• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف


علامة باركود

أعجبني في موريشيوس

أعجبني في موريشيوس
د. وفا علي وفا علي


تاريخ الإضافة: 10/11/2021 ميلادي - 5/4/1443 هجري

الزيارات: 4129

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعجبني في موريشيوس


جزيرة موريشيوس درة المحيط الهندي ولؤلؤته المكنونة، ننظر إليها نحن العرب بإكبار واحترام شديدين لِما تتميز به من هبات وهبَها الرحمن سبحانه وتعالى إياها، فهي رغم صغر حجمها، فإنها جمعت بين ثقافات وعرقيات ولغات وأديان مختلفة، وكانت مع ذلك الاختلاف نموذجًا رائعًا في التعايش والتفاهم والتعاون، كما تنوعت فيها مشاهد الطبيعة والجمال، بحيث إنك يمكن أن تشاهد فيها خلال ثلاث أو أربع ساعات ما يمكن أن تشاهده في قارة بأكملها من حدائق وغابات وشلالات وشواطئ وجبال ووديان، وعيون وأنهار ومعارض ومطاعم غاية في الجمال والمتعة، كما أنك ستسمع فيها الألسنة العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية والهندية والصينية والكريولية.

 

كنت أقرأ عن أثر البيئة في طباع أهلها وأخلاق سكانها، حتى أقمت في موريشيوس فرأيت حقيقة ذلك في رقة أهلها ولطف سكانها، ذلك اللطف الذي يتناغم وينبع من جمال أرضها وعذوبة مائها.

 

تلك الجزيرة الإفريقية الخلابة الواقعة في المحيط الهندي، يكمُن سرُّ قوتها ونهضتها في الاهتمام الشديد بالإنسان كإنسان، بغض النظر عن أصله أو لونه أو دينه، كما يبدو سر قوتها في التعايش والتمازج بين سكانها، ومن ثم فإن اختلاف الأجناس والثقافات المختلفة فيها كان عامل قوة في النهوض بها، فتراها وقد تمازجت الثقافات لتتلاقح في تناغم بعيدًا عن المذهبية والعصبية للدين أو الجنس.

 

ورغم أن مساحتها صغيرة جدًّا، ومصادر دخلها محدود جدًّا، فإنها توفر التعليم مجانًا حتى نهاية المرحلة الجامعية، كما أن نقل الطلاب إلى المدارس تكفله الدولة، فالتعليم بكافة تخصصاته خدمة مجانية في موريشيوس وليست سلعة للبيع.

 

والتعليم في جزيرة موريشيوس إلزامي من سن 6 إلى 16 سنة، وهذا يسد باب الأمية من منابعها، ومن ثم لا أمية في موريشيوس إلا فيما ندر.

 

كما أنها توفر العلاج والرعاية الصحية مجانًا لجميع مَن على أرضها من مواطنيها وغيرهم، ويشمل ذلك العمليات الجراحية ذات التكاليف الباهظة، فلا تجارة في صحة المواطنين.

 

موريشيوس تكفل كبار السن، وتوفِّر لهم معاشًا يكفيهم لعيش حياة كريمة، كما أنها بها دورًا لرعاية المسنين واليتامى تكفلها الدولة وترعاها بعناية شديدة.

 

والدولة تبذل جهودًا جبارة في مكافحة الجرائم والمخدرات، ومن العجيب أن الدولة توفر للمدمنين جرعات دوائية آمنة تساعد على التعافي والعلاج وتعطي مِن قِبَل الشرطة، خوفًا على حياة المدمنين من أخذ جرعات زائدة تودي بحياتهم من قبل المجرمين، وحتى تقيهم الحكومة من اللجوء للسرقة واقتراف الجريمة، واعتبرت الحكومة بموافقة البرلمان أن القيام بهذا العمل مع المدمنين هو ارتكاب لأخف الضررين.

 

وقد أثمر اهتمام الدولة بالمواطنين حالة قوية جدًّا من الانتماء والأمن، قلما تجد له نظيرًا في دولة أخرى.

 

المواطنون في جمهورية موريشيوس من أغنى موطني دول إفريقيا، رغم انعدام الموارد الطبيعية فيها من زيوت أو معادن، وإنما اعتمادها اقتصاديًّا على الإنسان، ثم الزراعة والسياحة وصناعة المنسوجات، وتكنولوجيا المعلومات.

 

المواطن يعامل من قبل موظفي الحكومة بلطف شديد، وتلبي احتياجاته، ويرد على شكواه بعناية واهتمام.

 

الإنفاق العسكري يأتي في هامش الميزانية والتركيز في الإنفاق على التعليم والصحة والخدمات، وتحقيق العدل والأمن والمساواة في الحقوق والواجبات، وقد أثمر هذا في المواطن احترام القوانين، والالتزام الشديد في تطبيقها حتى يخيل إليك أنهم فطروا عليها.

 

المسلمون في موريشيوس شعارهم قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، لذلك تراهم رغم أنهم أقلية إلا أنهم نشيطون جدًّا ومتفاعلون جدًّا في خدمة المجتمع والمشاركة الفعالة مع كل أطياف المجتمع قدر ما لديهم من إمكانات، وقد ظهر ذلك جليًّا حال نازلة كرونا؛ حيث كان التعاون والتكافل وتوزيع الطعام وسد حاجة المحتاجين والفقراء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- رأي في المقال
رحيق محمود - مصر 28/06/2025 09:23 PM

مقالك رائع جداً. استمتعت حقاً بقراءته وأسلوبك في الشرح مشوق ويجذب القارئ .وجزاك الله كل خير.

2- إلى الدكتور وفا
علي - مصر 14/11/2021 09:02 PM

ما شاء الله مقال جميل جدا والأجمل اختيار المفردات والكلمات المناسبة التي تجعل الواحد يقرئ بانسيابية ومتعة
ومتشوق أذهب وأرى الكلام هذا إن شاء الله

1- موريشيوس
فاطمه وفا علي - مصر 14/11/2021 02:03 PM

ما شاء الله مقال رائع للغاية ومفيد جدا استفدت منه كثيرا وأود لو أزور موريشيوس

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة