الموقف جماله وتعبيره، فعجَز الكلام عن تصوير الموقف، فترك السامع في جو من التخيل لموقف اللقاء بين الابن الصغير ووالده نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، فاختار أنس أن يقول: «فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمَّه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول».

 

وقد كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم صريحًا في إبداء مشاعره نحو الصغار، حتى في مواقف الجِد؛ كخطبة في المسجد أمام الصحابة، فقد قال بريدة بن الحصيب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخطبنا، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحمَلهما فوضعهما بين يديه، وقال: صدق الله: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما؛ رواه أبو داود 3 /458، والترمذي 10 /278، وابن ماجه 2 /1190، وحسَّنه الأرنؤوط في تحقيق جامع الأصول 9 /33.

 

وهذه المواقف من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في التعامل مع صغارنا، وصدق الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • الدراسات والأبحاث
  • مسائل علمية
  • مقالات
  • مقولات في تربية ...
  • قضايا المصرفية ...
  • نوزل الألبسة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة