• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

التأليف الإبداعي عند المسلمين - رسالة الشافعي نموذجًا

التأليف الإبداعي عند المسلمين - رسالة الشافعي نموذجًا
محمد بهي


تاريخ الإضافة: 8/2/2012 ميلادي - 16/3/1433 هجري

الزيارات: 24963

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يُعَدُّ كتاب الرسالة للإمام الشافعي بحقٍّ باكورةَ ما يُمكن أن نُسمِّيه التأليف الإبداعي عند علماء المسلمين، والذي يُعتبر بحقٍّ أوَّل تدوينٍ لعلم أصول الفقه، وأوَّل إرساءٍ لقواعد وأصول هذا العلم الإسلامي الخالص.

 

وقبل أن نبدأ، أرى أن نُعرِّج أولاً على مقصودنا بالتأليف الإبداعي.

 

إذا بحَثنا في لسان العرب عن معنى "تأليف"، نرى أن "ألَّفْت بينهم تأليفًا: إذا جَمَعت بينهم بعد تَفرُّق، وألَّفْت الشيء تأليفًا: إذا وصَلت بعضه ببعض، ومنه تأليف الكُتب".

 

إذًا؛ من معاني التأليف الجَمْع والوصل.

 

وإذا ذهَبنا إلى لسان العرب كذلك - لنرى معنى الإبداع - فسنرى الآتي: "بدَع الشيء يبدعه بَدْعًا وابتدَعه: أنْشَأه وابتدَأه، وبدَع الرَّكِيَّة - وهي البئر تُحْفَر -: استَنْبَطها وأحدَثها، والبديع والبِدع: الشيء الذي يكون أولاً، وفي التنزيل: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 9]؛ أي: ما كنتُ أوَّل مَن أُرْسِل، وأبْدَعتُ الشيء: اخْتَرَعته لا على مثال".

 

إذًا؛ من معاني الإبداع: الاختراع والإنشاء، والابتداء والاستحداث على غير مثال سابق.

 

وعلى ضوء ما سبَق، إذا جِئنا نُعرِّف التأليف الإبداعي، نقول: هو الجَمْع لقواعد علمٍ من العلوم، ووَصْلها على غير مثال سابقٍ، ويكون المؤلف هو مُنشئ هذا العلم، ومُستنبطه ومُخترعه.

 

الإمام الشافعي والتأليف الإبداعي:

الإمام الشافعي: علَم غني عن التعريف، له في العلم فضلٌ لا يُنكر، واجتهاد لا يُنقض، وهو من أوتاد العلم وأعلامه، وحين ألَّف كتابه الرسالة، لَم يكن هناك علمٌ يُعرف بعلم أصول الفقه.

 

نعم، كان العلماء قبله يُمارسون هذا العلم، لكن لَم تكن قواعده مكتوبة، وأُسسه موضوعة، وحُجَجه مُحرَّرة، ومجموعاته مُقَسَّمة.

 

فجاء الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وفعَل ذلك، فاسْتَنبَط وجَمَع، ورتَّب وقسَّم، وقعَّد وناقَش، وأصَّل.

 

سبب تأليف الإمام الشافعي للكتاب:

ألَّف الإمام الشافعي الكتاب بناءً على طلب من الإمام عبدالرحمن بن مهدي المُحدِّث الشهير؛ حيث طلب منه: "أن يضعَ كتابًا فيه معاني القرآن، ويَجمع مقبولَ الأخبار فيه، وحُجَّة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسُّنة"؛ رواه الحافظ ابن عبدالبر بإسناده في "الانتقاء"، ص (27)، (73).

 

يقول الشيخ أحمد شاكر في مقدمة تحقيقه للكتاب: "وهذا كتاب الرسالة أوَّل كتاب أُلِّف في أصول الفقه، بل هو أوَّل كتاب أُلِّف في أصول الحديث أيضًا".

 

ويقول الفخر الرازي: "كانوا قبل الإمام الشافعي يتكلَّمون في مسائل أصول الفقه، ويَستدلون ويَعترضون، ولكن ما كان لهم قانون كُلي يرجعون إليه في معرفة دلائل الشريعة، وفي كيفيَّة معارضتها وترجيحاتها، فاستَنْبَط لهم الشافعي عِلمَ أصول الفقه، ووضَع للخَلق قانونًا كليًّا، يُرجع إليه في معرفة مراتب أدلة الشرع، فثبَت أنَّ نسبة الشافعي إلى عِلم الشرع، كنسبة أرسطاطاليس إلى علم العقل"؛ "مناقب الشافعي"، ص (57).

 

والمُتصفِّح لكتاب الرسالة للإمام الشافعي، يَجد دليلَ ما قلناه، فيجد أن الإمام - رضي الله عنه قد قام بالآتي:

 

1- استَنْبَط واستخرَج قواعد هذا العلم، والتي لَم تكن مسطورة من قبلُ.

 

2- جمَع هذه القواعد في صعيد واحد، بنسقٍ منطقي مُرتَّب.

 

3- وصَلها ببعض: عرضًا، وتقسيمًا.

 

4- ناقَش الاعتراضات الواردة، وحاجَج وبيَّن الأدلة، وأصَّل القواعد الكلية لهذا العلم.

 

وهذه النقاط الأربع من خصائص التأليف الإبداعي الذي نَقصده ونَنشده.

 

ومن السابق يتَّضح لنا قيمة هذا الكتاب وحاجتنا الماسَّة في هذا العصر إلى هذا النمط من التأليف القائم على الأصالة والتجديد.

 

هذا ويبقى شيء آخر قبل نهاية المقال، وهو أنَّ أفضل طبعة لهذا السفر الجليل، هي الطبعة التي سَهِرَ على خدمتها العلاَّمة المُحدِّث اللغوي القاضي: أحمد محمد شاكر - رَحِمه الله، وبرَّد مَضجعه - فقد قام الشيخ بخدمة الكتاب خدمةً شَهِد لها أولو العلم والاختصاص، فضلاً عن سائر الناس، وحقَّقه تحقيقًا أَرْبَى على الغاية.

 

وفي نهاية المقال أرجو أن أكون وُفِّقت في بيان بعض ملامح التأليف الإبداعي، من خلال هذا الكتاب الغالي للإمام الرئيس محمد الشافعي بن إدريس.

 

• تَمَّ الاستعانة بموقع الباحث العربي للبيان اللغوي للكلمات.

 

• تَمَّ الاستعانة بمقدمة الشيخ شاكر على الرسالة، طبعة دار التراث، مصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة