• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

الغز لا الغزالي

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 13/2/2014 ميلادي - 13/4/1435 هجري

الزيارات: 5831

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغُزُّ لا الغزالي

 

(1)

مِن علماء بغداد الذين لمعتْ أسماؤهم وطار ذكرهم، وكانوا مفخرةً لها وعنوانَ فضل وراية مجد: الإمام الكبير أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي المولود سنة 431هـ والمتوفى سنة 513هـ.

 

ولقد كان من آثار هذا الإمام التي بلغت العشرين: كتابٌ أقلُّ ما قيل فيه إنه في مئتي مجلّد، ذلك هو كتاب (الفنون)، وقد جَمَعَ فيه فوائد كثيرة جليلة في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين: أصول الدين وأصول الفقه، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، وفيه مناظراتُه ومجالسُه التي وقعتْ له وخواطرُه ونتائجُ فكره قيَّدها فيه.

 

وممّا يُؤسَف عليه أنِّ هذا الكتابَ قد ضاع فيما ضاع من تراث بغداد العظيم غير مجلّدٍ دوّنه ابنُ عقيل رحمه الله سنة (510هـ) عَثَرَ عليه في باريس الدكتور مصطفى جواد وكان قد بُدِّل عنوانُه! وقد طبعتْه وجاء في مجلدين دارُ المشرق في بيروت في سنة 1970 و1971 بتحقيق الدكتور جورج المقدسي، وليت أحدَ المحقِّقين البارعين العراقيين يقوم بإعادة تحقيقه ونشره.

 

(2)

آلمني وأحزنني جداً ضياعُ هذا الكتاب الرائع، وحين لاحظتُ أنَّ مَن بعده من العلماء ينقلون منهُ وعنهُ صرفتُ جزءاً مِن وقتي لتتبع هذه النقولاتِ وجمعِها والاستفادةِ منها.

 

ومن ذلك هذا النصُّ الذي أورده الإمامُ ابنُ رجب الحنبلي في كتابه القيّم: (ذيل طبقات الحنابلة) الذي طُبِع في مصر بتحقيق الأستاذ محمد حامد الفقي " ت: 1379هـ ".

 

قال ابنُ رجب في ترجمة ابن عقيل هذا في كتاب الذيل (1/146):

(قال ابن عقيل: قدم علينا أبو المعالي الجويني بغداد - أول ما دخل الغزالي - فتكلم مع أبي إسحاق وأبي نصر (بن) الصباغ، وسمعتُ كلامه...).

 

تأملتُ هذا النص فرابني فيه عدمُ دقته، فإذا علمنا أنَّ الغزالي دخل بغداد سنة " 484هـ " وأنَّ شيخه أبا المعالي الجويني تُوفي سنة " 478هـ " وأنَّ أبا إسحاق الشيرازي تُوفي سنة " 476هـ " وأبا نصر ابن الصباغ تُوفي سنة " 477هـ " أقولُ: إذا علمنا ذلك اتضحَ موضعُ الارتياب، فكيف يَدخل الجويني بغداد سنة 484 وهو قد مات قبل ست سنوات؟

 

وكيف يتكلم فيها مع إمامين قد سبقه أحدُهما إلى الموت بسنة، والآخر بسنتين؟

 

هذا موضعُ الارتياب، فما وجهُ الصواب؟

وبينما أنا أقلّبُ الكلام على وجوهٍ من التأويل لاح لي أنْ أرجع إلى ترجمة ابن عقيل في كتاب (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) لابن الجوزي وقد تأكَّد عندي أنه مِن مراجع ابن رجب في كتاب الذيل هذا، وحين رجعتُ إلى المنتظم (9/19) رأيت فيه ما يلي:

(نقلتُ مِن خطِّ أبي الوفاء بن عقيل قال: قدم أبو المعالي الجويني بغداد - أولَ ما دخلَ الغُزُّ - وتكلم في " كذا " أبي إسحاق وأبي نصر بن الصباغ، وسمعتُ كلامه).

 

وإذا علمنا أن الغُزَّ - وهم مِن القبائل التركية التي يعودُ إليها السلاجقة - قد دخلوا بغداد سنة "447هـ" كما يقولُ المؤرخون انحلَّ الإشكال، وظهر وجهُ الصواب ناصعاً جلياً.

 

إذن فأبو المعالي الجويني المشهور بإمام الحرمين قد دخلَ بغداد سنة دخول الغُزِّ "447هـ" وكان في الثلاثين من العمر، بينما كان ابن عقيل في السادسة عشرة من عمره، ونجد في نصِّ كلامه أنه ناقشه في مسألة من أصول الدين، وهذا أحدُ المؤشِّرات على المستقبل الزاهر الذي كان ينتظر هذا الشاب.

 

إنَّ ثلاثة حروف هي (الي) التي أُضيفت على (الغُزّ) جعلت الرقم يَقفز (37) سنة مرةً واحدةً، ويُحدثُ في النص ما مرَّ معك من اضطرابٍ وارتيابٍ، ولا يكاد ينقضي عجبي مِنْ محقِّق كتاب (ذيل طبقات الحنابلة) الشيخ محمد حامد الفقي كيف مرَّ على هذا النص دون أنْ ينتبه لما فيه مِن وهمٍ فاحشٍ مع أنه وُصِفَ بأنّه " كان أشد الناس ذكاء وفطنة"!

 

يبقى إشكالٌ واحدٌ، وهو ما جاء في (المنتظم) في النص السابق: " وتكلَّم في أبي إسحاق وأبي نصر بن الصباغ".

 

فالمعلوم أنَّ عبارة " تكلم في" تُستعمل في الجرح، ولا معنى لجرح أبي المعالي الجويني وهو إمامٌ شافعيٌّ كبيرٌ في إمامين مِن أئمة بغداد الشافعية وهو ضيفٌ عليهم، إضافةً إلى أنهما يكبرانه في السن، فأبو إسحاق الشيرازي يكبره بـ" 24 " سنة، وأبو نصر بن الصباغ يكبره بـ" 17 " سنة، فالصحيحُ ما جاء عند ابن رجب في (الذيل): " وتكلّم مع" وهذه ملاحظة تُسَجّل على محقِّق كتاب (المنتظم) من ملاحظات كثيرة أرجو أن أفرغ لتبيانها.

 

وبعدُ: فهذان مثالان على ما في مصادرنا ومراجعنا من هفواتٍ تستدعي تأمّلَ المحقِّقين والطبّاعين والمطالعين على حدٍّ سواء، وإلاّ فإنَّ الأمرَ مخيفٌ، وكتبَنا في خطر، والخطأ يجرُّ أخطاء، والمشتكى لله، وكفى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة