• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

تصحيح الكتب

عبدالعال سعد الشليّه


تاريخ الإضافة: 26/8/2010 ميلادي - 17/9/1431 هجري

الزيارات: 17214

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لَمَّا كان هذا الدِّين عظيمًا، ورث رجالاً عظامًا، ورَّثوا لهذه الأمة ثروةً من العلم النافع، فهذه الثروة الضخمة العظيمة التي ورثناها من هؤلاء الرجال لا بُدَّ لها من وقفة إعجاب وتقدير، واحترام واعتزاز.

 

كما قال العلاَّمة عبدالسلام هارون - رحمه الله - في كتابه "تحقيق النصوص" (ص 5): هذا التراث الذي آلَ إلينا من أسلافنا صانِعِي الثقافة الإسلاميَّة جديرٌ بأنْ نقف أمامَه وقفةَ الإكبار والإجلال، ثم نسمو برؤوسنا في اعتزازٍ وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء، ا.هـ.

 

وإنَّ هذا التراث لا بُدَّ له من رجالٍ يقومون به حقَّ القيام؛ لأنَّ الطريق إلى تحقيقه طريقٌ شاق وعملٌ صعب، وليس كلُّ شخص يستَطِيع القيامَ به، بل لا بُدَّ له من رجالٍ يعلمون ما يفعلون، صادِقين أُمَناء مُحتَسِبين.

 

كما قال العلاَّمة أحمد شاكر - رحمه الله - في كتابه "تصحيح الكتب" (ص 8): تصحيح الكتب وتحقيقها من أشقِّ الأعمال وأكبرها تبعةً، ولقد صوَّر أبو عمر الجاحظ - رحمه الله - ذلك أقوى تصويرٍ في كتابه "الحيوان" فقال: "ولربما أراد مؤلِّف الكتاب أنْ يُصلِح تصحيفًا أو كلمةً ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حُرِّ اللفظ وشريف المعاني أيسرَ عليه من إتمام ذلك النقص حتى يردَّه إلى موضعه من اتِّصال الكلام"، ا.هـ.

 

ولكنَّ الأمر لم يكن كما أرادَه هؤلاء العلماء وأمَّلوه إلا شيئًا قليلاً كان وما زال، حيث إنَّ بعض أبناء هذا التراث قد عبثوا به وشوَّهوا صورته، وأخرجوه على غير هيأته.

 

وكما قال العلاَّمة أحمد شاكر في كتابه "تصحيح الكتب" أيضًا (ص 9): ألوفٌ من النسخ من كلِّ كتاب تُنْشَر في الأسواق والمكاتب تتناوَلها أيدي الناس ليس فيها صحيح إلا قليلاً، يقرؤها العالم المتمكِّن، والمتعلم المستفيد، والعامي الجاهل، وفيها أغلاطٌ واضحة، وأغلاط مُشكِلة، ونقص وتحريف، فيضطرب العالم المتثبِّت إذا وقع على خطأٍ في موضع نظرٍ وتأمُّل، ويظنُّ بما علم الظنون، ويخشى أنْ يكون هو المُخطِئ، فيُراجِع ويُراجِع حتى يستَبِين له وجهُ الصواب، فإذا به قد أضاع وقتًا نفيسًا، وبذل جهدًا هو أحوج إليه، ضحيَّة لعبٍ من مصحِّحٍ في مطبعة، أو عَمْدٍ من ناشرٍ أمي يأبى إلا أنْ يُوَسِّدَ الأمر إلى غير أهله، ويأبى إلا أنْ يركب رأسه، فلا يكون مع رأيه رأي، ويشتَبِه الأمر على المتعلِّم الناشئ في الواضح والمشكل، وقد يَثِقُ بالكتاب بين يديه، فيحفظ الخطأ ويطمئن إليه، ثم يكون إقناعه بغيره عسيرًا، وتصوَّر أنت حال العامي بعد ذلك!.

 

وأيُّ كتب تبتلى هذا البلاءَ؟! كتبٌ هي ثروةٌ ضخمة من مجد الإسلام ومَفخَرة للمسلمين، كتب الدين والعلم: التفسير والحديث والأدب والتاريخ وما إلى ذلك من علوم أخرى، ا.هـ.

 

ولم يقتَصِر العبث على ما كان، بل تجاوَز الكتب المطبوعة كما قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه "الرقابة على التراث" (ص11 - 13) فصار إظهار جملةٍ كبيرةٍ من التراث مطبوعًا يعتَرِيه عوامل نحس مهولة تُمثِّل ظاهرة مُؤلِمة جاءتْ بالخاطئة، ونهضة مهجنة خافضة، ترتعد من هيبتها فرائص أهل البصائر منها.

 

مسخ الكتاب عن مكانته التي خطَّها قلمُ مؤلفه، فإذا كان العلماء بالأمس يقولون: "الناسخ ماسخ"، فإنَّا نقول اليوم: "الطابع عابث"؛ لما تراه من الفرق بين الأصل والمطبوع كالفرق بين طلعة الصبح وفحمة الدُّجَى، واغتيال الطبعة القديمة، فترى الفرق بين الطبعتين كالفرق بين الرجلين!.

 

وتقصد التحريف والتبديل وتحويل النصوص إلى مذهبٍ ما.

 

وعبث الورَّاقين من دور النشر والطباعة الكتبيين مُتَحسِّسين حاجة السوق، فيخرج الكتاب من عمل مكتب التحقيق - الوهمي - بالمطبعة أو المكتبة.

 

وأخصُّ منه أن يرسم على طُرَّةِ الكتاب: حقَّقه فلان، وما رآه قطُّ!.

 

يعملون هذا استغلالاً لأسماء ذائعة الصيت، مسموعة الصوت في الأوساط العلمية؛ طلبًا لكسب الثقة بإخراج الكتاب وترويجه، وأخصُّ من هذا نسبة الكتاب إلى غير مؤلفه للترويج تارَةً، ولإفساد الأحكام والعقائد تارَةً أخرى، ا.هـ.

 

وقال عبدالله الحبشي في كتابه "الكتاب في الحضارة الإسلامية": وربما أضرَّت حِيَل النُّسَّاخ بالإنتاج العلمي، وضايَقَت العلماء في علومهم، حتى قال مَن قال: إنَّ آفة العلم خيانة الورَّاقين، وكان العلماء الذين يحرصون على سلامة كتبهم ينسخون كتبهم بأنفسهم إنِ استَطاعوا، وقد شكَّك ابن خلدون في صحَّة الخطوط الموجودة في عصره فقال: صارت الخطوط مائلةً إلى الرداءة، بعيدةً عن الجودة، وصارت الكتب إذا انتُسِخت بلا فائدة تحصل لمتصفِّحيها منها إلا المشقة والعَناء؛ لكثرة ما يقع فيها من الفساد والتصحيف وتغيير الأشكال الخطيَّة عن الجودة، حتى لا تكاد تقرأ إلا بعد عسرٍ، ووقَع فيه ما وقَع في سائر الصَّنائع بنقْص الحضارة وفساد الدولة، والله أعلم، ("مقدمة ابن خلدون" 421)، ا.هـ.

 

فنقول - بعد كلام أهل العلم والفضْل والتخصُّص -: إنَّه إذا أراد شخصٌ أن يُقدِم على تحقيقٍ أو تصحيحٍ، أو إخراج مخطوطةٍ فتوافرَتْ فيه شروطُ هذا الفن، فليُقدِم وليستَعِنْ بالله، فيسأله التوفيق والسداد، والإعانة والإخلاص، وإلا فليُرِح نفسه، فإن الله لم يكلِّفه فوقَ طاقته، وليُشغل نفسه بشيءٍ يُحسِنه ويعود نفعه عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تنبيه يسير
أبو مالك العوضي - السعودية 27/08/2010 03:29 AM

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع، وعلى الفوائد الجيدة المذكورة.

وقد أردت فقط التنبيه على أنه لا يوجد كتاب للشيخ أحمد شاكر اسمه (تصحيح الكتب)، وأما الكتاب المطبوع بهذا الاسم فإنما هي قطعة من مقدمة شرحه وتحقيقه لسنن الترمذي، نشرها عبد الفتاح أبو غدة في رسالة مفردة.
وقد نص أبو غدة على ذلك في المقدمة.

والله الموفق.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة