• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

عرض لرسالة في اختلاسات القراء

عرض لرسالة في اختلاسات القراء
وليد سميح عبدالعال


تاريخ الإضافة: 4/5/2017 ميلادي - 8/8/1438 هجري

الزيارات: 14585

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض لرسالة في اختلاسات القراء


فيما يربو على السبعين صفحة يطالعنا فضيلة الشيخ حمدي بن السيد سعد حفظه الله بهذه الرسالة اللطيفة الجامعة على صغرها، التي هي بعنوان:

(كشف الخفاء عن الاختلاسات التي يقع فيها بعض القراء).

صادرة عن مكتبة أولاد الشيخ بالقاهرة، الطبعة الأولى عام 1431هـ، 2010م.

 

والشيخ الجليل ممن درَّس القرآن والتجويد بالمسجد النبوي الشريف، وأُجيز في التجويد والقراءات من كبار مشايخ القراء المعاصرين؛ من أمثال الشيخ عبد العزيز القارئ، والشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش، والشيخ محمد أحمد معبد، والشيخ أيمن أحمد سعيد حفظهم الله جميعًا.

وقد صدر الكتاب بتقريظ للشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش وهو مدير إدارة النص القرآني بمجمع الملك فهد.

 

بيَّن الشيخ في المقدمة الباعث الذي جعله يكتب في هذا الموضوع، وذلك أن هذا من تحقيق أمر الله تعالى بترتيل القرآن ومن حق تلاوته كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.. ﴾ [البقرة: 121].

 

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" [رواه البخاري ومسلم عن عائشة].

 

وإتقان القراءة لا يأتي صحيحًا تامًّا إلا بمشافهة القراء المتقنين، لذلك اهتم الشيخُ بعمل تسجيل صوتي على أسطوانة كمبيوتر لهذه الاختلاسات وبيان طريقة النطق الصحيحة لتمام نفع القارئ وليطبق الأمر تطبيقًا عمليًّا.

 

وقد يتساءل البعض ممن تَطرُق أذنَه كلمةُ (الاختلاس): ما معنى هذا الاصطلاح، وما علاقته بتجويد القرآن؟

أولاً: يبين الشيخ أن كثيرًا من قراء اليوم يقعون في مثل هذا اللحن، وقد يصل بهم إلى تغيير المعنى في مواطن، وقد لا يصل لذلك، وإن كان يخل بالتجويد ورونق القراءة، لذلك يعرف الشيخ اللحن أولاً لغة واصطلاحًا فيقول:

اللحن لغةً: يقال لحن فلان في كلامه أي أخطأ الإعراب وخالف وجه الصواب، فهو لاحن ولَحَّان.

ونقل الشيخ عن المعاجم معانيَ أخرى ولكن يعنينا منها أن المقصود باللحن هنا الخطأ.

 

وأما اللحن اصطلاحًا، أي بحسب مصطلحات التجويد: فهو الميل عن الصواب في القراءة والعدول عن الكيفية الصحيحة المتلقاة من أفواه الشيوخ المتقنين المسندين بالسند المتصل إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.

 

ويبين الشيخ اهتمام أهل العلم بالتجويد بتعليم القارئ المبتدئ وجه اللحن حتى لا يقع فيه ويستشهد بالخاقاني حيث يقول في رائيته:

فأولُ علم الذكر إتقانُ حفظه
ومعرفةٌ في اللحن فيه إذا يَجري
فكن عارفًا باللحن كيما تُزِيلَه
وما للذي لا يعرفُ اللحنَ مِن عُذرِ

 

ثم يذكر الشيخ أقسام اللحن؛ فمنه الجلي الذي يخل ببناء الكلمة سواءٌ أخَلَّ بالمعنى أم لا، وذلك كتبديل حرف بحرف، أو حركة بحركة أخرى، أو حركة بسكون، أو سكون بحركة.. كمن يضم تاء (أنعمتَ) في قوله تعالي: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾، وكمن يسكِّن فاء (كُفُوًا) في قوله تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾.

وأما اللحن الخفي: فمنه ما هو خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بالعرف ولا يخل بالمعنى، وهو نوعان:

الأول: مثل ترك الإدغام والإقلاب والإخفاء.

الثاني: لا يعرفه إلا الحذاق من أهل الفن كتكرير الراءات، وتطنين النونات، وتغليظ اللامات في غير محلها، وزيادة الغنة أو نقصها عن حركتين، وعدم المساواة بين المدود..

 

ونعود مرة أخرى مع الشيخ الفاضل ليجيبنا عن السؤال الذي ما زال معلقًا:

ما معنى الاختلاس؟

في اللغة: خَلَسَ الشيءَ خَلْسًا: استلبه في نهزةٍ، ويقال: خالس فلانًا: انتهز منه فرصة فأعجله.

 

وأما معنى الاختلاس في الاصطلاح:

فهو الأخذ من الحركة (الفتحة أو الضمة أو الكسرة) مما يحدث نشازًا في صوت الحرف فيؤدي إلى اختلال في نطقها قد يؤدي إلى تغيير المعنى والمبنى، وإن لم يتغير المبنى فإنه يخل برونق القراءة وبهائها.

 

يقسم الشيخ بعد ذلك الاختلاسات إلى قسمين: قسم يتغير به المعنى، وقسم لا يتغير به، ويسرد أمثلة كثيرة طوفت في جل كلمات القرآن كما يقول الشيخ أبو رواش في تقريظه للكتاب.

 

وقد استخدم الشيخ الفاضل طريقة الجداول في كتابه، وهذا مما ييسر البحث والاستيعاب ويقرب المادة فجزاه الله خيرًا.

 

وهاك أمثلةً من القسم الذي يتغير به المعنى:

(فَقَسَتْ) من سورة الحديد الآية (16) من قوله تعالي: ﴿ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.

الخطأ:

1- دمج حرف الفاء في الفعل (قست) وجعله من بنية الكلمة.

2- اختلاس حركة الفتحة في القاف.

 

الصواب:

1- فصل حرف الفاء عن الفعل (قست) في النطق.

2- تحقيق النطق بالفتحة في حرف الفاء.

 

المعنى بعد النطق خطأ (نقلاً عن مختار الصحاح):

فَقَسَ فُقُوسًا أي مات فجأة، والطائر وثب، وفلانًا عن الأمر فقسًا: رده أقبح الرد، والطائر بيضته كسرها ليخرج الفرخ، وفقس الطائر بيضته أفسدها.

 

ومثل ذلك (فَتَرَى) في مواضعها وبالاختلاس تغير المعنى فتصير (فتر) من الفتور والتعب واللين.

ومثل قوله (فسقى) وبالاختلاس تصير من فسق فسوقًا وليست من السقي، (وسعى) وبالاختلاس تصير من السعة وليس من السعي، و(ومضى) تصير من الومض وليس من المضي، و(فقعوا) تصير من فقع فقوعًا اللون، و(فنسوا) تصير من فنس فنسًا أي نمَّ..

وأورد الشيخ في هذا القسم تسعة عشر موضعًا يقع فيها الاختلاس مغيرًا المعنى.

 

وأما القسم الثاني من الاختلاس الذي لا يتغير به المعنى فأورد فيه الشيخ مائة وستة وثلاثين موضعًا.

من هذه المواضع:

(ورَءَا) حيث وردت كما في قوله تعالى: ﴿ وَرَءَا الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ﴾

(وَكُلُوا) حيث وردت.

(وَلَنَا) حيث وردت.

(فَهُمْ) حيث وردت.

(وَزِنُوا) حيث وردت.

(نَعِدُهُمْ) حيث وردت.

إلى آخر ما أورده الشيخ حفظه الله.

 

ولنا وقفة في آخر المقال:

مع تعريف الشيخ للاختلاس حيث قال: (هو الأخذ من الحركة... إلخ) فيشكل على ذلك أن هذا ليس أخذًا بالمعنى المفهوم، ولكنه اختلاف في موطن الضغط عند النطق بالكلمة أو العبارة، فيتكئ القارئ على موضع من الكلمة لا ينبغي له الاتكاء عليه فيحدث ذلك الخلل أو (النشاز) الذي تنكره الأذن فيبدو وكأنه اختلس النطق الصحيح.

 

وقد ألقيتُ هذا الاستشكالَ على الشيخ فلم يعترض على الفكرة، وأخبرني بأن هذا التعريف قد تلقاه من المشايخ، وأنه طامح لعمل دراسة أوسع وأعمق وأكثر توثيقًا.

 

ومع مناقشة الشيخ كذلك بين أن هذا الخطأ ليس بالأمر الفاحش وأنه يُحتمل إلا في المواطن التي يتغير بها المعنى، وأنه يختلف من مكان لمكان باختلاف اللهجات وطريقة النطق.

 

وحدثني كذلك أنه قد سأل مشايخه -ومنهم من عددنا في صدر المقال– عن النوع الثاني من أنواع الاختلاس وهو الذي لا يتغير به المعنى ما حكمه؟ فعده بعضهم من اللحن الجلي على حين اعتبره بعضهم من خفي اللحن.

 

وما أحسن ما قال الشيخ إبراهيم السمنُّودي رحمه الله (نقلاً من كتاب غاية المريد للشيخ عطية قابل نصر):

اللحنُ قسمان جليٌّ وخَفِي
كلٌّ حرامٌ معْ خلاف في الخفي
أما الجليُّ فهْو مبنًى غَيَّرا
ثم الخفيُّ ما على الوصفِ طَرا
وواجبٌ شرعًا تجنبُ الجلي
وواجبٌ صناعةً تركُ الخفي

 

وأخيرًا فالكتابُ على صغر حجمه فائدتُه كبيرة جليلة القدر، وليس الأمرُ بكثرة الورق.

وأحسب أن الشيخ قد بذل جهدًا كبيرًا في استخراج هذه الأخطاء وبيان معانيها، ونسأل الله أن يجعله في ميزانه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة