• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

صرخة كتاب

صرخة كتاب
امحمد الخوجة


تاريخ الإضافة: 20/9/2017 ميلادي - 29/12/1438 هجري

الزيارات: 5024

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صرخة كتاب


قد يكون في مكتبة لم يتحمَّل صاحبها ضنك القراءة، فأهملها وكلَّف زوجته مشقَّة إبعاد الغبار عنها، وقد تراه بين الحاجات والأغراض مندسًّا حزينًا مهملًا، وقد يثير انتباهك وهو يُزين رفًّا من رفوف منزل صديق لك، تُطوِّقه الكآبة القاتلة؛ جرَّاء عدم مداعبة العيون لما تحمله سطوره من توجيهات وإرشادات، لن تقدر توجيهات البشر أن تماثلها أبدًا!

 

يخيَّل إليك ذاك الكتاب الحزين، وكأنه يصرخ بأعلى صوته:

" اقرؤوني"، فأنا الذي أكتنف كنوزًا بين دفَّتيَّ، أنا الذي تجدون بين أوراقي تاريخ الأمم السابقة وأخلاقهم وحروبهم، أنا الذي أحمل لكم معلومات عن مكوِّنات الأرض، من جبال، وأنهار، وبحار، أنا الذي تجدون في أحشائي رحلات ماتعة بدون مقابل، أنا الذي ستحتاجون إليَّ لا محالة!

 

يخيَّل لكل قارئ غيور أنه يصرخ:

تبًّا للمذياع الذي أنقص حبَّ الناس لي، فلقد صاروا يفضِّلون الاستماع إلى أغانيه وأخباره وبرامجه، وقلَّما تجد مَن يقرؤني حين ينتهي من الاستماع والاستمتاع.

 

تبًّا للتلفاز، ذاك الجهاز المليء بالصور والحركة، لقد شغل أغلب الناس عني حتى قال قائلهم: "ربَّ صورةٍ خيرٌ مِن ألف كلمة".

تبًّا للهاتف الذكيِّ الذي استحوذ على عقول الناس جميعًا، فلقد ضايقني إلى حدِّ أنني صرت مهجورًا.

 

ثم يُخيل إليك وهو يُردِف قائلًا:

صدِّقوني، أنا صديق المنفرد والغريب والجاهل، ومع ذلك لا أحد يلتفت إلى صراخه، مع أن الجمع غفير، والذين يستطيعون قراءته كثيرون.

 

يستمرُّ كتابنا في استجدائه لعل القلوب تلين، لعل الأيادي الرحيمة تمتدُّ إليه لتضمَّه إلى صدورها، لعل الأصابع تُقلِّب صفحاته؛ بحثًا عن زيادة إيمان، أو هرَبًا من ضيق الدنيا، ولتنتفع العقول في الأخير بما تجود به سطوره.

 

ولكن هيهات، لقد ثارت عليه إبداعات التكنولوجيا تباعًا - ولن تفلح في طمس قُدسيته - فنَسِيَه طالبو الفكرة الجاهزة، والكسالى من المتواكلين الذين يرغبون في الحصول على مبتغاهم في أسرع وقت.

 

تعالت صرخات كتابنا واحتجاجاته، طالبًا على الأقلِّ أن يعترف الناس له بفضله؛ لأن ما تحمله الوسائل الحديثة والتكنولوجيا، لا تعدو أن تكون تراكمات لأفكار حملتها كتب استمدَّت مادتها منه شاءت أم أبَت، ولكن مع ذلك يستمرُّ التجاهل والتنكُّر، ولا أحد يلتفت إلى مطالبه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- القارئ
نورة الكثير - المملكة العربية السعودية 20/09/2017 01:41 PM

نعم وللأسف
كان القاريء يبحث عن الكتاب،
والآن أصبح الكتاب يبحث عن قارئ

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة