• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

عرض كتاب: من أفانين الأدب

أ. د. محمد حسان الطيان


تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 1/8/1431 هجري

الزيارات: 10894

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أفانين الأدب

مختارات من روائع الشعر والنثر

 

الحمد لله الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علَّمه البيان، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان، وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان.

 

وبعد:

فإن أصول هذا الكتاب محاضرةٌ شرَّفني بالدعوة إليها منتدى الأدب الإسلامي في المسجد الكبير بدولة الكويت، وشاركني فيها الأخ الصديق الداعية د. محمد العوضي، وكانت بعنوان "من لطائف الأدب"، وقد حضرها جمع غفير من أهل البيان والأدب، والتربية والتعليم، والشعر والفن، وكان لتعليقات السادة الحاضرين أثرٌ كبير في نفسي، وما زلتُ أذكر أن أول المعلِّقين كان الأستاذة الدكتورة سهام فريح - عميدة كلية الأدب بجامعة الكويت سابقًا - وكان مما قالتْه: هكذا فلنعلِّم العربية من خلال نصوصها الجميلة، وبيانها المبدع الخلاق؛ فقد مضى علينا دهرٌ طويل ونحن لا نكاد نعلمها إلا من خلال نحوها الجاف، وصرفها الصعب, ومن خلال أحاديث منفِّرة عن الجاحظ ودمامته وجحوظ عينيه, وعن الحريري وغرابة ألفاظه وحوشي كلامه، وعن الشعر الصعب المرتقى، واللغة الوعرة المسالك، ومصطلحات النحو المعقَّدة..

فأين نحن من هذه اللطائف التي تحبِّب اللغة إلى نفوس الناشئة وترغبهم فيها، فتهفو نفوسُهم إلى الاستزادة من مَعِينها، وإلى حفظ نصوصها, والتغني بأشعارها, وترديدِ أمثالها, وملء الأفواه بخطبها؟!

أين نحن من الشعر العذْب السهل الذي تألفه النفس، وتعشقه العينُ والروح، ويحفظه العقل والقلب معًا؟!

أين نحن مما كان يفعل أجدادُنا من تربية الولد على سماع نصوص الفصاحة والبيان وحفظها ومحاكاتها؟!

أين نحن من إصلاح عملية التعليم، وإعادة النظر فيما نعلِّمه لأبنائنا في حصص اللغة العربية؟!

 

لقد أثَّرتْ هذه الكلماتُ في نفسي, وتجاوبت مع أصداء قديمة نشأتُ عليها وعرفت العربية من خلالها, كما لامست اقتراحًا كنتُ تقدمت به إلى مجمع اللغة العربية بدمشق عن طرائق اكتساب اللغة، ذهبتُ فيه إلى أن اللغة إنما تكتسب بنصوصها البليغة، وشعرها الساحر، وخطبها البيِّنة، ومزاولتها اليوميةِ، أكثرَ مما تكتسب بنحْوها وصرفها, وبيَّنت خطة لهذه الطرائق تتلخص فيما يأتي:

1- تنشئة الطفل على سماع الكلام الفصيح.

2- قراءة النصوص الفصيحة وحفظها.

3- تعلُّم النحو والبلاغة.

4- تعلم مبادئ علم التجويد وتطبيقها.

5- مزاولة الفصاحة قراءة وكتابةً وكلامًا.

6- توجيه وسائل الإعلام نحو العناية باللغة وأثرها الكبير في ذلك.

 

والحق أن كثيرًا من المهتمين بالعربية الغيورين عليها قد نادَوا بمثل هذا، فمن ذلك قول الأستاذ إبراهيم مصطفى - عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة -: "إن أفضل طريقة لتعليم اللغة وأيسرها وأقربها إلى مسايرة الطبيعة، هي أن نستمع إليها فنطيل الاستماع، ونحاول التحدُّث بها فنكثر المحاولة, ونكل إلى موهبة المحاكاة أن تؤدِّي عملها في تطويع اللغة وتملُّكها وتيسير التصرف بها، وتلك سُنة الحياة في اكتساب الأطفال لغاتهم من غير معاناة ولا إكراه ولا مشقة، فلو استطعنا أن نصنع هذه البيئة التي تنطلق فيها الألسنة بلغةٍ فصيحة صحيحة، نستمعها فتنطبع في نفوسنا، ونحاكيها فتجري بها ألسنتنا, إذًا لملكنا اللغة من أيسْر طرقها، ولمُهِّد لنا كلُّ صعب في طريقها".

 

ثم إني دعيتُ لإلقاء محاضرة في رابطة الأدباء بالكويت، حملت عنوان "من أفانين الشعر"، ولقيت من إقبال الجمهور، وتعليق النقاد، وتشجيع الباحثين ما دفعني إلى الزيادة فيها، وإعادة إلقائها في غيرِ ما حفل من محافل العلم والأدب في الكويت، والشام، وبيروت، وطرابلس.

 

وهأنذا أبدأ في هذا الكتاب بتقديم طائفة صالحة متخيَّرة من أفانين الأدب العربي, جمعتُ فيها - بالإضافة إلى المحاضرتين السالفتين - كثيرًا مما كنت أتخيَّره في أثناء مطالعاتي، وكتابة بحوثي، ومجالساتي لأهل العلم والأدب, من جميل الشعر, وبديع النثر, وطريف القول, وسائر المثل, وما شاكل هذا مما تطرب له النفوس, وتهفو إليه الأفئدة, وتسمو به الأرواح.

 

وقد رتبتها وفاقًا لموضوعاتها, وحرصت ما استطعت على الإشارة إلى المصادر التي نقلت عنها, أو الرجال الذين سمعت منهم, راجيًا أن أكون في ذلك من عداد ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [الزمر: 18]، آخذًا بنصيحة يحيى بن خالد لبنيه، حيث يقول: "اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وحدِّثوا بأحسن ما تحفظون، وخذوا من كل شيءٍ طرفًا؛ فإنه من جهل شيئًا عاداه".

 

ولعلها تكون حلقة في سلسلة متكاملة، ينهض بإصدارها منتدى الأدب الإسلامي التابع لمركز الوسطية بوزارة الأوقاف بدولة الكويت؛ إيمانًا منه بأهمية العربية، وأهمية تعلُّمها وإتقانها ومحبتها، في زمن تكالبت فيه أيدي أعدائها عليها, يحاولون النيل منها من كل جانب, ويسخِّرون لذلك كلَّ ما أوتوا من أساليب الترهيب والترغيب، والإغراء والتهديد، والخديعة والمكر، غافلين عن أن الله - سبحانه - حين اصطفاها من بين اللغات لغةً لكتابه العزيز، تكفَّل بحفظها وحمايتها؛ ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ومن ثم كان الناصرون لها، الذائدون عنها، الحاملون رايتها - متمسكين بحبل متين، ورافعين لراية منصورة, فليهنأْ كل من شرَّفه الله بحمل هذه الراية.

 

لُغَةٌ إِذَا وَقَعَتْ عَلَى أَسْمَاعِنَا
كَانَتْ لَنَا بَرَدًا عَلَى الأَكْبَادِ
سَتَظَلُّ رَابِطَةً تُؤَلِّفُ بَيْنَنَا
فَهِيَ الرَّجَاءُ لِنَاطِقٍ بِالضَّادِ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- عذب الكلم
ريم يحيى سعيد - سورية مقيمة في الكويت 29/12/2010 03:33 PM

صادف اطلاعي على الكلام السابق للدكتور الطيان وجودي بإجدى محاضراته لقد كانت جد رائعة أشعرتني بجمال لغتي التي هي عنوان هويتي وسأحاول إن شاء الله أن أوظف المعلومات التي تعرفت عليها في نقلها سلوكا واستخداما مع طالباتي جزاك الله عنا الدكتور الطيان كل خير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة