حوار مع أ. د. مدحت محمد أبو النصر - أستاذ المجالات الاجتماعية

حوار مع أ. د. مدحت محمد أبو النصر [1]

أستاذ المجالات الاجتماعية، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان

♦ من النادر أن يكون هناك برنامج تليفزيوني يتناول مشاكل واحتياجات وحقوق المعاقين.

♦ المتطوعون هم العصا السحرية لمساعدة الجمعيات الأهلية في خدمة المعاقين.

♦ عدد الأبحاث الموجودة في مجال المعاقين لا يتناسب مع عدد مشاكل واحتياجات المعاقين.

♦ الإعلام يقوم بدور ضعيف جدًّا فيما يتعلق باهتمامه بشؤون المعاقين.

♦ نريد دمج وظيفة جديدة ضمن وظائف "المجلس الأعلى للإعاقة" نسميها: (المدافعة).

♦ أتمنى تنفيذ وتطبيق التوصيات التي ستخرج من المؤتمر.

• في بداية الحوار نود أن نعرف: ما الجهة الأولى المسؤولة عن تربية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة؟

♦ من الممكن أن نقول: إن الجهة المسؤولة عن رعاية "متحدي الإعاقة" هي "وزارة التضامن الاجتماعي"؛ لأنها جهة حكومية، يأتي بعد ذلك "المجلس الأعلى للإعاقة"، ومن ثم "الاتحاد النوعي للجمعيات والمؤسسات العاملة في رعاية وتأهيل المعاق"، هؤلاء هم أكبر ثلاث جهات أو تنظيمات مسؤولة عن رعاية وتأهيل المعاقين أو "متحدي الإعاقة".

• هل ترى أن المؤسسات القائمة على رعاية "متحدي الإعاقة" تقوم بدورها على أكمل وجه؟

♦ أنا أرى أنها لا تقوم بدورها كما يجب أن يكون، وهذا لا ينكر قيامها بأدوار ومهام، لكن هذه الأدوار والمهام لا تتناسب مع مشاكل واحتياجات وأعداد ونِسَب "متحدي الإعاقة".

• ما أهم الاحتياجات الأساسية التي يجب توافرها لـ "متحدي الإعاقة"؟

♦ في الواقع أنه لو أتحنا لهم الحقوق الأساسية لأي إنسان عادي، سيكون ذلك مُرْضِيًا بشكل ما، وإن كنا في حاجة إلى المزيد من إتاحة الحقوق لهم؛ بحكم ظروف الإعاقة التي يعانون منها.

• كيف ترى الدور الذي يقوم به الإعلام في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي لـ "متحدي الإعاقة"؟

♦ أرى أن الإعلام يقوم بدور ضعيف جدًّا فيما يتعلق باهتمامه بشؤون المعاقين واحتياجاتهم ومشاكلهم، وللأسف الشديد الإعلام يركز بشكل قوي على النواحي السياسية؛ مثل الانتخابات على سبيل المثال، ويركز على الفنانين والممثلين والممثلات، أو يركز على نقد الأوضاع السيئة بشكل عام، لكن للأسف لا يهتم بقضايا الإعاقة بالشكل المطلوب، ومن النادر ما يكون هناك برنامج تليفزيوني يتناول مشاكل واحتياجات وحقوق المعاقين، ومن المفترض أن تكون هناك قناة متخصصة لـ "متحدي الإعاقة"، أو بعض البرامج التي تهتم بقضايا المعاقين، وهذا بالطبع موجود في عدة دول؛ منها الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا الغربية، وأنا شاهد على الاهتمام؛ باعتباري عشت نصف حياتي في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، للحصول على الدكتوراه، وأستاذًا زائرًا.

• ما دور الجمعيات الأهلية الخاصة في جذب مزيد من المتطوعين من أجل رعاية "متحدي الإعاقة"؟

♦ المتطوعون هم العصا السحرية، والجمعيات تعاني من نقص في الميزانيات والموارد، والإمكانيات والموظفين، والحل السحري لكثير من مشاكل الجمعيات الأهلية هو استقطاب المزيد من المتطوعين، من أجل المساعدة والمساهمة في جميع الأعمال الإدارية والمحاسبية، والندوات والمؤتمرات، والأنشطة المختلفة، كذلك المساعدة في التثقيف وجمع التبرعات، أيضًا جذب مزيد من المتطوعين يضمن الاستمرار لأي جمعية تعمل في رعاية "متحدي الإعاقة".

• هل يتم الاستفادة بشكل سليم من الأبحاث والدراسات الخاصة بـ"متحدي الإعاقة"؟

♦ يوجد الكثير من الأبحاث في هذا المجال، لكن لا يتناسب عدد الأبحاث مع عدد مشاكل واحتياجات وقضايا الإعاقة، هناك أبحاث تُجرى، وخاصة في كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية، وكليات التربية، وقسم التربية الخاصة، وللأسف الشديد هذه الأبحاث أو الغالبية العظمى منها تُركَن على الرف، فإما تؤخذ لدرجة علمية؛ سواء ماجستير، أو دكتوراه، أو بحوث ترقية لأستاذ مساعد مثلًا، وكما رأينا جميعًا الدكتور "حسام المساح"؛ الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للإعاقة، شدَّد على تطبيق هذه الأبحاث تطبيقًا صحيحًا، ولكي تطبق هذه الأبحاث على أرض الواقع لا بد أن نأخذ في الحسبان أمورًا كثيرة؛ فعند اختيار الباحث موضوع البحث من البداية، أو فكرة البحث، لا بد أن يكون على علم بالواقع، ويذهب للمؤسسات والجمعيات الأهلية، والأندية الخاصة بالمعاقين، ويطَّلع على أهم النقاط البحثية؛ وبالتالي عندما يحصل على موضوع من أرض الواقع فإن هذه المؤسسات والجمعيات ستكون حريصة على تطبيق هذه الأبحاث والدراسات.

• ماذا لو تم إنشاء نقابة خاصة بـ"متحدي الإعاقة"؟ هل تعتقد أنها ستعبر عن مشاكلهم وآمالهم بشكل أفضل؟

♦ في الحقيقة أنا لا أميل إلى إنشاء نقابة خاصة بـ"متحدي الإعاقة"؛ لأن "المجلس الأعلى للإعاقة" يستطيع أن يقوم بالوظائف والمهام التي ستسند إلى النقابة، لكننا نريد أن ننبه "المجلس الأعلى للإعاقة" على أن يكون ضمن وظائفه وأدواره وظيفة نسميها (المدافعة)؛ فالمجلس ليس فقط من أدواره أن يشجع زيادة وتقدم الخدمات والبرامج والأنشطة، وإنما أيضًا عليه الدفاع عن حقوق "متحدي الإعاقة".

• وأخيرًا في رأيك ما أهم التوصيات التي تتمنى أن يخرج بها هذا المؤتمر؟

♦ أتمنى أن التوصيات التي ستخرج من المؤتمر تُنفذ وتُطبق، وتلتزم بها الجهات الثلاث، التي سبق أن ذكرناها: "وزارة التضامن الاجتماعي" التي لم نرَ ممثلًا لها في المؤتمر إلا وكيل وزارة سابقًا، فنريد أن تلتزم الوزارة بتوصيات المؤتمر، وأيضًا على "المجلس الأعلى للإعاقة" و"الاتحاد النوعي لرعاية وتأهيل المعاقين" أن يُطبقا ويستفيدا من توصيات هذا المؤتمر الهام.

• التعريف بالأستاذ الدكتور مدحت محمد أبو النصر:

♦ أستاذ تنمية وتنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية - جامعة حلوان.

♦ دكتوراه من جامعة Wales ببريطانيا.

♦ أستاذ زائر بجامعة C. W. R. بالولايات المتحدة الأمريكية.

♦ أستاذ معار لجامعة الإمارات العربية المتحدة سابقًا.

♦ رئيس قسم العلوم الاجتماعية والإنسانية بكلية دبي سابقًا.

♦ نشر العديد من الكتب العلمية عن الخدمة الاجتماعية والإدارة السلوكية، وذلك في كل من مصر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.

♦ مَثَّل مصر في المؤتمر الدولي للخدمة الاجتماعية بالسويد في عام 1988م.

♦ الحصول على جائزة أفضل كتاب في مجال العلوم الاجتماعية من وزارة الثقافة والإعلام بدولة الإمارات في عام 1996م، عن كتاب الخدمة الاجتماعية الوقائية.

♦ مُحكِّم في العديد من المؤتمرات العلمية.