• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

من مرض فكتب

من مرض فكتب
محمود ثروت أبو الفضل


تاريخ الإضافة: 29/12/2016 ميلادي - 30/3/1438 هجري

الزيارات: 4983

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مرض فكتب


قال صلى الله عليه وسلم: ((نِعمتانِ مَغْبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ))؛ وذلك أن أكثر الناس لا يغتنمون أوقاتَهم ولا قوَّتهم فيما ينفعهم، فالإنسان في انشغاله بلقمةِ العيش وهموم الحياة، قد يغفل عن العلم وطلبه، وقد يتقاعسُ عن تمام العبادة، وكذلك في حال المرض قد تسقُطُ عنه بعض التكاليف حتى يصحَّ، أو تفُوته مُدارسةُ العلم، والصحةُ والفراغ لا يغتنمهما المرء ولا يعرف قدرَهما إلا بعد زوالهما.

 

غير أنه في تاريخنا الإسلامي القديم والمعاصر نماذج فريدة في استغلال أوقات الفراغ حال فترات المرض، في الازدياد من طلب العلم أو القراءة أو التأليف!


قال ابن مخلد: كان أبو بكر أحمد بن منصور البغدادي الرمادي المُحدِّث إذا مرض يستشفي بأن يسمعوا عليه الحديث؛ [سير أعلام النبلاء، ط الرسالة (12/ 390)].

 

ومما جاء في كتاب الفنون لعلي بن عقيل البغدادي: "الأمراض موسم العقلاء"؛ [الفنون: 1/413].

• ذلك أن العاقل قد يستغلُّ هذا الوقت في الانشغال فيما يفيده في دينه أو دنياه.

 

وجاء في تاريخ ابن أبي خيثمة عن صبيح بن عبدالله الفرغاني قال: قرأ علينا أبو إسحاق الفزاري "كتاب السِّير" بعد مرضٍ مرِضَه، فقيل لَهُ فِي ذلك، فقال: سأحدِّثكم به، وكتب إلى الآفاق واجتمع الناس، فقرأه علينا؛ [التاريخ الكبير - السِّفر الثالث (3/ 254)].

 

قال الجاحظ: سمعتُ الحسن اللؤلؤي، يقول: غبرتُ أربعين عامًا ما قِلْتُ ولا بِتُّ ولا اتَّكأتُ إلا والكتابُ موضوعٌ على صدري.

 

وذكر الإمام بدر الدين العيني أنه عكف على شرح "كنز الدقائق" للإمام أبي البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النَّسفي، في الفقه الحنفي، وذلك لغمٍّ أصابه؛ فاعتزل الحياة العامَّة، وتفرغ لشرح الكتاب وتبسيطه واختصاره للتدريس، وسماه "رمز الحقائق شرح كنز الدقائق"؛ حيث بيَّن في مقدِّمة الشرح سبب وضعه الكتاب بقوله: "أردتُ أن أزيل هذه الكدرات، بإشغال البال في شرح كتاب من المصنفات، فاخترت لذلك كتاب كنز الدقائق...".

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (وحدَّثني شيخنا - ابن تيمية - قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمِك، أليستِ النفس إذا فرِحَت وسُرَّت قويت الطبيعة، فدفعَت المرض؟ فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تُسَرُّ بالعلم، فتقوَى به الطبيعة، فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا)؛ [روضة المحبين: ص72].

 

وذكر محمد ابن الشيخ "عبدالرحمن بن ناصر السعدي" في كتابه (مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي) أن الداعي لتأليف والده رسالته الشهيرة "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" أنه كان مريضًا واحتجز في أحد مشافي لبنان، وطلب الأطبَّاء من الشيخ السعدي عدم القراءة أو الكتابة؛ لأن ذلك يتطلَّبُ إشغالَ الفكر وبذل الجهد، وهذا يُؤثِّرُ على صحته، فاضطر الشيخ السعدي تحت ضغط إلحاح الأطباء أن يكتفي بقراءة كتاب خفيف شهير بعنوان "دع القلق وابدأ الحياة"؛ للمؤلف الأمريكي "ديل كارنيجي"، كان قد أهداه له ابنه للترويح عنه في المشفى، فأُعجب الشيخ بالكتاب، وأيقن أنه لا يوجد في فنِّه من الكتب بالعربية، وأراد أن ينهج شيئًا على منواله، وذلك من منظور شرعي، فبادر لإرسال صديقه إلى سوق عالية، وقال له: "اشترِ أوراقًا وأقلامًا"، وكتب تلك الرسالة "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" ساعتها، وهي تَهدفُ إلى تحقيق السعادة للإنسان بالطرق الشرعية، وعلاج الاكتئاب والأمراض النفسية المختلفة؛ [مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، إعداد محمد بن ناصر السعدي ومساعد بن عبدالله السعدي (ص: 129)].

 

وذكر الزِّركلي في موسوعته "الأعلام" أن الأديب والشاعر العراقي محمد بن مصطفى الغلامي أصابه المرض وأقعد، فلزِم بيته مشتغلًا بالتصنيف، ومِن جملة مصنفاته التي وضعها: (شماسة العنبر والزهر المعنبر)، في تراجم معاصريه من شعراء الموصل وبغداد، وديوان شعر (العقد الثمين في مدائح الأمين)، و(نحور الحسان)، وهو نظم شرح مختصر التلخيص للإمام السيوطي، و(خلاصة المعارف وإشارة العارف)؛ [الأعلام: (7/ 100)].

 

وذكر د. "مصطفى محمود" - الأديب والمفكر الشهير - في حوار تليفزيوني أنه أصيب بالمرض في صدره في صباه، واعتكف في منزله ثلاث سنوات، عكف خلالها على قراءة جميع روائع الأدب العالَمي، وهو ما أعطاه ذائقة أدبية كوَّنت قلمه فيما بعد.

 

وذكر العلامة الألباني - في شريط صوتي - قصةً شائقة أثناء عمله بالمكتبة الظاهرية؛ حيث أصيب بمرض في عينِه يطلق عليه "الذبابة الطائرة"، ووصاه الأطباء بعدم إجهاد عينه في القراءة أو الكتابة، فاضطر الشيخ للتسليم بكلام الطبيب؛ ونقل مهمة نسخ كتب المكتبة لبعض النسَّاخين لمرض عينه، ولكنه ما لبِث أن نسي نصيحة الطبيب عندما أخبره الناسخ بوجود ورقة ناقصة في أحد مخطوطات كتاب "ذم الملاهي" لابن أبي الدنيا، لم يجدْها، فشمر الشيخ الألباني عن ساعديه، وقام بالبحث في جميع كتب حديث المكتبة الظاهرية ومخطوطاتها؛ أملًا في العثور على الورقة الضائعة، وكان كلما وجد حديثًا أثناء بحثه خطَّه في أوراقه الخاصة، حتى جمع أربعين ألف حديثٍ في نهاية البحث في أوراقه، كانت بداية باب مشاريعه العلمية الكبرى في علم الحديث.

 

وذكر الأديب "يحيى حقي" في كتابه "كناسة الدكان" تجرِبةً له مع مرض الحمى، في مقالة ظريفة بعنوان: "من ْ37.5 إلى 40ْ"؛ حيث وضع فيها نصائح للكتب المناسبة للقراءة فترة المرض، حسب ارتفاع درجة حرارة المريض بالحمى، قال في مطلعها: "إذا ضمنت مثلي هوس القراءة ودلع المرض، وسألتني: ماذا أقرأ وأنا مريض؟ أجبتك من واقع تجربتي هكذا:..."؛ [كناسة الدكان، صـ165-174].

 

وقال الشاعر العراقي عبدالقادر العبادي:

كتابي لا أَرُومُ سوى كتابي
فكم خفَّفتُ فيه همومَ ما بي
أجيلُ الطرفَ فيه فيجتلي لي
مخائل حكمةٍ في كل بابِ
إذا غَمَزتْ قناةُ الدهرِ قلبي
أُداوي في مباحِثِهِ مُصابي




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة