• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

ما سبب كثرة مؤلفات العلامة السيوطي رحمه الله عن النساء؟

محمد آل رحاب


تاريخ الإضافة: 31/1/2016 ميلادي - 21/4/1437 هجري

الزيارات: 8762

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما سبب كثرة مؤلفات العلامة السيوطي - رحمه الله - عن النساء؟


 

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسلام على من لا نبي بعده.

 

وبعدُ:

فقد سبَق أن كتبتُ مقالًا في توثيق مؤلَّفات العلَّامة السيوطي عن النساء، ونُشر في موقع الألوكة، ولاقى قبولًا واسعًا وتفاعلًا من القرَّاء الكرام ولله الحمد على الدَّوام، ومِن ثَمَّ وردَتني عدَّةُ تساؤلات عن سبب صَنيع العلامة السيوطي رحمه الله، لا سيَّما مع انشغاله بالتصانيف الأخرى الموسَّعة والمشاريع العلميَّة المترعة، وما اشتهر عنه من عفَّته ونزاهته، وديانتِه وصيانته، فتحادثتُ في هذا الأمر مع جماعة من مشايخي الفُضلاء وبعضِ طلَبة العلم النُّبلاء، وفكَّرْتُ في هذا الأمر مَليًّا فلَاح لي من الأسباب ما سأسطِّره جليًّا:

1 - من أسباب كثرة تآليف العلَّامة السيوطي رحمه الله عن النِّساء - ولعلَّه أهمها -: ما انتشر في عصر المماليك من الافتِتان بالمردان والعبَث بالغِلمان، والاكتفاءِ بهم عن النِّسوان، شذوذًا وانحرافًا - والعياذُ بالله تعالى - وخاصَّة في الطَّبقة المترفة من المجتمع، حتى وصل الأمرُ إلى أن ألَّف بعضُ أدباء العصر الأكابر كتابًا في وصف الخال الذي يَكون على وجه المردانِ والغلمان[1]، وكذا في وصْف العذار[2]، بل صنَّف بعضُهم في الوجنات وما أتى فيها من الأشعار والأبيات![3] هذا سوى ما في المجامع الأدبيَّة مما تَنفر عنه وتنكِره كلُّ نفس أبيَّة، ولا يَخفى أنَّ هذه التصانيف تَعكس صورةً واضحة صادِقة لِما كان عليه المجتمع آنذاك، فكان لزامًا على أهل العلم النَّاصحين تصحيح المسار، وتَنبيه الغافل وإرشاد المحتار.

 

2 - أنَّ العلامة السيوطي رحمه الله ليس بِدعًا في التأليف في هذا الباب؛ فقد سبَقه جماعةٌ كثيرون من أساطين العلماء وتبِعَه أيضًا عدد لا بأس به من أعلام النُّبلاء؛ فهو رحمه الله قد جمَع وهذَّب، واختصر وشذَّب، وتتميز كتبه عن الكتب السَّابقة واللاحقة؛ فله اعتناؤه بالتوثيق والعزْو، وإكثاره من الأخبار والآثار، وتوسّعه في باب اللغة.

 

3 - لا يُستغرب أيضًا أن يكون العلَّامة السيوطي قد رفعَت إليه عدَّة شكاوى وفتاوى تتعلَّق بما يُعرف بالضَّعف الجنسي وتوتُّر العلاقة الزوجيَّة الخاصة - هذا وهو إمامٌ مقصود بالفتاوى من سائر الأمْصار والأقطار - فرأى أنَّ من واجبه وتمامِ نُصحه أن يؤلِّف هذه الكتب؛ علاجًا لهذا الدَّاء، وتيسيرًا للعلاج والدواء، وما من داءٍ إلَّا له دواء إلَّا السَّام؛ كما صحَّ عن سيد الأنامِ صلى الله عليه وسلم، والأمورُ بمقاصدها.

 

4 - وأخيرًا وليس آخرًا: لو لم يكن هناك سبَب مقنِع فيما سبق، فأقول:

إنَّ الله تعالى قد خلَق للرجل من نفسه زوجةً يَسكن إليها ويَستمتع بها فيما أحلَّه الله له، وهذا الاستِمتاع؛ كما بيَّن العلماء منه ما يكون فطريًّا جبليًّا - وهذا لا كلام فيه - ومنه ما يكون مكتسبًا متعلَّمًا؛ وهذا ينمَّى بعدَّة طرائق؛ منها أمثال هذه الكتب، والعفافُ مقصد عظيم من مقاصِد الزَّواج وإشباع الرَّجل حاجة زوجتِه، والعكس أمر مقصود لا يَنبغي أن يغفل عنه ويزهَد فيه، وحبُّ النساء من شأن الرِّجال الأبطال، الأقوياء الأسوياء، ألم يَقل خاتمُ الأنبياء صلى الله عليه وسلم: ((حبِّب إليَّ من دنياكم: الطِّيب والنِّساء، وجُعلَت قرَّة عَيني في الصَّلاة))[4]، ورغَّب الله تعالى عبادَه المؤمنين الصَّالحين في نَعيم الجنَّة، ومن جملته الحورُ العين، بل ووصفَهم بأوصاف دَقيقة مرغِّبة مشوِّقة؛ كقوله تعالى: ﴿ كَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 33]، وكقوله جلَّ وعزَّ: ﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 49]، وكقوله سبحانه: ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، وكذا سيِّد ولَد عدنان صلى الله عليه وسلم، كم ذَكَر من أوصاف هاتيك النِّساء الخيرات الحِسان!

 

نسأل اللهَ تعالى الجنَّةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ به من النَّار وما قرَّب إليها من قول وعمل.

 

هذا ما تيسَّر إيراده وتحصَّل إعدادُه في هذه المقالة على عجالة، والباب مفتوح لِمن عنده زيادة، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأستغفر اللهَ لي ولوالدي ولمشايخي ولجميع المسلمين.



[1] مثل كتاب: "كشف الحال، في وصف الخال"؛ للعلامة صلاح الدين الصفدي، قال صاحب كشف الظنون: ذكرَه صاحب: (سحر العيون).

وقال: اجتهد فيه؛ حيث لم يقصر في التحصيل الجناس المصحف، لكنَّه لبس ثوب الخلاعة.

قلتُ: وهو مطبوع، وللعلامة السيوطي اختصار له وتذييل عليه!

[2] ككتاب: "خلع العذار فِي وصف العذار"؛ للعلامة الصفدي أيضًا.

[3] ككتاب: "صحائف الحسنات في محاسن الوجنات"؛ للعلامة شمس الدين النواجي.

[4] ينظر للأهمية جزء نفيس للعلامة شمس الدين السخاوي تـ 902 هـ بعنوان (الإيضاح المرشد من الغي في حديث حبب من دنياكم إلي).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- زيادة
محمد آل رحاب - مصر 25/09/2016 08:12 AM

وسبب خامس لطيف, وهو أني كنت أتذاكر مع أحد الكتبيين بسوق الأزبكية وهو الأستاذ أحمد الركابي فجرى ذكر هذه المسألة فأفادني بأن سبب كثرة هذه التصانيف قد يكون بتشجيع الولاة والأمراء والسلاطين والحكام بسبب الطواعين التي كانت تصيب البلاد فتستأصل البشر وتبيد العباد وتهلك الحرث والنسل, وهو توجيه وجيه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة