• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

كان الكتاب صديقه الحميم

كان الكتاب صديقه الحميم
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 9/1/2017 ميلادي - 11/4/1438 هجري

الزيارات: 3353

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان الكتاب صديقه الحميم

 

أَحبَّ العلم وجَعله تاجًا على رأسه، عشقَه عشقًا شديدًا، لدرجة أن الكتاب يرافقه إلى كل مكان يذهب إليه، تعودَتْ أنامله المتورمة على تصفُّح وُرَيقاته، يعبُّ منه عبًّا كلما سنحت له الفرصة، غُرست فيه هذه الخَصلة الشريفة منذ نعومة أظفاره، فلما كبِر وأصبح رجلًا يواجه الشدائد، تجذَّرت فيه، فأصبحَتْ جزءًا لا يتجزأ من فطرته النقية.


يعمل في أحد المصانع، ورغم أن العمل الذي يقوم به يأخذ جلَّ وقته، ولا يتطلب منه إلا جهدًا بدنيًّا، فإنه في أوقات راحته يستَرِقُ اللحظاتِ ليقرأ في كتابه، هوسه بكتابه لا يمكن وصفه! إذا لم يملأ عقلَه ببعض المعلومات أحسَّ بالدُّوَار، وتثاقل جسده، دقائق معدودة في القراءة كفيلةٌ بأن تنشِّط له خلايا دماغه، زملاؤه يثرثرون ويتناولون الحكايات اليومية نفسها، لا يشعرون بالملل أبدًا! أما هو فلا يحبِّذ هذا الديدن، يفضِّل أن يختليَ بنفسه ويطالع، تتغشاه في أوقاته تلك السكينةُ وقلبه ينشرح كلما قرأ جملة، تبصر بحياته وما يجب عليه أن يصلح مِن مثالبها، ينشد العُلا ويبتغي أن يصل إليه، وهو يقرأ ويتثقف، ويوعِّي قريحتَه التي هي فيه كإنسان.


منذ أن كان صغيرًا وهو على هذه الحال، والداه هما مَن غرَسا فيه حب الكتاب، فكان أبوه يشتري له قصةً قصيرة، كلما أنهاها اشترى له أخرى، أما والدته فقد كانت تحرص على أن يطالعَ ثم يلخِّص ما طالع من قصته، هكذا تضمَنُ بأنه فهم ما كان يقرأ، كان صغيرًا لا يفقَهُ مغزى ذلك، وعندما كبِر تَلمَّس قيمة هذه الحقيقة، يرافقه كتابه حتى وهو يستقل المواصلات، كل أنظار الناس مشدودة إليه، فلم يتعوَّدوا على هذا المشهد! يحمل كتابًا يقرؤه، أما هم فمنهم الصامت، ومنهم مَن يحمل جريدة، ومنهم من يتناول فضول الحديث، اختار أن يكون فردًا مغايرًا، له أسلوبُه المتميز في الحياة.


الكتاب هو صديقُه الحميم، والقراءة هي هوايته القريبة إلى قلبه، وأوقات تناوله لكتابه أسعدُ لحظاته في هذه الحياة، يسافر دون تأشيرة! يقطع البحار، ويتسلَّق الجبال، ويسير في البراري، يلتقي بأجناس الأرض أكملها، يتعرف على خبايا الأمم الأخرى، ثم يُسقط ذلك على نفسه؛ كي يعلمَ مكمن الخلل فيها، يسعى دومًا لأن يجعل مِن القراءة سبيلًا لتحسين واقعه المَعيش، وكان له ذلك فعلًا؛ فلقد كان دومًا هادئ البال، وناضج العقل، وتلمع في عينِه شرارةُ الإصرار والتحدي، بأن يكون فاعلًا وفعَّالًا في المجتمع، وأن ينجز فيه، ويمنح الصورة المشرقة، لإنسان اختار أن يكون نَمُوذجًا يحتذى ويقتدى به، ويشار إليه بالبنان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة