• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

قراءة نقدية في ألفية التاريخ لجبران سحاري

قراءة نقدية في ألفية التاريخ لجبران سحاري
مركز جنات للدراسات


تاريخ الإضافة: 4/12/2011 ميلادي - 9/1/1433 هجري

الزيارات: 14587

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنظومات المتعلِّقة بالتاريخ قليلةٌ في التُّراث العربي، وأكثرها غيرُ مخدوم، ومنها:

• منظومةُ عليِّ بن الجَهْم.

• منظومة السُّيوطي في الخُلَفاء، المسمَّاة "تحفة الظُّرفاء".

• منظومة إبراهيم بركات، وهي مختصرة جدًّا تكاد تكون رؤوسَ أقلام، إلا أنَّها جامعة في نحو 170 بيتًا.

• منظومة لسان الدين بن الخطيب: "رَقْم الحُلَل في نَظْم الدُّول"، وهي نفيسة ورائعة، إلا أنَّها طويلة جدًّا، تزيد عن ثلاثة آلاف بيت.

• منظومة "نيل السُّول" لحافظ حكمي، ولكن أكثرها في السِّيرة.

• منظومة أحمد شوقي، وهي مطوَّلة أيضًا، وتعلقها بالأدب أكثر من تعلُّقها بالتاريخ.

 

وقد صدر قريبًا عن دار "زدني" للطباعة والنشر "ألفيَّة التاريخ" في حُلَّة قشيبة وحجمٍ صغير عام 1431هـ.

 

وتتميَّز هذه الألفيَّة لناظمها "جبران بن سلمان سحاري" بسلاستها، ووضوح فهمها، وسهولة حفظها.

 

قدَّم لها أ.د. عبدالعزيز العمري مقدِّمة مختصرة قال فيها:

"ألفَيْتُ كاتبَ العمل بنظمه الشعريِّ ماهرًا في انتقاء الحوادث ونظمها وإيجازها، مُحاولاً جَمْعَ الأحداث، وإيرادَ ما يراه أكثر أهميَّة، مع الصعوبة البالغة في ذلك... ومن خلال قراءتي لما نظَم أحسُّ أنني أمام قدرةٍ عالية من الشِّعر والتميُّز والاطِّلاع من شابٍّ لا يزال في مقتبَل عمره".

 

وقد ذكَر المؤلِّف في مقدمة الكتاب طريقتَه في النظم فقال:

"انطلقتُ فيها من بدء الخلق وقصَّة آدم - عليه السَّلام - معرِّجًا على قصص الأنبياء - عليهم السَّلام... كما ذكرتُ سِيَر العلماء والأبطال والمجاهدين ومن سار على منهاجهم في الدعوة إلى الله ونصح الأمة... ولا يخفى على كلِّ قارئ أن عمدتي في تأليفها بعد الكتاب والسُّنة كلام العلماء في مؤلَّفاتهم الحافلة بالتاريخ الإسلاميِّ؛ كـ"تاريخ الأمم والملوك" لإمام المفسِّرين والمؤرِّخين ابن جرير الطَّبري، و"البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجزري...".

 

ولَمَّا كان لا يخلو أيُّ عمل بشريٍّ من ملاحظات وانتقادات، فهذه بعض الملاحظات على النَّظم لا تقلِّل من قيمته، ولعلَّ الناظم ينشط لإصدار نسخةٍ منقَّحة يسير بها نحو التقدُّم؛ إذْ بالنَّقد تنضج الأفكار، ويكمل البناء.

 

ملاحظات عامة:

النَّاظم يكاد يَقْصر نظمه على قصص الأنبياء؛ إذِ استغرق نظمُ الأنبياء مع سيرة نبيِّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - 840 بيتًا من الألفيَّة، والبقيَّة القليلة اشتملَتْ على سيرة الخلفاء الرَّاشدين والدولة الأمويَّة والعبَّاسية، وما بعدها حتَّى عصرنا هذا.

 

ولعلَّك تلاحظ ما في هذا من مُجانبةٍ للتَّوازُن العِلْمي فيما يسمَّى بـ"ألفيَّة التاريخ"، كما أنَّ فيه إغفالاً لكثير مما يحتاج إليه طلبة العلم من المنظوم؛ وذلك لأنَّ قصص الأنبياء كثيرةٌ في القرآن، ولا يحتاج طالب العلم في الغالب إلى حفظها منظومة، أما السِّيرة النبويَّة، ففيها منظومات مُفْرَدة، والكتب فيها كثيرة.

 

فالمقصد الأهمُّ في نظم التاريخ هو الأحداث التي بعد السِّيرة النبويَّة، لا التي قبلها.

 

وتأمَّل مثالاً على ذلك في قصَّة آدم التي نظمَها المؤلِّف، فقال:

وَقَالَ رَبِّي قَوْلَةً مُبَارَكَهْ
فَلْتَسْجُدُوا لَهُ أَيَا مَلاَئِكَهْ
فَسَجَدُوا إِلاَّ اللَّعِينَ الفَاسِدَا
وَذَاكَ إِبْلِيسُ اسْتَبَانَ حَاسِدَا
قَالَ: أَنَا خَلَقْتَنِي مِنْ نَارِ
وَذَا مِنَ الصَّلْصَالِ كَالفَخَّارِ
فَقَالَ: فَاخْرُجْ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّهْ
دَوْمًا عَلَيْكَ غَضَبِي وَاللَّعْنَهْ
قَالَ: سَأُغْوِي النَّاسَ أَجْمَعِينَا
إِلاَّ عِبَادًا لَكَ مُخْلِصِينَا
قَالَ: فَإِنِّي حَافِظٌ عِبَادِي
أَهْلَ التُّقَى وَالبِرِّ وَالرَّشَادِ
يَا آدَمُ اسْكُنْ فِي نَعِيمِ الْجَنَّهْ
أَنْتَ وَزَوْجٌ لَكَ وَفْقَ السُّنَّهْ
وَقَالَ: لاَ تَقْرَبَا هَذِي الشَّجَرَهْ
أَغْرَاهُمَا الشَّيْطَانُ رَأْسُ الفَجَرَهْ
وَقَالَ فَلْتَأْكُلا مِنْهَا أَكْلاَ
لِكَيْ تَكُونَا لِلخُلُودِ أَهْلاَ
دَلاَّهُمَا فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَهْ
سُوءٌ بَدَا وَاللهُ قَصَّ خَبَرَهْ
نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا لِمَاذَا
قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ هَذَا
قَالاَ فَرَبَّنَا لَقَدْ ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا

 

فتأمَّل هذه الأبيات الكثيرة، هل تجد فيها شيئًا تُضيفه لطالب العلم الذي يعرف قصَّة آدم الواردة مرارًا في كتاب الله؟

 

بل قد تجد أكثر من ذلك كما في قصَّة يوسف - عليه السَّلام - إذْ نظَمَها المؤلِّف في مائة وتسعة وستين بيتًا، مع أنَّها معروفةٌ لطلبة العلم، وقريبة المنال حتَّى لمن لا يعرفها.

 

والنَّاظم نفسه يبدو أنَّه قد شعر بهذه الإطالة في غير داعٍ؛ ولذلك قال في قصَّة موسى مع الخَضِر:

وَلِلنَّبِيِّ قِصَّةٌ مَعَ الْخَضِرْ
طَوِيلَةٌ لَكِنَّنِي سَأَخْتَصِرْ

 

ثم نظمها في عشرين بيتًا.

 

كما أنَّ الناظم نظَمَها في مدَّة قصيرة كما صرَّح بذلك في قوله:

فَأَوَّلُ الْخَلْقِ لَهَا بِدَايَهْ
وَعَصْرُ مَنْ أَنْشَدَهَا النِّهَايَهْ
وَاخْتَصَرَتْ مُؤَلَّفَاتٍ عِدَّهْ
نَظَمْتُهَا فِي غَيْرِ طُولِ مُدَّهْ

 

فلعلَّ الناظم يستدرك ذلك في منظومةٍ أخرى تالية، ونتمنَّى أن يجعلها تُضارع نظمَ عمود النَّسب للمجلسي الشِّنقيطي، ذلك النَّظم الذي صار مضرب الأمثال في الرَّوعة والجودة والمَتانة والشُّمول وكثرة الفوائد.

 

مواضع مختارة من المنظومة:

قال الناظمُ عن نوحٍ - عليه السَّلام -:

لَمْ يَسْتَجِبْ لِذَا النَّبِيِّ الدَّاعِي
سِوَى أُولِي الفَقْرِ كَأَهْلِ الرَّاعِي
قِيلَ ثَمَانُونَ وَقِيلَ عَشَرَهْ
هُمُ الَّذِينَ قَدْ أَطَاعُوا أَمْرَهْ
وَقِيلَ وَهْوَ الرَّاجِحُ الَّذِي اشْتَهَرْ
إِنَّهُمُ كَانُوا ثَلاَثَةَ عَشَرْ

 

وقال عن صالح - عليه السَّلام -:

وَبَعْدَ هُودٍ قَدْ أَتَاهُمْ صَالِحُ
وَهْوَ التَّقِيُّ وَالنَّبِيُّ الصَّالِحُ
وَقَوْمُهُ فِي الْحِجْرِ ذِي الشَّهِيرَهْ
مَوْقِعُهُ الشِّمَالُ لِلجَزِيرَهْ

 

وقال عن يوسف - عليه السَّلام -:

وَقَدْ شَرَوْهُ أَخَذُوا فِيهِ الثَّمَنْ
لِكَيْ يَكُونَ مُرْسَلاً ذَاكَ الزَّمَنْ
بِثَمَنٍ بَخْسٍ مِنَ الدَّرَاهِمِ
مَعْدُودَةٍ خُذْ قَوْلَ حَبْرٍ عَالِمِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ الصَّدُوقُ قَوْلُهُ
عِشْرُونَ دِرْهَمًا وَصَحَّ نَقْلُهُ

 

وقال عن قصة الغار:

قَدْ كَمُنَا ثَلاَثَةَ الأَيَّامِ
فِي الغَارِ بِالْحِفْظِ مِنَ العَلاَّمِ
وَصَحَّ (نَسْجُ العَنْكَبُوتِ) الْمُنْتَضِحْ
وَخَبَرُ الْحَمَامَتَيْنِ لَمْ يَصِحّ

 

وقال عن غزوة تبوك:

كَعْبٌ هِلاَلٌ وَكَذَا مُرَارَهْ
تَخَلَّفُوا فَكَابَدُوا الْمَرَارَهْ

 

وقال عن حروب الرِّدة:

وَأَكْبَرُ الْمَعَارِكِ الشَّهِيرَهْ
بَيْنَ حُرُوبِ الرِّدَّةِ الكَبِيرَهْ
تُدْعَى بِ(عَقْرَبَاءَ) أُمِّ الصَّوْتِ
فِيهَا أَتَتْ حَدِيقَةٌ لِلمَوْتِ

 

وقال عن العهد الأموي:

دَوْلَتُهُمْ تَمَّتْ فُتُوحَاتٌ بِهَا
كَفَتْحِ أَرْضِ السِّنْدِ قُلْ لِلنُّبَهَا
وَفَتْحِ طَارِقٍ وَمُوسَى الأَنْدَلُسْ
وَقَتْلِ لُذْرِيقَ فَصَفِّقْ يَا نَدُسْ
وَعُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ ذَا الفِهْرِي
مُؤْسِّسٌ لِلقَيْرَوَانِ فَادْرِ
وَفِي تَهُودَا قَتَلُوهُ اسْتُشْهِدَا
أَنْعِمْ بِهِ مُجَاهِدًا قَدْ رَشَدَا

 

وقال عن دولة المماليك:

ثُمَّ الْمَمَالِيكُ أَتَوْا مِنْ بَعْدِهِمْ
وَهُمْ رِجَالٌ طَالَ وَقْتُ عَهْدِهِمْ
أَشْهَرُهُمْ قُطُزْ كَذَا بِيبَرْسُ
كَذَا قَلاَوُنُ وَتَمَّ الدَّرْسُ
انْتَصَرُوا فِي عَيْنِ جَالُوتَ بِلاَ
تَرَدُّدٍ وَالنَّصْرُ لِلعَيْنِ جَلاَ
فِي عَهْدِهِمْ إِنْتَصَبَ ابْنُ تَيْمِيَهْ
وَابْنُ كَثِيرٍ وَرِجَالُ التَّضْحِيَهْ

 

وإلى اللقاء مع نقدٍ آخَر، وكتابٍ آخر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة