• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف


علامة باركود

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد (20)

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد (20)
الشيخ محمد بن عبدالله العوشن


تاريخ الإضافة: 18/3/2013 ميلادي - 7/5/1434 هجري

الزيارات: 4611

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شوارد وفوائد: من كتاب قيد الصيد (20)

 

يقتلون أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان:

قال سفيان بن حسين: ذكرتُ رجلاً بسوءٍ عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوتَ الروم؟ قلت: لا، قال: السِّندَ والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفسلِم منك الرومُ والسند والهند والتُّرك، ولم يَسلَمْ منك أخوك المُسلم؟ قال: فلم أعُدْ بعدها[1].

 

غربة الدين:

قال صاحب كتاب "الغرباء الأولون": ويمكن تقسيم المعنى العام للغربة إلى صورتين:

الأولى: غربة أهلِ الإسلام في أهل الأديان، في كل زمان ومكان، فالمسلمون في الكفار هم كالشعرة البيضاء في الثورِ الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض...


الثانية: هي غربة أهل السنَّة، الصابرين عليها، المنتسبين إليها، البرآء مما عداها، في أهل الإسلام.


وغربة هؤلاء المسلمين قد تكون في كثير من الأحيان أشدَّ من غربة المسلمين في سائر الأديان، وكلما ازداد تمسُّك هذا الغريب بالسنَّة - علمًا وعملاً - ازدادت غربتُه، وقل مُشاكِلُوه، وكثُر مخالفوه، فهو مسافر في طريق طويل ذي مراحل، ومعه أصحاب، كلما قطع مرحلةً انقطع بعضُهم، حتى لا يكاد يواصل السير معه إلا القليلُ.

وقد كانوا إذا عُدُّوا قليلاً
فقد صاروا أقلَّ من القليل!

 

ويجد هذا الغريبُ كرب الغربة ولَأْوَاءَها وشدتها على النفس، حين يكون المنابذون له، المسفهِّون لرأيه، هم من إخوته في الدين!

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً
على المرءِ من وقْعِ الحُسام المُهَنَّدِ


فالمسلم لا يعجَبُ أن يحاربَه الكفار، ويضعوا العقباتِ والأشواكَ في سبيله، بل العَجَب لو لم يفعلوا ذلك.


لكن أن يكون إخوانُه في الدين هم القائمين بهذا الإيذاء، فذلك الجرحُ الذي لا يندمل.


ولذلك قال سفيان الثوري - رحمه الله -:

"استوصوا بأهل السنَّة خيرًا؛ فإنهم غرباء"[2].


وقال: "إذا بلغك عن الرجل بالمشرق أنه صاحب سنَّة، وآخر بالمغرب، فابعث إليهما السلام، وادْعُ لهما، ما أقلَّ أهلَ السنَّة والجماعة!".


وقال أبو بكر بن عياش: "السنَّة في الإسلام أعزُّ من الإسلام في سائر الأديان"[3].

 

دم البعوض، ودم الحسين:

قال العلامة ابن القيم (ت751هـ) - رحمه الله تعالى -:

"ومن العَجَب أن الإنسان يهُون عليه التحفُّظُ والاحتراز من أكل الحرام والظُّلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرَّم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفُّظُ من حركة لسانه، حتى ترى الرجلَ يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعدَ مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورِّع عن الفواحش والظلم، ولسانُه يَفْري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي بما يقول"[4]!


وقبله قال ابن الجوزي (ت597هـ) - رحمه الله تعالى -:

"رأيت كثيرًا من الناس يتحرزون من رشاشة نجاسة، ولا يتحاشَون من الغيبة، ويُكثِرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل، ويؤخِّرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عددها؛ من حفظ فروع وتضييع أصول، فبحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين:

أحدهما: العادة.

والثاني: غلبةُ الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه قد يغلب فلا يترك سمعًا ولا بصرًا"[5].

 

تفنيد:

يستدل بعضُ القائلين بعدم نقض الوضوء من أكل لحم الإبل - ضمن أدلتهم - بأن الخلفاء الأربعة - رضي الله عنهم - لم يكونوا يرون الوضوء منه، وقد فنَّد شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذا الزعمَ بقوله:

"وأما من نقل عن الخلفاء الراشدين أو جمهور الصحابة أنهم لم يكونوا يتوضؤون من لحم الإبل، فقد غلط عليهم؛ وإنما توهَّم ذلك لِما نقل عنهم: "أنهم لم يكونوا يتوضؤون مما مستِ النار"، وأما المراد: أن أكْلَ ما مس النارَ ليس هو سببًا عندهم لوجوب الوضوء، والذي أمر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الوضوء من لحوم الإبل ليس سببُه مسَّ النار، كما يقال: كان فلان لا يتوضأ من مس الذَّكَر، وإن كان يتوضَّأ منه إذا خرج منه مَذْيٌ".


ثم قال:

"ولقد كان أحمد - رحمه الله - يعجب ممن يدع حديثَ الوضوء من لحوم الإبل، مع صحته التي لا شكَّ فيها، وعدم المعارض له، ويتوضأ من مسِّ الذَّكَر مع تعارُض الأحاديث فيه، وأن أسانيدَها ليست كأحاديث الوضوء من لحوم الإبل...".


"وكان أحمد يعجب أيضًا ممن لا يتوضأ من لحوم الإبل، ويتوضأ من الضحك في الصلاة، مع أنه أبعدُ عن القياس والأثر، والأثرُ فيه مرسَلٌ قد ضعَّفه أكثرُ الناس، وقد صح عن الصحابةِ ما يخالفه"[6].



[1] البداية والنهاية، ترجمة القاضي إياس، (9/334).

[2] عزاها المؤلف للالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1/64-66).

[3] سلسلة رسائل الغرباء، الغرباء الأولون، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، ص48 - 51.

[4] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، الطبعة الثالثة، ص187، دار الرشيد، الرياض.

[5] صيد الخاطر، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، ص167.

[6] الفتاوى (21/ 13، 15، 16) وأيضًا: (260-265) و(20/522) و (25/240).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة