• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف


علامة باركود

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد (29)

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد ( 29 )
الشيخ محمد بن عبدالله العوشن


تاريخ الإضافة: 20/5/2013 ميلادي - 11/7/1434 هجري

الزيارات: 3727

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد (29)


الخسارة الحقيقية:

كنت ملولَ الطبع، ولا سيما إذا أُكرِهتُ على جلاَّس لا يفيدون علمًا، ولا ينشرون من التاريخ عبرًا، هذه النماذج البشرية التي لا تجد في كلماتها إلا لكماتٍ للحياة الجادة، يُجَرْجِر أحدُهم عمرَه في سوحِ العجز، يموتُ أسًى، ويقضي كمدًا إذا خسر بضع دُرَيهِمات في صفقة عقدها، أو وقعة اقتصادية شَهِدها، ولكن خسارة عمرِه لم ترفع منه رأسًا، ولم تُعلِ صوتًا، وأنَّى يرفع رأسه وهو لم يتعهَّد إلا فراغ جيوبه، ولم يَدُرْ بخلدِه أن في رأسه - بل في قلبه - أوعية بملئها يتميَّز البشر، ويتفاضل الخلق؟! لشد ما تألمتُ على هؤلاء الذين يصرفون أعمارهم في هروب منظَّم، ولا تبخل عليهم ذاكرةُ العجز باسمٍ مهذب لهذا الفرار، وما أكثر الأسماء المرفوعة، والمسميات المخفوضة![1].

•  •  •


الزمان والتربية:

أي شهادةٍ على سخافة مَدْرك الرجل، وفَقْد شعوره - أعظمُ من أن يمثل أمام عينه الزمن الذي يبلغ فيه الطفل أشدَّه، ويرسم في مخيلته كيف ينتظم في دائرة رجاله، ولا يؤهله بالتربية الحسنى لأنْ يكون سيدًا نبيلاً؟

 

لا يدري كثيرٌ من الناس أن الطفل واحدٌ من رجال الأمة، إلا أنه مستترٌ بثياب الصبا، فلو كشف لنا عنه، وهو كامن تحتها؛ لرأيناه واقفًا في مصافِّ الرجال القوَّامين، لكن جَرَتْ سنة الله ألا تتفتَّق أزرار تلك الأستار إلا بالتربية شيئًا فشيئًا، ولا تؤخَذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه من التدريج.

 

لا ينبغي أن نعتبرَ الحركات التي تظهر على جوارح الأطفال علامات يهتدَى بها على شعائرهم الغريزية، فكم من غلامٍ تتوسَّم في طبعه لينًا وسهولة، وإذا ضربتَه على قانون التربية وجدته يبسًا صلدًا، وتتفرَّس في طبع آخر فظاظة وأمتًا، فإذا مسكت بعنانِه وهَوِيت به على مضمار التعليم؛ كان أسرع لتلبيتك من الصدى، وألين ديباجة تنقش عليها آيات الفضائل.

 

لم يَفْقَهْ بعضُ أرباب البيوت ومَن يحاول اللحاق بهم أهميةَ التربية حتى الآن، فيفرِّطون في مجاراة الولد على جميع أهوائه، ويفوِّضون له أن يقضي ما هو قاضٍ، وربما تغنَّوا بمديحه في المجامع الحاشدة، وأطرَوه بما لا تنطبقُ شهادة ثماره عليه، ولبئس ما كادوه به، لو كانوا يعلمون؛ إنما نصبوا لهذا المسكين مكيدةً تسدُّ في وجهه أبوابَ الآداب الجميلة، وتجعل بينه وبين السعادة حجابًا مستورًا.

 

ليت شعري، بماذا تجادل عن نفسك أيها الكفيل، إذا ألقيتَ على عواهنِك مسؤولية إغفال الطفل في مراتع وخيمة؟! أخشى أن يضاعف لك العذابُ ضعفينِ؛ تعذب على تشويه تلك الجوهرة المكرَّمة عذابًا نكرًا، وتحوزُ من عقوبة تلك الجناية العامة نصيبًا مفروضًا[2].



[1] د. مصطفى السيد، مجلة البيان، العدد 26 ص 69.

[2] حياة الأمة؛ العلامة محمد الخضر حسين، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1414هـ، ص 76، 77.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة