• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

قراءة في كتاب "الجامع لإعراب جمل القرآن" للأستاذ الدكتور أيمن عبدالرزاق الشوا

قراءة في كتاب "الجامع لإعراب جمل القرآن" للأستاذ الدكتور أيمن عبدالرزاق الشوا
د. خليل خلف سويحل


تاريخ الإضافة: 13/4/2017 ميلادي - 17/7/1438 هجري

الزيارات: 11130

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة في كتاب "الجامع لإعراب جمل القرآن"

للأستاذ الدكتور أيمن عبدالرزاق الشوا


 

تزخر المكتبة النَّحْوية بمراجعَ عديدة، وكتبٍ كثيرة، في موضوعات نَحْوية شتى، وربما يقع طالب العلم في حيرة من أمره أمام هذا الكم الكبير من المؤلفات العلمية، إلا أن الحقيقة أن هذه المؤلفات لم تكن على سوية علمية واحدة؛ فقد تُركِّز بعض المؤلفات على قضايا هامشية لا طائل للبحث فيها، ولا جدوى دَرْسية منها، وقد تقع على مؤلَّف يُغني عن مكتبة بأكملها؛ لِما فيه من جمع لمعلومات متناثرة، وتصنيف لموضوعات قيِّمة، ومزج لأفكار متباعدة.

 

وتحتل المراجع النَّحْوية مكانةً مرموقة في العلوم العربية، فالنحو للِّسان كالطبِّ للأبدان، والملح في الطعام، ومن تلك الكتب القيمة كتابُ "الجامع لإعراب جُمَل القرآن"؛ للأستاذ الدكتور أيمن عبدالرزاق الشوا، وقد كان يمنًا وخيرًا وبركةً في عمله المتميز، فكتابُه يعدُّ أول كتاب متخصص في إعراب جمل القرآن الكريم، فهو بنظرته الفاحصة، ودقة ملاحظته، وعمق ثقافته، وفهمه المتنَ القديم - استطاع أن يركز جهده على لغة القرآن من زاوية إعراب الجمل فيه، فكثير من الدارسين يقصر اهتمامه على إعراب مفردات القرآن وحسب.

 

استطاع الأستاذ الدكتور أيمن عبدالرزاق الشوا أن يغوص في بطون كتب التراث النَّحْوي، ويَلِج في كتب أعاريب القرآن الكريم؛ ليجمع شتات الآراء النَّحْوية، والفوائد البلاغية، فكان جامعًا في كتابه غرر الفوائد، ودرر الفرائد؛ كالنحلة النشيطة التي تتنقل بين الزهور والورود؛ لتعطينا العسل المصفَّى.

 

ويكفي لهذا الكتاب فخرًا أنه جاء لخدمة لغة القرآن انطلاقًا من إعراب جمله، وقد أثنت على الكتابِ شخصياتٌ علمية لا يشق لها غبار؛ كالشيخ كريم راجح شيخ قرَّاء الشام، الذي أدرج الكتاب ضمن الكتب المخبآت التي قد تغني الباحثَ عن قراءة الكتب التي نقل عنها بعض الإغناء[1]، وهي شهادة علمية إضافية للكتاب، ولو أن قيمته العلمية كامنة فيه.

 

وكان لكتاب "الجامع لإعراب جمل القرآن" مقدِّمةٌ ثرية غنية، امتاز فيها المؤلف بسَعَة الاطلاع، ودقة الانتقاء، وحصافة الرأي، وسلاسة الأسلوب؛ لكونها انطوت على خلاصات نَحْوية علمية، قد لا يتمكن الباحث من العثور عليها في كتب التراث إلا بشِقِّ الأنفُس، مبينًا أهمية دراسة الجمل في القرآن الكريم، فالحديث "عن جمل القرآن الكريم حديث عن أبرز وجوه إعجازه، ألا وهو جودة النظم وحسن السياق، والمراد أن نظمه وتأليفه هو الوجه الذي تميَّز به من سائر الكلام"[2].

 

وأظهر قيمةَ النص القرآني في الاستنباط اللُّغوي قائلًا: "إن النص القرآني أدق وأوضح، وعلينا أن نقدمه ونجعله محور البحث، منه نتخذ الأحكام النَّحْوية"[3]؛ فهو من دعاة المنهج اللُّغوي المستمد من النصوص القرآنية في إبراز القاعدة النَّحْوية، والاستغناء عن كثير من التفريعات الكثيرة، والتقديرات البعيدة.

 

وأشار المؤلف إلى ارتباط جمل القرآن وتناسقها، موضحًا أن الجملة في التراث النَّحْوي لم تَنَلْ حظَّها الأكمل في دراسة قدماء النحاة، متتبعًا البوادر الأولى في الحديث عن إعراب الجملة وأنواعها وأغراضها.

 

ومن فوائد الكتاب أنه مازج بين الدلالتين النَّحْوية والبلاغية من زاوية إعراب الجمل القرآنية، فلم يقتصر على بيان نوعها فحسب، بل يبيِّن وظيفتها البلاغية في كثير من المواضع، وهذا الجمع لا يتيسر للباحث إلا بعد جهد مضنٍ؛ ومن ذلك:

"قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ﴾ [الأنعام: 27]:

﴿ وَلَوْ تَرَى ﴾: شرطية، جوابها محذوف لفهم المعنى.

التقدير: لرأيت شيئًا عظيمًا، وهولًا مُفظعًا، وحذفُ الجواب كثيرٌ في التنزيل وفي النظم؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ﴾ [الرعد: 31]، وقول الآخر:

وجدِّكَ لو شيءٌ أتانا رسولُه *** سواك ولكنْ لم نجد لك مَدْفَعَا

وقوله:

كذَب العواذلُ لو رأين مُناخَنا *** بحزيزِ رامةَ والمَطيُّ سوامي


وحذف الجواب أبلَغُ؛ قالوا: لأن السامع تذهب نفسه كل مذهب، فلو حُرج له بالجواب وطَّن نفسه عليه، فلم يخش منه كثيرًا؛ ولذلك قال كُثَيِّر عزة:

فقلتُ لها يا عَزُّ كلُّ مصيبة *** إذا وُطِّنت يومًا لها النفسُ ذلَّتِ".

وعلى هذا المنوال يسير الكتاب في إظهار غوامض اللغة وجماليات التعبير، فاستحق بكل جدارة أن يكون إضافةً متميزة للمكتبة النَّحْوية.



[1] الجامع لإعراب جمل القرآن، ص10.

[2] الجامع لإعراب جمل القرآن، ص19.

[3] الجامع لإعراب جمل القرآن، ص22.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة