• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف


علامة باركود

أثر الفيضانات والزلازل على السكان والمجتمع في المغرب والعالم العربي: أبعاد إنسانية وبيئية وإستراتيجيات الوقاية

أثر الفيضانات والزلازل على السكان والمجتمع في المغرب والعالم العربي: أبعاد إنسانية وبيئية وإستراتيجي
بدر شاشا


تاريخ الإضافة: 28/12/2025 ميلادي - 9/7/1447 هجري

الزيارات: 108

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر الفيضانات والزلازل على السكان والمجتمع في المغرب والعالم العربي:

أبعاد إنسانية وبيئية وإستراتيجيات الوقاية

 

دينامية وتدبير البيئة بالقنيطرة:

تُعد الفيضانات والزلازل من أبرز الكوارث الطبيعية التي تواجه المجتمعات البشرية، لِما لها من آثار مباشرة وعميقة على حياة السكان والبيئة والاقتصاد، ففي المغرب والعالم العربي، تتسم بعض المناطق بهشاشة مناخية وجغرافية تَجعلها أكثرَ عُرضة لهذه الظواهر، سواء بسبب الأمطار الغزيرة المفاجئة، أو الانهيارات الأرضية، أو النشاط الزلزالي الطبيعي، وتترتب على هذه الكوارث أضرارٌ متعددة، تشمل الأبعاد المالية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، إلى جانب تحديات دينية وثقافية ترتبط بقدر الله تعالى؛ إذ يدرك السكان أن الطبيعة جزء من التدبير الإلهي، بينما يبقى للعلم والتخطيط دورٌ أساسي في تقليل الأضرار، والتكيف مع هذه الظواهر.

 

تؤدي الفيضانات إلى تدمير الممتلكات والمباني، وقطْع الطرق والجسور، وتهجير السكان مؤقتًا أو دائمًا، وهو ما يُترجم أعباءً مالية هائلة على الأُسر والدولة، كما تؤثر في الإنتاج الزراعي والصناعي، وتتسبَّب في فِقدان محاصيل كاملة، ما يزيد من الضغط على الأمن الغذائي، ويُضعف الاقتصاد المحلي.

 

وعلى الصعيد النفسي يعيش السكان الذين تأثروا بالفيضانات صدمات عاطفية مرتبطة بالخوف وفِقدان الأمان، بينما تتفاقم الآثار الاجتماعية بسبب تشريد الأُسر، وانقطاع الخدمات الأساسية؛ مثل المياه والكهرباء والتعليم، وتدهور الظروف المعيشية بشكل عام، وتمثِّل الفيضانات فرصةً ضائعة للاستفادة من مياه الأمطار إذا لم يتمَّ استثمارُها في تخزينها في السدود، وربْطها بالأحواض التخزينية؛ حيث تضيع غالبية المياه في البحر، أو تتسبب في أضرار مدمرة على الأراضي المنخفضة والمناطق الزراعية، ويؤكد هذا الجانب أهمية التخطيط المسبق للموارد المائية، وبناء السدود بطريقة متكاملة تسمح بالتحكم في الفيضانات، مع الاستفادة القصوى من المياه لتأمين احتياجات السكان والزراعة والصناعة، وهو ما يَعكِس مزيجًا بين الحكمة العملية والتقدير الإلهي للظروف الطبيعية.

 

أما الزلازل، فهي ظاهرة طبيعية مفاجئة، غالبًا ما تسبِّب أضرارًا كبيرة في البنية التحتية؛ حيث تؤدي إلى انهيار المباني، وتشريد السكان، وفِقدان الأرواح، وإلحاق خسائر اقتصادية جسيمة، وتؤثر الزلازل في المجتمع بطريقة مشابهة للفيضانات؛ من حيث الأبعاد النفسية والاجتماعية؛ إذ تترك آثارًا طويلة المدى على صحة السكان النفسية، وتزيد من الضغوط على الخدمات الاجتماعية، وتُضعف النسيج الاجتماعي نتيجة فِقدان الممتلكات والمصادر الحيوية للعيش، ولتجنُّب أو التخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، يعتمد المغرب والعالم العربي على مجموعة من الإستراتيجيات والتدابير الوقائية.

 

في مجال الفيضانات تشمل هذه الإستراتيجيات بناءَ السدود والخزانات، وربطها بالأحواض التخزينية، وتطوير شبكات تصريف مياه الأمطار، والحفاظ على الغطاء النباتي لتقليل انجراف التربة، ووضع مخططات حضرية تقلِّل من البناء العشوائي في مناطق السيول والوديان، أما بالنسبة للزلازل، فتعتمد التدابير على تحسين مقاومة البنايات، من خلال معايير هندسية صارمة، ومراقبة النشاط الزلزالي عبر شبكات رصدٍ دقيقة، وإعداد خُطط إخلاء وتدريب السكان على السلوك الصحيح أثناء الهزات، مع تعزيز البنية التحتية الحيوية لضمان استمرار الخدمات الأساسية أثناء وبعد الكوارث.

 

وتُعد التوعية المجتمعية بهذه الظواهر الطبيعية جزءًا أساسيًّا من الإستراتيجية الوقائية؛ إذ تسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية، عبر تعزيز الإدراك البيئي والجاهزية المجتمعية، ودمْج المعارف العلمية مع القيم الدينية والثقافية التي تَحث على التقدير والحذر والتخطيط المسبق؛ كما يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة؛ مثل: الطائرات المسيَّرة، والأقمار الصناعية، وأنظمة الإنذار المبكر، لمراقبة المناطق المعرَّضة للفيضانات والزلازل، واتخاذ إجراءات احترازية فعالة.

 

إن فَهْمَ أثر الفيضانات والزلازل في السكان والمجتمع، يتطلَّب إدراك الترابط بين الطبيعة والإنسان، بين الضرر المالي والنفسي والاجتماعي، وبين القدر الإلهي والقدرة البشرية على التكيف والوقاية. وفي المغرب والعالم العربي يُمثل الجمع بين التخطيط العلمي، وإدارة الموارد المائية، وتحسين البنية التحتية، وتطوير برامج التوعية المجتمعية، والاستثمار في التكنولوجيا، نهجًا متكاملًا يُسهم في الحد من الأضرار، ويضمن حماية السكان والمجتمع، ويعزِّز القدرة على الاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة وآمنة.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة