• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف


علامة باركود

ضواع الكروان وزقاء الطاوس

ضواع الكروان وزقاء الطاوس
د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 20/4/2013 ميلادي - 10/6/1434 هجري

الزيارات: 6297

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضواع الكروان وزقاء الطاوس


المتأمِّل لمخلوقات الله - سبحانه وتعالى - يُدرِك عظمتَه - جل شأنه - ورَوعة التباين المثير للتفكير في حكمة الخلْق، وجدوى الوجود، فما خلَق الله من شيء إلا لحكمةٍ ما، قد تُدرِكها عقولنا أو تعجز، فمدى إدراكنا - مهما عظُم - محدود، ولكن يبقى الفيصل هو يقيننا بحكمة الوجود، التي أكرمنا الله فيها عن سائر مخلوقاته؛ فعدم إدراك عقولنا لأمرٍ ما، لا يعني أبدًا عدم جدواه، بل يعني قصور عقولنا عن التوصل لهذا الأمر، فلنا أن نتأمَّل سائر المخلوقات لونًا وبِنيةً، وصوتًا وماهية حياة، ولنا أن نُعمِل عقولنا كي نُدرِك حكمة وجودها؛ فالأصل في الخلْق أن الله ميَّزنا بالعقل، وأخضعَ لنا سائر مخلوقاته.

 

إن التدبُّر في أمر المخلوقات، يجعل المرء يَفغَر فاه، من رَوعة ما يرى، وجمال ما يسمع، فعلى أقل تقدير، إن لم يُدرِك العقل حكمةَ وجود مخلوقٍ ما، فلينظر إلى شكله، وليستمع إلى صوته، وليحاول الإبحارَ في هذا العالم المُثير؛ فليس بالضرورة أنَّ الصوت الحَسَن أو الشكل الجميل كافيان للحكم على مخلوقٍ ما، فرُبَّ مظهر برَّاق يُخفي جوهرًا لا قيمةَ له، ورُبَّ صوتٍ حسن يخرج من فمٍ لا يأنف من أكل الجيفة!

 

إن السطحية في التفكير، تقودنا إلى الحكم الخاطئ على الأمور، ولنا في الكروان - مثلاً - خيرُ دليل، فكم تَعشق آذاننا صوت الكروان - الضواع - فله في مُخيّلتنا أجمل صورة، فكم هو جميلٌ صوته! وكم هو رائعٌ شَدوه يَشُق الليلَ شقًّا، فيُثري قريحةَ الشعراء، ويُلهِم الأدباء، ولكن! هل فكرنا يومًا ما فيما يأكله هذا الطائر؟ تعتري المرءَ الدهشة عندما يعرف أنَّ هذا الطائر الجميل يأكل الجيفة، وأنه ما طار ليلاً إلا لجُبنه من أن يطير في وضَح النهار!

 

ولنا أيضًا أن نتخيَّل أن هذا الطاوس بكبريائه وغروره، يمتلك ذيلاً أطول من جسده، فكيف لمن جزءٌ منه أعظم من جسده أن يتباهى أو يزهو؟ وكيف يكون شكله لو فقَد ذيله؟ ولنا أن نتخيَّل أن هذا الطاوس - الغاية في الرَّوعة والجمال والغرور أيضًا - لا يَهُز ذيله إلا رغبةً في جذْب انتباه أُنثاه، وما صوته - الزُّقاء - إلا وسيلةً للَفت الانتباه!

 

إنَّ الحكم الظاهري على الأمور هو حكمٌ منقوص، تَنقُصه الدقة في التقدير، ويَفتقر الشمولية في التقييم، ولنا فيما خلَق الله لنا آياتٌ وآيات، بها نَستدلُّ على الفكر الراشد القويم؛ فالأرض والسماء مليئتان بما لا يُحصى من الآيات، التي ما كان خلْقُها أبدًا عبثًا، وما كان وجودها أبدًا هباء.

 

وما بين ضواع الكروان وزعاق الطاوس تَكمُن معانٍ كثيرة، تضعنا أمام عظمة الخالق - سبحانه وتعالى - وروعة ما خلَق، وما بين هذا الضواع الجميل الذي يُعانِق صفحات السماء ليلاً، وهذا الزعاق الشجي الذي يُزين الأرض نهارًا، تكمن حكمة الوجود؛ فسبحان الله ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللًّهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة