( ضوء البدر ) للسيوطي : مشروع لم يتم

(ضوء البدر) للسيوطي: مشروعٌ لم يتم

من رسائل الإمام جلال الدين السيوطي رسالة بعنوان: "ضوء البدر في إحياء ليلة عرفة والعيدين ونصف شعبان وليلة القدر"، وقد ورد ذكرُها في الكتب الآتية:

1- فهرس مؤلفاته المنسوخ سنة 903هـ الذي حقَّقه الأستاذ الدكتور يحيى ساعاتي.

2- فهرس المؤلفات المعتمد الذي قرأه عليه تلميذُه عبد القادر الشاذلي سنة 904هـ، وأورده في (بهجة العابدين) ص 206.

3- فهرس المؤلفات الذي أورده الداودي في كتابه (ترجمة العلامة السيوطي). (ص390 من مجلة الدرعية، السنة الثالثة، العد11و12 سنة 1421هـ).

4- فهرس المؤلفات الذي حققه الدكتور سمير الدروبي ص 100.

5- فهرس المؤلفات الذي أخرجه يوسف المرعشلي ص 34.

6- كشف الظنون (2/1088).

7- هدية العارفين (1/540).

8- عقود الجوهر ص 207.

9- مكتبة الجلال السيوطي لأحمد الشرقاوي إقبال ص 243.

10- دليل مخطوطات السيوطي ص83.

11- معجم مؤلفات السيوطي المخطوطة بمكتبات المملكة العربية السعودية العامة لناصر بن سعود السلامة ص103.

12- الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي للطباع ص 368.

13- مؤلفات السيوطي لهلال ناجي ص 105.

وقد سكت السيوطي عنها فلم يقل إنها لم تتم، كما هي عادتُه في غيرها، وتابعه المذكورون بعده.

وللرسالة عدة نسخ خطية في:

1- مكتبة الختني (ضمن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة) في مجموع برقم (37).

2- دار الكتب المصرية برقم 35.

3- مكتبة الفاتح برقم (5294).

4- مكتبة أسعد أفندي بإصطنبول برقم (3678)، وهما الآن ضمن مكتبة السليمانية.

5- برلين غ 1445 /11.

6- الجامعة النظامية بحيدر آباد، وهذه النسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

7- مكتبة السيد عبد الحي الكتاني، ضمن الخزانة العامة في الرباط.

وقد وقفت على نسخة الختني أولاً، وإذا هي في صفحة واحدة، وخُتمت بهذه العبارة: (انتهى آخر ما وجدتُه بخط مصنِّفه شيخنا رحمه الله تعالى. وكتب ذلك بيده الفانية عيسى بنُ أحمد بن هشام الأنصاري الحنبلي).

وأردتُ التثبت، فراجعتُ نسخة أخرى ضمن مجموع في مكتبة الفاتح باصطنبول برقم (5294)، فرأيت هذه الجملة: (انتهى آخر ما وُجِدَ بخط مصنِّفه رحمه الله تعالى) أيضاً.

وجاءت العبارة كذلك في نسخةٍ ضمن مجموع في مكتبة السيد عبدالحي الكتاني، ونصُّها: (آخر ما وُجِدَ بخط المؤلِّف رحمه الله تعالى كما قال تلميذُه سيدنا الشيخ شمس الدين الداودي رحمه الله تعالى، كما رأيته بخطه. عمر المناوي).

والداودي كان خبيراً بمؤلفات شيخه السيوطي، وقد كَتَبَ كثيراً منها بخطه.

فتأكد لنا أنَّ السيوطي لم يكمل تأليف هذه الرسالة.

ويُؤخذ مِنْ قراءتها أنه بدأ يجمعُ الأحاديث التي تدخلُ في موضوع العنوان، فكتب ثمانيةَ أحاديث، من تسعة مصادر، وتوقَّف، ولم تُتح له فرصة العودة ليُنْجِزَ ما بدأ به.

وعدمُ كتابة عبارة: (لم تتم) بعدها مشكلةٌ تُثير سؤالاً عما إذا كان هناك رسائلُ لم تتمَّ وسُكِتَ عنها أيضاً.

تنبيهات:

1- لم تُذْكر هذه الرسالة في كتابي السيوطي: (التحدُّث بنعمة الله)، و(حسن المحاضرة)، مما يدل على أنَّ البدء بتأليفها ليس مبكراً.

2- ذُكرت هذه الرسالة في كتاب (معجم مؤلفات السيوطي المخطوطة بمكتبات المملكة العربية السعودية العامة) ص 102 باسمها المذكور، ثم أعيدت برقمٍ آخر وعنوانٍ آخر هكذا: "ضوء الدرر في أحب الليالي الخنس"! - وعُزيت النسخة إلى مجموع الختني - وهذا تحريفٌ مطبعي عن العنوان الذي كتبه الشيخ الختني في أول المجموع وهو: "ضوء البدر في إحياء الليالي الخمس".

3- وجاء في الكتاب المذكور ص 96: "شرح الصدر في ليلة القدر"، وذُكِرَ لها ثلاثُ نسخ: في مكتبة الحرم النبوي، وعارف حكمت، والصافي. وهاتان المجموعتان في مكتبة الملك عبد العزيز.

وهناك نسخة كذلك في مكتبة الأسد بدمشق.

ولا ذكر لهذه الرسالة في مؤلفات السيوطي بهذا العنوان، فلتُنظر، وليُتحقق من هذه النسبة، وقد نُسِبَ كتابٌ بهذا العنوان إلى ثلاثةٍ من العلماء.

4- وجاء في كتاب (الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي) للطباع ص 368: "ضرب البدر". وهو خطأ مطبعي أيضاً.

وبعد: فهذا نصُّ (ضوء البدر) مقابلاً بالنسخ الثلاث المذكورة، مصححاً:

(ضوء البدر في إحياء ليلة عرفة والعيدين ونصف شعبان وليلة القدر)

(بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.

أخرج الأصبهاني في (الترغيب) عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة نصف شعبان".

وأخرج الطبراني في (الكبير) و(الأوسط) عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".

وأخرج ابنُ ماجه بسندٍ حسنٍ عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قام ليلتي العيد محتسباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ".

وأخرج أحمد في (مسنده) عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: "مَنْ قامها احتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".

وأخرج النسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

وأخرج ابنُ ماجه عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت ليلة نصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مِنْ مستغفر فأغفر له، ألا مِنْ مسترزق فأرزقه، ألا مِنْ مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر".

وأخرج المنذري في (تاريخه) بسنده عن ابن كردوس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".).

وخُتِمَت النسخُ الثلاثُ بما قدَّمتُه.

رحم اللهُ الشيخَ جلال الدين السيوطي، وجزاه خيرَ ما جزى العلماءَ العاملين.