• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات


علامة باركود

لاجئو العراق .. المعاناة ما زالت مستمرة!

أحمد حسين الشيمي


تاريخ الإضافة: 8/4/2013 ميلادي - 28/5/1434 هجري

الزيارات: 4481

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لاجئو العراق.. المعاناة ما زالت مستمرة!


نشر معهد "بروكنجز الأمريكي" للأبحاث والدراسات مؤخرًا تقريرًا بعنوان "Remembering Iraq's Displaced"، أو "التذكير بمعاناة اللاجئين العراقيين"، أشار فيه إلى أن احتلال العراق منذ ما يزيد على عشر سنوات خلَّف العديد من المشكلات والكوارث، أبرزُها المأساةُ الإنسانية التي يتجرَّعها المهجَّرون العراقيون، الذين نزحوا بأعداد كبيرة في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003م، وما زال عددٌ كبير منهم خارج البلاد، ومعظمهم يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة.

 

استهداف السُّنة:

وللأسف الشديد لم يكن موضوع اللاجئين ضمن أولويات قوات التحالف الدولي، أو المنظمات الإنسانية المَعْنِيَّة بالأمر، فحتى الآن لم يتمَّ التوصل إلى بيانات رسمية دقيقة عن المهجَّرين العراقيين في الخارج، فبينما تؤكِّد إحصاءات وزارة الهجرة والمهجَّرين العراقية على أن نحو 500 ألف عراقي رجعوا إلى البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين، تُشِير تقديرات المنظمات الدولية إلى أن الفترة من 2003 حتى 2006 شَهِدتْ نزوح أكثر من مليون شخصٍ بسبب الظروف الأمنية والصراعات الطائفية، وخلال السنوات الثلاث الماضية فرَّ أكثر من 2 مليون شخص خارج البلاد؛ بسبب السياسات الطائفية التي تتَّبعها الحكومة العراقية، واستهداف المساجد، وعمليات القتل والتنكيل بأهل السُّنة.

 

وقامت الولايات المتحدة بحشد التحالف الدولي لغزو العراق، وفَشِلت في إثبات امتلاك النظام السابق لأسلحة دمار شامل، كما أنها حَنَثت بوعودها في نشر الديمقراطية والحرية في أرجاء البلاد التي كانت تعاني من ضعف مستويات الحرية أيام النظام السابق، كما أن العراق تحوَّل إلى منطقة نفوذ إيرانية؛ مما يؤكِّد على أن الاحتلال أدى إلى تدمير الدولة العراقية، التي ما زالت تعاني من الفساد والطائفية.

 

وأدَّت سياسة التطهير العرقي التي اتبعتها بعضُ التنظيمات المسلحة إلى ارتفاع أعدادِ اللاجئين، خاصة أن عملية النزوح لم تكن نتيجةً فرعيةً للصراع الدائر في العراق، فخلال السنوات الماضية تم تهجير أعداد كبيرة من السنة، سواء إلى مناطق أخرى في العراق أو إلى خارج البلاد؛ إذ تشير التقديرات إلى أن خُمس سكَّان العراق - البالغ قرابة 34 مليون نسمة - تم تهجيرهم بين الداخل والخارج.

 

ويعيش المهجَّرون في الداخل في ظل ظروف معيشية بائسة، فالمخيَّمات تعاني من ندرة الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية، علاوةً على استهدافها من قِبَل الجماعات والتنظيمات المسلحة، سواء بعمليات السرقة بالإكراه، أو القتل واغتصاب النساء، بالإضافة إلى ضعف قدرة الحكومة العراقية على توفير مستلزمات المعيشة لهم، أو حتى القيام بحمايتهم.

 

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجَّرين العراقية في ديسمبر الماضي عن وجود نحو 1.3 مليون لاجئ خارج البلاد؛ مما يفتح الباب أمام التساؤل حول دوافعهم في البقاء في الخارج؛ إذ كشفت إحدى المنظمات الإنسانية عن تراجع رغبة اللاجئين في الخارج إلى العودة إلى ديارهم، من 45% عام 2006 إلى 6% فقط العام الماضي 2012؛ بسبب انعدام الأمن، علاوة على رفض بعض المحافظات استقبال المهجَّرين مرة أخرى؛ بدافع عدم تغيير التركيبة الطائفية في هذه المحافظات.

 

أوضاع بائسة:

وفَشِلت الحكومة العراقية في إنهاء ملف النازحين، وعَرَضت في السابق إغراءات مالية لعودتهم مرة أخرى، لكن المدقِّق يجد أن عدم رغبتهم في الرجوع إلى ديارهم يرجع إلى الأوضاع الاقتصادية البائسة، واستهداف أهل السُّنة في الداخل، خاصة مع دعم إيران لميليشيات شيعية تقوم بعمليات اغتيال وتعذيب لرموز السُّنة، الذين يتعرَّضون لتمييزٍ ممنهج في شتى مرافق الدولة.

 

وأكد مبعوث الأمم المتحدة السابق لحقوق الإنسان "والتر كيلين" على ضرورة حلِّ موضوع اللاجئين بصورة سياسية؛ لأنه أحدُ أهم متطلبات تحقيق التنمية والمصالحة الداخلية والسلام في البلد الذي يعاني من انقسام واضح، وتمييز صارخ منذ سقوط النظام السابق.

 

ولم يكن أحوال اللاجئين العراقيين في الخارج بأفضل حالاً من أشقائهم في الداخل، فنسبة كبيرة منهم يعيشون في مخيمات في دول الجوار، حيث يصعب حصر أعدادهم بدقة لتوفير الدعم والمساعدة اللازمة لهم، فقد أوضحت سوريا أنها استقبلت نحو مليون لاجئ عراقي، في حين تستوعب الأردن حوالي نصف مليون لاجئ، ولا يسمح لهم - حتى الحاصل فيهم على إقامة قانونية - بالعمل، على الرغم من أن الدولتين من ضمن الدول الموقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة عام 1951 بشأن اللاجئين.

 

ولعل المشكلة الكبرى التي تواجه اللاجئين العراقيين في دول الجوار هي ضعف التمويل المقدَّم لهم من الجهات الدولية المانحة، خاصة بعد اندلاع الصراع في سوريا، والذي خلف ملايين اللاجئين، علاوة على طريقة التعامل السيئة من جانب الحكومة السورية معهم؛ مما أدَّى إلى انتقال أعداد كبيرة منهم للإقامة في مخيماتٍ تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات على طول الحدود السورية العراقية.

 

ويبدو للمتابع أن مسألة اللاجئين العراقيين قد سقطتْ من حسبان الحكومة العراقية، وكذلك منظمات الأمم المتحدة الإنسانية، فقد أصبحت القضية في طي النسيان، لكن ومع ذلك فإن قوات التحالف الدولي - وخاصة الولايات المتحدة - هم مَن يتحمَّلون مسؤولية هؤلاء اللاجئين، وعليهم تقديمُ كل أنواع الدعم الكافي لهم من أجل العودة إلى ديارهم، أو توفير مختلف الخدمات المعيشية لهم في المخيمات.

 

إن مأساة اللاجئين العراقيين ستظل شاهدةً على النتائج الفظيعة للتدخل العسكري للإطاحة بالأنظمة الحاكمة، وستظل العراق خيرَ شاهد على الأكاذيب التي روَّجَتْها وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية وصقور البيت الأبيض حول الحرب على العراق، وستفشل كل الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد التي مزقتْها الحرب، طالما أصبحت العراق ساحةً للقوى الإقليمية - وعلى رأسها إيران - وللقوى الدولية التي لا تريد عودة العراق إلى ما كانت عليه؛ لما يمثِّله ذلك من خطر على المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة