• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

من ينشد الضالة؟! (1)

من ينشد الضالة؟! (1)
يوسف السناري


تاريخ الإضافة: 3/7/2017 ميلادي - 9/10/1438 هجري

الزيارات: 3696

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من ينشد الضالة؟! (1)

 

بين بحرٍ زاخر من المؤلَّفات العربية، التي يجدُ الباحثُ لها في فهارس المخطوطات العربية أسماءَ مَنْ ألَّفها، يُطالعه عدَدٌ كبيرٌ من المؤلفات المجهولة التي قضى عليها مفهرِسُ المكتبةِ بالجهالة، ولم يبالِ بأثر هذا القضاء الذي مِن جَرَّائه بقيَت هذه المخطوطاتُ في صناديقَ مغلقةٍ، أو أدراج مُتْربة، تحفُّها مخاطرُ كثيرةٌ من أرَضَةٍ ورطوبة وإهمال.

 

ولا بدَّ لك أن تعلم بأنَّ الجمَّ الغفير من الباحثين والمحقِّقين إذا وقعت أعينُهم على هذا النَّوع من المخطوطات أثناء مطالعتهم الفهارس - يمرُّونُ عليها مرورَ الذي يريد أن يسلك طريقًا فيجد أمام عينه طريقين: طريقًا تُلاحِقه الأنوارُ من أوَّله إلى آخره، لا بأس على سالكه في شيءٍ بعد توفيق الله عز وجل له، وطريقًا آخر تلاحقُه الغياهبُ والظُّلماتُ من كلِّ مكان، لا يستطيع سالكُه دفعَ الأَبْؤُسِ التي ستعترضه إذا سلك طريقَه هذا، إلا أن يشاء الله أمرًا آخر، وأكثر الناس تُحبُّ الطُّرقَ السَّهلة في الوصول إلى مآربهم وما يريدون؛ لذا لا يخاطرون للسَّير في الطريق الثَّاني، ويسارعون إلى الأوَّل ما كان.

 

وإذا قلنا: إن الكتاب المنشور الذي يحتفي به الناسُ هو الكتاب الحيُّ، والكتاب المفقود أو الكتاب الراكد الذي لا ينشَط الناس لنشره وتحقيقه هو الكتاب الميت، فلا إِخالك تخالفني في إلحاق المخطوطات المجهولة بالكتب الميتة، أو قد تُعارضني قليلًا بإدخالها في منزلة بين الحياة والموت، هي منزلةُ السُّبات العميق؛ إذ لا هي حية نابضة، ولا هي ميتة ساكنة؛ بل هي ثاويةٌ في سُباتٍ طويل كسُباتِ أهل الكهف أو هو أقرب، وأراني قد صدَّقتُك في معارضتك تلك!

 

وبين إماتة المفهرِس لهذه المخطوطات بحُكمه بجهالتها، وتكاسله أحيانًا عن إرشادِ الباحثِ بالمؤشِّرات التي تكشف عن حقيقة هذا المؤلف المجهول، وبين سُلُوك جُلِّ المحققين والباحثين الطريقَ المضيء في التحقيق والدِّراسة، وعدولهم وتجافيهم عن الطريق المظلم، تثوي هذه المخطوطات في أماكنها عُقُودًا من الدَّهرِ ذَوِي عَدَدٍ منذ أنْ حكم عليها المفهرس بجهالة مؤلِّفيها، لا يقترب الناس منها، ولا يطلبونها للبحث والدراسة والتحقيق، وقد تعُدُّ بإصبعك عليها قرنًا ولا تُعيد المؤسسات والمكتبات النظرَ في أحكام المفهرسين الذين حكموا بجهالة أصحاب هذه المخطوطات، فإما أن يتداركَها اللهُ بمن ينظر إليها من الباحثين فيوقظ شيئًا من هذا السبات الذي طال عليه سالفُ الأبد، بنسبته إلى صاحبه؛ فيوصله من منزلته التي كانت بين منزلتين، إلى منزلة الكتاب الحيِّ الذي يحتفي به الناسُ، ويسارعون إلى قراءته ودراسته، وإما أن تبقى هذه المخطوطاتُ مجهولةً كما قضى عليها مُفهرِسُها إلى أن تَبْلى أو تَصْلَى أو تَبِيد!

 

ولا أهمس في أذنيك فأقول: "كم من النفائس جهَّل المفهرسون أصحابَها!"؛ حتى تستشعر ما أريد قولَه، بل أرفعُ صوتي بها - إن لم تخفضني بإدراكِكَ إيَّاها - إلى أن تُجْرحَ لَهاتي فلا أكاد أسمعُ لها صوتًا، حتى يخفَّ الناسُ للعمل على بعث هذا التراث الرَّاكد طِيلةَ هذه السنواتِ ذواتِ العَدَدِ الكثير.

 

نعم، التعريف بها فيه نوعُ مشقةٍ؛ ولكنه ليس فيه تكليفٌ بما لا يُطاق، بل هو مطاق إن أعددنا العدة له، وسلكنا السُّبُل العلمية التي توصِّلُنا إلى معرفة أصحاب الضَّالة المنشودة التي نبحث عن أسمائهم؛ كي نرد المنشود إليهم، فنقول: هذه بضاعتكم رُدَّتْ إليكم.

 

وقد لا نستطيع معرفةَ أسمائهم، ولكننا نستطيع تقريبَ أسمائهم للمتخصصين، أو نستطيع حصرَ النِّسبة في عدد معين من الأسماء التي يفرضُها علينا البحثُ العلمي، فنكون بذلك قد ضيَّقنا دائرة البحث علينا، وعلى من جاء بعدنا، أو نستطيع الجزم بأن هذا الكتاب لا يصح أن يكونَ لفلانٍ وفلان من مؤلِّفي ذلك العصر.

 

أو على أقل تقدير نجزم بعصرهم، أو ننص على كتبهم الأخرى التي جاء ذِكْرُها في نصوصهم المجهولة، أو نسرد مشايخَهم، أو موارد كُتبهم ومن تأثَّروا بهم في كتابة نصوصِهم.

 

فهل سنضحي بالضَّالة؟!

أجل، تركُ العمل على إيجاد حلٍّ لهذه المخطوطات القابعة في صناديق المكتبات هو تضحيةٌ بها، وبما جاء فيها؛ إذ كيف لنا أن نترك قدرًا كبيرًا من تراثنا مهجورًا، لا نطالعه ولا نقرؤه، ولا ندرسه وكأنَّ شيئًا لم يكن، وكأن ما كان لم يكن شيئًا؟!

وكيف لنا أن نرضى بحكمِ مفهرِسٍ مهما أُوتي من علم لن يكون حالُه كحال القارئ المتخصص في علم من العلوم، درسه هَبَّةً من الدَّهر، أو القارئ الذي انقطع عمره في دراسة علم ما، حتى صار فيه شيخًا وإمامًا يشهد له الحاضر والبادي بعلمِه وإتقانه؟!

تُرى هل ستتغيَّر الأحكامُ وتتعارض إذا ما جئنا بالمتخصصين في العلوم؛ لينظروا في تلك المخطوطات التي قضى عليها مُفهرس المكتبة بالوقوع في الموتة الصُّغرى (الجهالة) أم لا؟

 

الجواب بلا شك: نعم! أجزم لك بذلك، والأحكام السابقة ستُنسخ بأحكام أخرى، إما برفع الجهالة عن المجهول، وإما بتقريب نسبته للناس.

 

نعم، هناك قدرٌ من هذه المخطوطات سيبقى مجهولًا كما هو في أغلب الظنِّ؛ وذلك لخلوِّه من أي مؤشِّر يُعيننا على معرفة مؤلفه، أو معرفة عصره الذي كُتب فيه، أو لفقر مادته، أو لصغر حجمه الشَّديد.

 

ولكن الذي لا شك فيه أن فرزَ هذه المخطوطات ودراستها وإعادة النظر فيها وفي أحكام مفهرسيها، أنه سيُخرج لنا قدرًا كبيرًا منسوبًا إلى من ألَّفه.

وإني لا أرتابُ في وجود قدرٍ كبيرٍ من المخطوطات المفقودة هو ثاوٍ بين تلك المخطوطات المجهولة التي لا يحتفي الناسُ بها، ولا يخِفُّون لها.

ولا أشكُّ في وجود نُسَخٍ ثانية - وقد تكون ثالثة - لمخطوطات كان يظنُّ المحققون أنْ لا ثانيَ لها.

ولا يُساوِرُ خَلَدي ظنٌّ في وجود قِطَع متممة لكتب نشرها المحقِّقون ناقصة معتقدين بأنها كاملة، أو ظانِّين بأنْ لا متمم لها، وتَمامها في هذه المخطوطات المجهولة.

 

فمن لنَشْد الضَّالة؟!

نعم، الطريق غيرُ معبَّدٍ فلا يوجد لدينا حتى الآن إحصائيةٌ دقيقةٌ تخبرنا بعددِ هذه المخطوطات في المؤسسات الحُكومية والمكتبات العامَّة والخاصة.

ولا يوجد لدينا الآن دراسة جادَّة تعالج تلك الظَّاهرة التي انتشرت وذاعت.

ولست واجدًا الحينَ فهرسًا قد أعدَّ خِصِّيصَى في المؤسسات والمكتبات لجمع هذه المخطوطات في جِلْدٍ واحد؛ لوصفها وصفًا دقيقًا يخبِر القارئَ المتخصص بأدقِّ تفاصيلِها ومحتواها.

من أجل ذلك كان لا بد لنا من الوقوف على إيجاد حلٍّ يوصل بضالَّتنا إلى أصحابها، لا أن نتركها كما هي ونمضي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة