• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

ابن عفان لا ابن عقيل

ابن عفان لا ابن عقيل
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 15/6/2014 ميلادي - 17/8/1435 هجري

الزيارات: 5262

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بن عفان لا ابن عقيل


يسهو ناسخُ المخطوطات فيحرِّف ويصحِّف، فيحدث في النص المنسوخ مشكلاتُ تحتاج إلى نظرٍ ومراجعةٍ وتتبعٍ قد يطولُ لإعادة النص إلى سلامته، وفي ذلك يقول الجاحظ: "ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفًا، أو كلمة ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعنى، أيسرَ عليه من إتمام ذلك النقص، حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام"[1].

 

ومن ذلك هذا المثال الذي أسوقه هنا:

قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي البغدادي في كتابه "صفة الصفوة" في ترجمة الزاهد الصالح أبي بكر محمد بن عبدالله الدينوري المتوفى في شعبان سنة (430هـ)[2]:

"كان يسكن الرصافة ببغداد، وكان زاهدًا خشن[3] العيش.

 

وكان أبو الحسن القزويني يقول: عبر الدينوري قنطرةً خلف مَنْ بعده وراءه.

 

قال أبو الوفاء بن عقيل الواعظ: كنتُ شابًّا حديثَ السن أتردد إلى مجلس ابن بشران الواعظ، وكان يعتاد عيني الرمد كثيرًا، فرآني ذات يوم في المجلس رجلٌ كان يبسط لابن بشران بساط المنبر يُقال له بكار، فقال لي: أراكَ تدوم على حضور هذا المجلس؟ فقلت: لعلي أستفيد شيئًا ينفعني في ديني. فقال لي: اجلس حتى ينقضي المجلس، فجلستُ.

 

فلما انقضى المجلسُ أخذ بيدي وحملني إلى الرُّصافة، وجاء بي إلى بابٍ فطرقه فقال قائلٌ مِن داخل الدار: مَنْ؟ فقال: أنا بكار. فقال: يا بكار ألستَ قد كنتَ هاهنا اليوم؟ فقال: جئتُ في حاجة مهمة، ففتح البابَ وهو يقول: لاحول ولا قوة إلا بالله.

 

ثم دخلنا وإذا بشيخٍ جالسٍ مستقبل القبلة على رأسه نطع[4] كالطرحة، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، فقال بكار: يا سيدي هذا صبيٌّ يداوم حضور المجلس، ويحبُّ الخير، وقد دام مرضُ عينه فادعُ له، فدعاني فأتيتُه، فأدخل خنصره في فيه، ثم مسحَ عيني به، فبقيتُ بعد ذلك نحو ستين سنة لم ترمد عيني، فلما خرجتُ سألتُ عنه فقيل لي: هذا أبو بكر الدينوري صاحبُ ابن سمعون.

 

توفي الدينوري في شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة".

 

أقول: قرأت هذا الخبر فرابني فيه عدمُ انسجامه، لما يأتي:

• من المتفق عليه أن وفاة الشيخ أبي بكر الدينوري كانت سنة 430هـ، نصَّ على ذلك ابنُ الجوزي هنا، وفي كتابه المنتظم (8/103)، وسبطُ ابن الجوزي في مرآة الزمان ص (380)، وابن كثير في البداية والنهاية (12/406).

 

• ووُلِدَ الإمام أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي البغدادي سنة 431هـ؛ أي: بعد وفاة الدينوري بسنة، فكيف يزوره ويقول: كنتُ شابًّا حديثَ السن؟

 

• ووصفُ ابن عقيل بالواعظ مستغربٌ، ولم تجرِ لابن الجوزي عادة بذلك.

 

وقد تبين لي بعدُ أنَّ في الاسم تحريفًا، وأن الصواب: عفان لا عقيل، وأبو الوفاء ابن عفان شخص آخر، وهو محمد بن عبدالسلام بن علي بن عفان البغدادي، وكان واعظًا، حسن الوعظ، رضي السيرة، له صيت وقَبول، وتوفي سنة 484هـ؛ أي: بعد الدينوري بـ(54)، فيكون قد أدركه وهو شاب حديث السن، وبذلك تتسق المعلومات وتصح.

 

وله ترجمة في المنتظم (9/59)، وتاريخ الإسلام (10/537-538).

 

وقد جاء الاسم على الصواب (أبو الوفاء ابن عفان) في:

1- نسخة مخطوطة من "صفة الصفوة" كتبت سنة 603هـ[5].

 

2- وفي كتاب مخطوط عُنون بـ"الطبقات" هو مختصر من "صفة الصفوة"[6].

 

3- وفي المخطوط المعنون بـ"الجلوة في تلخيص صفة الصفوة" الورقة(270ب).[7](انظر صورة الورقة مرفقة بالمقال).

 

4- وفي كتاب "عيون الحكايات"؛ لابن الجوزي نفسه ص341.

 

تنبيه:

وممن سرى عليه هذا التحريفُ الباحث الدكتور صالح المحمد الخالد الرشيد في رسالته: (ابن عقيل: حياته واختياراته الفقهية) (1/62)[8].

 

ورقة من الجلوة في تلخيص صفة الصفوة



[1] الحيوان (1/79).

[2] صفة الصفوة (2/491-492)، حققه الأستاذ محمود فاخوري، وخرج أحاديثه الأستاذ محمد رواس قلعجي، مطبعة الأصيل، حلب (1389هـ-1969م)، وبعدها.

[3] في الأصل وفي المنتظم، والبداية والنهاية: "حسن"، وهو تحريف، والصواب ما أثبته، وقد جاء على الصواب في نسخ خطية من "صفة الصفوة" مكتوبة سنة 603هـ محفوظة في دار المخطوطات ببغداد، وفي المخطوط المعنون بـ "الجلوة في تلخيص صفة الصفوة" المحفوظ في مكتبة الملك عبدالعزيز، مجموعة عارف حكمت برقم77/900، الورقة (270ب).

[4] في المطبوع: سطح، وهو خطأ، وأثبت ما جاء في نسخة أخرى.

[5] رأيتها في دار المخطوطات ببغداد.

[6] رأيته مصورًا في مكتبة المجمع العلمي العراقي ببغداد.

[7] انظر الحاشية الثالثة.

[8] رأيت منها نسخة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- نكتة جليلة
مصعب سلمان أحمد - العراق 15/06/2014 07:45 PM

إن هذه نكتة جليلة ، ودقة في مثل هذا الزمان قليلة ، وفيها فائدة جليلة ، ومعلومة نبيلة ، تدل على فهم عالي ، وإدراك من للصعاب لا يبالي ، سهل ممتنع ، وتقرير ممتع.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة