• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

وخير جليس في الزمان كتاب

وخير جليس في الزمان كتاب
د. سعد الله المحمدي


تاريخ الإضافة: 2/2/2020 ميلادي - 8/6/1441 هجري

الزيارات: 54758

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وخير جليس في الزمان كتاب

 

يقول المثل العربي: "مجدُ التاجر في كيسه، ومجد العالم في كراريسه"؛ وذلك لأن الكتاب جليس العالم وأنيسه، وحبيبه ومشيره، يسهر معه ويسامره، ويؤنسه ويتودد إليه، فينور فكره وعقله، ويضيء دربه وطريقه، فهو نعم الصاحب، وأفضل الصديق، وأوفى الرفيق، يفيض على جليسه حِكَمًا وآدابًا وفنونًا ومعارفَ؛ ولذا حُقَّ للمتنبي (ت: 354هـ) أن يقول فيه:

أعزُّ مكان في الدُّنى سرجٌ سابح *** وخيرُ جليس في الزمان كتابُ

 

الكتاب عنوان للسعادة، ودليل للفهم، وسبب لانفتاح العقل، وجمال للمكان، وقرين في العزلة، وسمير في الليالي، وبوابة للارتقاء بالإنسان وبنائه، وتكوينه العلمي وصقل مواهبه، له لذة ونشوة عجيبة، وطعم ومذاق خاصٌّ لا يعرفه ولا يحس به إلا محبوه الذين يهتزون شوقًا لفوائده ودُررِهِ، ويكبون على خرائده وجواهره؛ التي أشار إليها الشاعر بقوله:

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي
من وصلِ غانيةٍ وطيبِ عناقِ
وصرير أقلامي على صفحاتها
أحلى من الدوكاء والعشاقِ

 

جمع الكتابُ المجدَ والشرفَ، والعزَّ والسؤدد بين دفاتره، وأودع الخبرات والتجارب بين صفحاته، فهو رأس مال العالم والمفكر، وكنز الباحث وطالب العلم على السواء، يثري العقول والقلوب، وينثر السعادة والمعرفة، ويحارب الجهل والتخلف، ويبدد جيوش الأوهام والظلام، ويمثل قيام نهضة علمية شاملة، تنطلق من ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، ومنهجها: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، ورؤيتها: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4].

 

الكتاب صديق وفيٌّ لا يخون، ومتحدث لبيب لا يُمَلُّ حديثه، "آمن مِنَ الأرض، وأكتم من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة"؛ كما يقول الجاحظ (ت: 255هـ).

 

أوفى صديق إن خلوتُ كتابي
ألهو به إن خانني أصحابي
لا مفشيًا سرًّا إذا أودعته
وأفوز منه بحكمة وصوابِ

 

الكتاب سلوةٌ للمصاب، وطرد للوسواس، وانشراح للصدر، وبهجة للنفس، وغذاء للعقل، وراحة للروح، ومنبع للمعرفة، وجبر للخاطر، وتصفية للذهن، وسعادة للقلب، وزوال للهمِّ، وتخفيف للغمِّ، وميدان للمكارم، فيه عِبَرٌ وعَبَرات، وأخبار وآيات، وتاريخ النبلاء الأخيار، وقصص الصالحين الأبرار، وذكرى الأمم والبلدان، والأمصار والأقطار، فيه نتاج العقول، وكنوز المبدعين، وتراث العباقرة، "إن نظرتَ فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بنانك، وفخَّم ألفاظك، وبجَّح نفسك، وعمَّر صدرك، ومنحك تعظيم العوام، وصداقة الملوك، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر"؛ [حسب تعبير الجاحظ].

 

وقد كان السابقون يقتنون الكتب ويحبونها، ويعيشون معها، ويدمنون على قراءتها ومطالعتها، فهذا الحسن اللؤلؤي (ت: 204هـ) يقول: "غبرتُ - أي: مكثتُ - أربعين عامًا، ما قِلْتُ - من القيلولة - ولا بِتُّ ولا اتكأت إلا والكتاب موضوع على صدري"؛ [الحيوان (1/ 52)]، وكان الجاحظ يكتري الدكاكين من الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب وقراءتها، ويقول ابن الجوزي (ت: 597هـ): "ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أَرَهُ، فكأني وقعت على كنز... ولو قلتُ إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعد في الطلب"؛ [صيد الخاطر: (318)].

 

قال كلثوم بن عمر العتابي (ت: 220هـ) عن الكتب:

لنا جلساء ما نمل حديثهم
ألبَّاءُ مأمونون غيبًا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم عِلمَ ما مضى
وعقلًا وتأديبًا ورأيًا مسدَّدا
بلا فتنة تُخشى ولا سوء عشرة
ولا يُتَّقى منهم لسانًا ولا يدا

 

وقفات مع الكتاب والقراءة:

1- القراءة حركة حضارية تمثل مستوى الشعوب ورقيها، فلنجعلها عادة يومية مثل الرياضة والرماية والسباحة وغيرها؛ سُئل فولتير (ت: 1778م) عمن سيقود الجنس البشري، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرؤون".

 

2- القراءة ليست بكثرة قراءة الكتب، بل كيف تقرأ؟ وماذا تقرأ؟ يقول العقاد (ت: 1964م): "اقرأ كتابًا جيدًا ثلاث مرات، فذلك أنفع لك من قراءة ثلاثة كتب جيدة".

 

3- يجب تعويد الشباب على القراءة، وتوجيههم إلى الكتب المفيدة التي تناسب مستواهم كقراءة إضافية، وهم على مقاعد الدراسة في مختلف المراحل.

 

4- لو قرأنا لمدة نصف ساعة يوميًّا؛ يعني ذلك: أننا سنقرأ 40 كتابًا متوسطًا في العام بتوفيق الله تعالى.

 

5- انتقاء الكتب للقراءة أمر مهمٌّ جدًّا، فأمة (اقرأ) لا وقت لديها للضياع في قراءة كتب هابطة ورديئة، لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

شمعة أخيرة:

"احرصوا على قراءة الكتاب بطريقة جيدة، احرثوه حرثًا، وضعوا خطوطًا تحت العبارات المهمة، أو انقلوها إلى أوراقكم، حاولوا استنفاد كل ما في الكتاب، وفكروا فيما تقرؤونه؛ لأنه لا يصبح ملكًا لكم إلا من خلال التفكير فيه، نحن لا نشكو من ندرة الكتب الممتازة، وإنما نشكو من ندرة القراء الممتازين، وإن القارئ الجيد ليس هو الذي يقرأ كتبًا كثيرة؛ ولكنه إذا قرأ كتابًا قرأه بطريقة جيدة"[1].

 


 

 


 

[1] من مقال: القراءة طريق النضج.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة