• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

نصائح للمشتغلين بتحقيق المخطوطات

نصائح للمشتغلين بتحقيق المخطوطات
عمر بن عبدالعزيز بن عبدالله خياط


تاريخ الإضافة: 22/8/2021 ميلادي - 14/1/1443 هجري

الزيارات: 4711

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصائح للمشتغلين بتحقيق المخطوطات

 

سأذكر في هذا المقال لمحات من المنهج المأمول[1] في تحقيق تراث الأمة، انتقيتها من كلام أهل هذا الشأن لتكون نبراسًا نقتفي أثره، ولنسعى في سبيل الارتقاء بجهودنا العلمية إلىٰ هذا المنهج المأمول، سائلًا المولىٰ الجليل أن ينفع بها وأن يجعلها في موازين الحسنات.

 

اللمحة الأُولىٰ: خطورة تحقيق المتن:

ذكر الأستاذ عبد السلام هارون[2] - رحمه الله - أن التحقيق أمر جليل، وهو يحتاج من الجهد والعناية أكثر مما يحتاج إليه التأليف، واستشهد بمقولة الجاحظ: (ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفًا أو كلمة ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتىٰ يرده إلىٰ موضعه من اتصال الكلام)[3].

 

اللمحة الثانية: التراث الإسلامي أمانة يجب أن نحافظ عليها:

يقول الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: (هذا التراث في حياة المسلمين أمانة تحت أيديهم هم مستحفظون عليها، ولعلمائهم العاملين حق القوامة عليها بحملها وتبليغها من بعدهم لقوله صلىٰ الله عليه وسلم: « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»)[4].

 

اللمحة الثالثة: لكي نحافظ علىٰ التراث لابد من توفر الأهلية والكفاءة:

فينبغي لمن انبرىٰ للاشتغال بالتراث الإسلامي أن يكون قويًا في العلوم الشرعية والعربية، يقول الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: (من وجوه العبث بالتراث سَطْوُ فاقدي الكفاءة في العلوم الشرعية واللسانية علىٰ تراث سلف الأمة وإخراجه باسم التحقيق، فالطبيب والبيطري والصيدلي والمهندس والزراعي والكهربائي والحداد وأصحاب الحرف المهنية الأخرىٰ ممن لا تستغني الأمة عنهم في مجالهم تطاولوا علىٰ كتب السلف في التفسير والحديث والفقه فَنَفَذَ فيهم قول النبي صلىٰ الله عليه وسلم «اتخذ الناس رُؤوسا جهالًا » ولا نَشُكُّ في حُسن نية بعض هؤلاء، لكن من دخل في غير فنِّه أفسده، والمُتَعيِّن إيصادُ البابِ لتَعَسُّر التمييز بين الفريقين، وحتىٰ لا يُفتح باب الإذن لمن عَرِيَ عن نيةٍ حسنة، ونقول لهؤلاء لابد من مرحلة الطلب للعلوم الشرعية نظير مرحلة الطلب لهذه الحرف الأخرىٰ)[5].

 

اللمحة الرابعة: من أراد أن يأكل الخُبز بالعلم فَلْتَبْكِ عليه البواكي[6]:

التحقيق هو وسيلة لتحصيل العلم ونشره فينبغي لمن اشتغل به أن يبتغي بذلك الثواب من الله، وأن يحذر من الحرص على المال والشهرة، يقول الشيخ عبد العظيم الديب[7] - رحمه الله -:

 

(عمَلُ المحققِ وجُهْده الذي يَصِلُ فيه الليل بالنهار دائمًا خلف سِتَار، فهو دائمًا متوارٍ في الظل، خلف النصِّ الذي يحققه، لا يراه الناس، ولا ذكر له عندهم، ومن وفَّقَه الله يَسْعَدُ بهذا، ولا بأس عليه، ويحتسبه عند الله مسرورًا بأن لم يذكره أحد، فهو بذلك قد نجا بدينه من أحد الذئبين الجائعين اللذين حذَّر منهما المصطفىٰ صلىٰ الله عليه وسلم...) ثم يقول: (ورضي الله عن إمامنا الشافعي فقد كان يقول: وددت لو أن الناس انتفعوا بهذا العلم، ولم ينسبوا إليَّ منه حرفا).

 

اللمحة الخامسة: المعنىٰ الحقيقي لتحقيق التراث:

ذكر الشيخ عبد العظيم الديب - رحمه الله - أن منهج التحقيق المبني علىٰ المفهوم الدقيق لمعنىٰ التحقيق يقوم علىٰ أصلٍ واحدٍ هو: إخراج الكتاب علىٰ الصورة التي أرادها له مؤَلِّفُه، فإذا لم يتيسر أو بالأحرىٰ إذا استحال ذلك فليكن علىٰ أقرب الصور إليها، ثم قال: (وهذا ليس بالعمل الهين، بل هو الميدان حقا الذي بذل فيه العلماء من شيوخ هذا الفن وفرسانه جهودهم، وظهرت فيه آثارهم)[8]، ويقول: (التحقيقُ إقامةٌ وإضاءة، نعني بذلك: إقامةُ النصِّ صحيحًا سليمًا مستقيمًا، لا تصحيف ولا تحريف، ولا عوج ولا اضطراب، ولا قلق ولا خلل، ونعني بالإضاءةِ: إيضاح ما أُبْهِم من لفظٍ أو عبارة، بسبب غرابةٍ في المفرداتِ، أو دقةٍ في الصياغة، أو خفاءٍ في المعنىٰ المراد)[9]. ويقول في موضع آخر: (أما معاناة النص المخطوط قراءةً وفهمًا وتقويمًا وتوضيحًا وإضاءةً لغوامضه وحلًا لمشكلاته وجلاءً لمعوصاته فهذا هو عمل المحقق علىٰ الحقيقة... إلخ)[10].

 

اللمحة السادسة: بعض الواجبات التي يجب علىٰ المحقق أن يلتزم بها[11]:

1- رعاية حرمة النص: فالمحقق يتكلم إلىٰ الناس بلسان صاحب الكتاب، فعليه أن يتأنىٰ ويتريث ويتلبَّث حتىٰ لا يُنطِق الكتاب بغير ما قاله صاحبُه، فهذا يكون كذبًا وتزييفًا والعياذ بالله.

 

2- أن يحذر من التصحيف والتحريف وهذا في الحقيقة أُسُّ العملِ وصُلْبُه، ودواعيه كثيرة، وأبوابه متعددة، ولا منجىٰ منه إلا بتوفيق الله سبحانه وإلهامه الذي يهبه لمن يشاء كفاء إخلاصهم وصبرهم ومصابرتهم ومثابرتهم.

 

3- التعليقات، والتعليق علىٰ المخطوطات فنٌ قائمٌ بذاته، يحتاج إلىٰ دربة وحذقٍ بما يحتاج التعليق وبما لا يحتاج، كما يحتاج إلىٰ مهارة بارعة وقدرة فائقة علىٰ الإيجاز، فمن الصفحات الكثيرة التي يقرؤها المحقق عن عَلَمٍ من الأعلام، أو حادثة من الحوادث؛ يحتاج إلىٰ بضعة أسطر، بل بضعة جمل من هذه الصفحات، وهنا تكون المهارة، ويكون الحِسُّ الصادق، ومن قبل ومن بعد يكون توفيق الله سبحانه فيما يختار وفيما يدع[12].

 

4- إثبات فروق النسخ وهذا من أهون أعمال المحقق وأقلها شأنًا، وقد نَبَّه إلىٰ هذا شيوخ الفنِّ وروادُه، وبعض محققي العصر يُفْرِغُون في هذا الموضوع جهدهم، ويشغلون به هامش الكتاب بصورة قد تصل إلىٰ نصف الصفحات أحيانًا، وهذا عمل غير مقبول، ولا سائغ.

 

اللمحة السابعة: بعض الأخطاء المنهجية في التحقيق:

يقول الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: (من التعالم: نفخ الكتاب بالترف العلمي والتطويل الذي ليس فيه من طائل، بل هو كالضرب في حديد بارد، وذلك في أعقاب ثورة الإنتاج الطباعي، تحت شعار التحقيق، بحيث يكون الأصل لو وضع في ظرف لوسعه، ثم يأتي مُحَضِّر نصوص أو ورَّاقٌ نظيف باسم: التحقيق، ويزيد في الطنبور نَغْمَةً، وكده الإثقال بالحواشي والتعليقات متوحلًا في خضخاضٍ من الأغلاط)[13].

 

ويقول الشيخ عبد العظيم الديب[14] وهو يصف ما تطلع به المطابع الآن من تحقيقات: (... يهولك منظرها، ويعجبك مرآها، وتقلب النص بين يديك فتجد الفتىٰ قد افتات علىٰ مؤلف الكتاب، وأثقل هوامشه إثقالا بتعليقات لأدنىٰ ملابسة - كما يقولون - بل بدون ملابسة، وتجد النص الأصلي ممزقًا في رؤوس الصفحات، مبعثرًا بين أرقام الهوامش، وتحاول أن تقرأ النص الذي هو موضوع الكتاب، وعماده ومعموده، فتجده غير مستقيم، به من خلل التصحيف والسقط ما به، مع فواصل وعلامات إن ساعدتك علىٰ قراءة النص مرة تضلك مرات ومرات...).

 

ويقول رحمه الله: (وراج عند الناس هذا المنهج، حتىٰ إنك لتجد أحدهم يقلب الكتاب بين يديه، فإذا وجده مثقلًا مظلمًا بالتعليقات، تزدحم حواشيه بأسماء المراجع والمصادر، وأرقام الأجزاء والصفحات، قال في إعجاب، وهو يضغط علىٰ ألفاظه: هذا كتاب مخدوم!، للأسف راجت العملة الرديئة).

 

ومن الأخطاء المنهجية في التحقيق ما نبه عليه الشيخ صالح الفوزان في تعليقه المختصر علىٰ نونية ابن القيم حيث قال: (من المعلوم أن الإمام ابن القيم رحمه الله إمام حافظ حجة في الحديث، وهو يورد في مضامين هذه القصيدة مدلولات أحاديث كثيرة محتجًا بها قد يكون لغيره وجهة نظر في بعض أسانيدها. ثم يأتي بعض الباحثين فيعلق عليها – شأنهم مع الكتب الأخرىٰ التي تعقبوا مؤلفيها فشوهوها وأسقطوا قيمتها مع أن مؤلفيها أئمة في الحديث رأوها صالحة للاستدلال بها وإن كان للآخرين رأي آخر فيها، ولم يتدخل أحد في تلك الكتب وبقيت لها حرمتها ومكانتها ولمؤلفيها رأيهم – بينما نرىٰ بعض الباحثين المعاصرين خالفوا هذا المنهج فسطوا علىٰ كتب الأئمة، وجرحوا أدلتها، وأسقطوا مكانتها، وأساءوا الأدب مع مؤلفيها، وجاءوا بآراء غيرهم ليلزموهم بها، فجَنَوا علىٰ كتب العلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالواجب الكف عن هذا العمل واحترام كتب الأئمة...)[15].



[1] ولا أزعم أني استقرأت ما في الساحة من مؤلفات اعتنت بهذا الجانب وإنما هي فوائد جمعتها لنفسي من بطون عدد من الكتب قبل سنوات وأحببت أن أنشرها الآن ليعم النفع بها.

[2] انظر: تحقيق النصوص ونشرها ص52-53.

[3] الحيوان (1/79).

[4] المجموعة العلمية ( الرقابة على التراث ) ص278.

[5] المجموعة العلمية ( الرقابة على التراث ) ص284.

[6] مقولة نقلها أبو القاسم الزمخشري عن أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه ربيع الأبرار

ونصوص الأخبار (باب العلم والحكمة والأدب والكتاب والقلم)، وانظر: المجموعة العلمية

للشيخ بكر أبو زيد (التعالم وأثره على الفكر) ص96.

[7] انظر: مقدمة تحقيقه لكتاب نهاية المطلب ص352.

[8] المصدر السابق ص347.

[9] المصدر السابق ص354.

[10] المصدر السابق ص25.

[11] ملخصة مع تصرف يسير من المصدر السابق ص356.

[12] انظر: المصدر السابق ص64.

[13] المجموعة العلمية ص76.

[14] انظر: مقدمة تحقيقه لنهاية المطلب ص348.

[15] التعليق المختصر على القصيدة النونية للشيخ صالح الفوزان (التنبيه الأول بعد صفحة العنوان).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة