• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

وصف كتاب البرهان للإمام الزركشي ومنهجه فيه

وصف كتاب البرهان للإمام الزركشي ومنهجه فيه
د. جمال بن فرحان الريمي


تاريخ الإضافة: 30/6/2015 ميلادي - 14/9/1436 هجري

الزيارات: 42881

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وصف كتاب البرهان للإمام الزركشي

ومنهجه فيه


إنه ما من شكٍ أنفضل القرآن على سائر الكلام معروف غير مجهول، كفضل الخالق على المخلوق، يشهد بذلك شهادات أعدائه في عصور البلاغة والبيان، فهو المبلغ الذي لا يمل، والجديد الذي لا يخلق، والحق الصادع، والنور الساطع، والماحي لظلام الضُّلال، ولسان الصدق النافي للكذب، وهو مفتاح الخير ودليل الجنة، إنْ أوجز كان كافيًا، وإنْ أكثر كان مذَّكرًا، وإن أمر فناصحًا، وإن حكم فعادلاً، وإن أخبر فصادقًا، سراجٌ تستضيء به القلوب، وتستنير به العقول، وهو بحر العلوم، وديوان الحكم، وجوهر الكلم، ومنبع البلاغة، ومنارة الأدب.


ولما كان الأمر كذلك فقد اجتهد العلماء في دراسة القرآن الكريم، واستخراج أحكامه وحكمه، واستنباط مسائله ولطائفه، فكثرت المؤلفات، وانتشرت المصنفات في شتى الفنون والعلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى، ويعد كتاب "البرهان في علوم القرآن" للإمام الزركشي من بين الكتب المهمة التي ألفها علماء المسلمين المتقدمين في علوم القرآن، كما أنه يُعد من الكتب العتيدة التي جمعت عصارة أقوال المتقدمين، وصفوة آراء العلماء المحققين، حول القرآن الكريم، وكتاب الله الخالد.


وقد أجمع أصحاب المصادر الذين ترجموا للزركشي على نسبه كتاب "البرهان" إليه؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمته للإمام الزركشي: "ورأيت أنا بخطه من تصنيفه: البرهان في علوم القرآن" من أعجب الكتب وأبدعها، مجلده، ذكر فيه نيفًا وأربعين علمًا من علوم القرآن"[1].


وقال الحافظ الجلال السيوطي في مقدمة كتابه "الإتقان": "بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي- أحد متأخري أصحابنا الشافعيين- ألّف كتابًا في ذلك حافلاً يسمي "البرهان في علوم القرآن" فتطلبته حتي وقفت عليه، فوجدته قد قال في خطبته..."[2].


ولقد كان الزركشي أول من سبق للتأليف في علوم القرآن بصورة جامعة شاملة، ولا يعني هذا أن علوم القرآن لم تكن موجودة حتى عصره، فإن كل فن من فنون القرآن كالتفسير والناسخ والمنسوخ والمتشابه والوقف والابتداء.. وجدت فيه التآليف المستقلة منذ العهود المبكرة للتأليف عند المسلمين.


وقد اتبع رحمه الله منهجًا علميًا رصينًا يقوم على تعريف القارئ بكل فن من فنون القرآن على حدة، وإعطائه فكرة واضحة عن هذا الفن، فكان يؤرخ للفن، ويحصي الكتب التي ألفت فيه، ويشير إلى العلماء الذين تدارسوه، ثم يذكر مسائله، ويبين أقوال العلماء فيه، وينقل آراء علماء التفسير والمحدثين والفقهاء والأصوليين وعلماء العربية وأصحاب الجدل.


وقد قدّم الزركشي لكتابه بمقدمة هامة بين فيها فضائل القرآن الكريم، وساق أقوال الأئمة في ذلك، ومما ساقه قول الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال: "جميع ما تقوله الأمة شرحٌ للسنة، وجميع السنة شرحٌ للقرآن، وجميع القرآن شرحٌ لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾[الرعد: 15]"[3].


وقال سفيان بن عيينة[4] رحمه الله في قول الله تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146][5]: أي أحرمهم فهم القرآن - أعاذنا الله من ذلك -.


وقد أحسن سفيان بن عيينة في شرح تلك الآية وعرف حقًا من الذي فتح الله على قلبه فألهمه شرح الآيات، وفهم القرآن، أما الذين يتكبرون في الأرض فلا نصيب لهم في ذلك الشرف.


ثم استعرض باختصار نشأة علوم القرآن وتطوره، وذكر أبرز علمائه، ثم أردف ذلك بذكر الدافع له على تأليف كتابه، وهو أنه لم يجد فيما كتبه السابقون كتابًا جامعًا لعلوم القرآن، ثم استعرض فهرسة الأنواع التي ضمنها كتابه "البرهان".


ثم عقد فصلاً مستقلاً لعلم التفسير قبل الخوض في أنواع الكتاب عرّف به وذكر فائدة علم التفسير وذكر التأليف فيه بأنواعه، وبيان الحاجة إليه وأهميته.


ثم عقد فصلاً آخر لبيان علوم القرآن وعددها وأنواعها وساق أقوال العلماء في ذلك، ثم شرع بعد ذلك بمقصوده من الكتاب فذكر أنواع علوم القرآن وبدأ بالنوع الأول منها وهم معرفة أسباب النزول، وختم بالنوع السابع والأربعين وهو في الكلام على المفردات من الأدوات.


ولم يكن "البرهان" معروفاً عند الباحثين، ولا متداولاً بين الطلاب والدارسين، عدا قلة من المشغوفين بمعرفة النوادر ورواد المكتبات، حتى جاء جلال الدين السيوطي[6] ووضع كتابه الإتقان، فدل الناس في مقدمته عليه، وأشاد به، وعده أصلاً من الأصول التي بنى عليها كتابه، وتأسى طريقته، وتقيل مذهبه، وسار في الدرب الذي رسمه، ونقل كثيراً من فصوله.



[1] إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ للحافظ ابن حجر العسقلاني، ج/3 ص/140.

[2] مقدمة الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي ج 1 ص (10-11).

[3] سورة الرعد الآية رقم (15)، انظر: البرهان في علوم القرآن ج/1 ص/27.

[4] هو سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي، شيخ أخل الحجاز في الحديث والفقه والتفسير، توفي سنة 198هـ، انظر: تذكرة الحفاظ للذهبى، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط/1-1419هـ، 1998م، ج/1 ص/242.

[5] سورة الأعراف الآية رقم (146)، انظر: البرهان في علوم القرآن ج/1 ص/27.

[6] هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين السيوطي الشافعي المُسنِد المحقق المدقق صاحب المؤلفات الفائقة النافعة، ت/ 911هــ. انظر: شذرات الذهب ج/10 ص/71.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة