• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثرد. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر شعار موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات


علامة باركود

ذم التمادح

ذم التمادح
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 24/12/2024 ميلادي - 22/6/1446 هجري

الزيارات: 1188

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذَمُّ التَّمادُح


من الطبائع الْمَقِيتة كثرةُ المدح في الوجه، وهذا كثيرٌ في الشعر والأدب، وفي مجالس الوجهاء، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن همام بن الحارث، أنَّ رجلًا جعل يمدح عثمانَ، فعمِد المقداد فجثا على رُكبَتَيه، وكان رجلًا ضخمًا، فجعل يحثو في وجه المادح الحَصْباءَ، فقال له عثمان: ما شأنُك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم المدَّاحين، فاحْثُوا في وجوههم الترابَ))؛ [رواه مسلم].

 

وعن عبدالرحمن بن جبير بن نفير قال: "مدحُك أخاك في وجهه كإمرارك على حلقه مُوسًى رهيصًا"؛ كأنك تُمِرُّ على حلقِهِ مُوسًى شديدًا، وحادًّا جدًّا.

 

ومدح رجلٌ ابنَ عمر في وجهه فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأيتُم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم الترابَ))، ثم أخذ ابن عمر الترابَ فرَمَى به في وجهِ المادح، وقال: هذا في وجهك، هذا في وجهك، هذا في وجهك؛ ثلاث مرات؛ [قال في الصحيحة: السند جيد].

 

وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم خطورة المدح فقال: ((إياكم والتمادحَ فإنه الذَّبْحُ))، وقال أيضًا: ((ذبح الرجل أن تُزكِّيه في وجهه))؛ [حديث مرسَل تشهد له أحاديث أخرى، وهو في صحيح الجامع].

 

وروى البخاري عن أبي موسى قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يُثني على رجل ويُطريه في الْمِدْحَةِ، فقال: ((أهلكتُم - أو قطعتم - ظهرَ الرجل))، وترجم عليه البخاري: باب ما يُكرَه من الإطناب والمدح.

 

والعاقل من يوازن بين المدح والقَدْحِ؛ فقد روى البيهقي من طريق الطحاوي، عن أحمد بن أبي عمران قال: ‏قال لي معروف الكرخيُّ: "احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم"؛ [شعب الإيمان (4708)]، وقال عزالدين بن عبدالسلام (ت: 660هـ): "ولا تكاد تجد مدَّاحًا إلا رذلًا، ولا هجَّاءً إلا نذلًا؛ إذ الأغلب على المدَّاحين الهجَّائين الكذب والتغرير"؛ [قواعد الأحكام في مصالح الأنام، ج: 2، ص: 210]، وقال ابن حزم في (الأخلاق والسير ومداواة النفوس): "أبْلَغَ في ذمِّك من مدحك بما ليس فيك؛ لأنه نبَّه على نقصك، وأبلَغَ في مدحك من ذمَّك بما ليس فيك؛ لأنه نبَّه على فضلك."

 

ولا يُمدَح الفاجِرُ بالسيادة؛ فقد روى أحمد، وأبو داود، عن بريدة، وهو في صحيح الجامع: ((لا تقولوا للمنافق: سيدنا؛ فإنه إن يَكُنْ سيِّدَكم، فقد أسخطتم ربكم)).

 

وفي حالات المدح يقول الشيخ ابن عثيمين الوهيبي في (زاد المتقين شرح رياض الصالحين):

الأول: أن يكون في مدحه خيرٌ وتشجيع على الأوصاف الحميدة، والأخلاق الفاضلة، فهذا لا بأس به؛ لأنه تشجيع.

 

الثاني: أن تمدحه لتَبْيِينِ فضله بين الناس، ولينتشر ويحترمه الناس؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان هذا لبيان فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، هذا لا بأس به.

 

الثالث: أن يمدح غيره ويغلو في إطرائه، ويصفه بما لا يستحق، فهذا محرَّم، وهو كذب وخداع.

 

الرابع: أن يمدحه بما هو فيه، لكن يُخشى أن الإنسان الممدوح يغترُّ بنفسه، ويزهو بنفسه، ويترفَّع على غيره، فهذا أيضًا مُحرَّم ولا يجوز.

 

ومن يستحق المدح، والمصلحة تقتضيه، فيُطبَّق ما وَرَدَ؛ فقد روى أبو بكرة ((أن رجلًا ذُكِرَ عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك، ويحك، ويحك قطعت عنقَ صاحبك، يقول ذلك مرارًا، يقول له: ويحك قطعت عنق صاحبك، إن كان أحدكم مادحًا، فليقل: أحسِب كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه، فيقول إن كان يرى أنه كذلك: والله حسيبه، ولا يزكِّي على الله أحدًا)).

 

ويُسَنُّ للممدوح أن يقول ما وَرَد؛ قال بعض السلف: "إذا مُدِحَ الرجل في وجهه فليقُلْ: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تُؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون"؛ [أخرجه البيهقي في الشعب].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • الدراسات والأبحاث
  • مسائل علمية
  • مقالات
  • مقولات في تربية ...
  • قضايا المصرفية ...
  • نوزل الألبسة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة