• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / عالم الكتب


علامة باركود

ظل النديم

ظل النديم
أ. منى مصطفى


تاريخ الإضافة: 13/10/2016 ميلادي - 12/1/1438 هجري

الزيارات: 20830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ظل النديم

 

لا أعلَم أحدًا في عصرنا الحديث اجتمعت عليه الأمةُ مثلما اجتمعت على العلَّامة محمود شاكر رحمه الله، حتى خصومه وناقدوه يشهَدون له بالعلم، والجِدِّ، مع رقة القلب، والقوة في الحق، والصَّلابة في الدِّين، ولا نزكِّيه على الله.

 

فعندما تم تداولُ كتاب ظل النديم للأديب الرائع "وجدان العلي"، ظنَّ محبُّو الشيخ شاكر رحمه الله أنهم سيجدون شاكرًا المحقِّقَ العالم اللغوي التراثي بين دفتي الكتاب، فإذا بهم يجدون شاكرًا الإنسان، الإنسان فقط، الذي تمثَّلت فيه المعاني الإنسانيةُ الفِطرية في أبهى صُوَرها، وجدوه باكيًا، متواضعًا، رفيقًا، رقيقًا، وكأنه ليس ذلك الناقدَ الصادحَ بأباطيل وأسمار زمننا، وكأنه ليس ذلك المتتبعَ للمستشرقين ببقيةٍ مِن سيف أجداده، وكأنه ليس ذلك العربيَّ الذي شكَّلت الباديةُ العربية طباعه وانتماءه؛ حيث سبَر غَوْرها، وتلبَّسَتْه معانيها وغلظةُ طبعِها أحيانًا، باعتزاله فيها، عن طريق عكوفِه على الشِّعر العربي سنوات عدة.

 

ولكن قارئ ظل النديم يجدُ ذلك الرجلَ الشفيق الرقيق بين دفتَيْ هذا الكتاب؛ فشكَر الله للأستاذ وجدان العلي هذه الإضاءة على جوانب، ربما يُغفِلها مَن عرَف الشيخ من خلال كتاباته فقط، مثل غالب الجيل!

 

وكأن المؤلِّفَ أراد أن يوصِّل رسالة، مُفادها: أن الإنسانَ لن تكونَ له هذه الثمارُ والظلال إلا إن كان في المبدأ إنسانًا بكلِّ ما جعل الله لهذا المخلوق مِن فضائلَ وقيَم وموجِبات تكريمٍ.

 

أنا مِن أشدِّ المعجَبين بكتابات الأديب وجدان العلي، وبرامجه وحلقاته التليفزيونية؛ حيث إن حديثَه يستجلب في نفسي سكينةَ السلَف، كما يتصورهم خيالي، رضوان الله عليهم.
وقد تصفَّحْتُ كتابه ظل النديم، وكوَّنت فكرة عنه، لا أقول: شاملة أو كافية، ولكن يستأنس بها لمَن أراد قراءة الكتاب.

 

ظل النديم:

عنوان جاذب، يمَسُّ الشُّعور، وهو دالٌّ - بحق - على طبيعةِ الكتاب، فكما فكرتُ يومًا أن أكتب كتابًا أُسمِّيه: التاريخ بمشاعري، أصف فيه فترة الثورة، وما قبلها، حيث كانت فكرةُ الكتاب مؤثرة، وتُثير مشاعري بمجرد ترتيب أفكارها ... وغالبًا لن تعتمدَ على البحث العلمي، والتحليل السياسي، بل سأعرِضها كما شعرتُ بها، وربما يوافق هذا رأيَ المحلِّلين أو لا يوافق، وغالبًا لن يوافِق!

فإن ظلَّ النديم هكذا، كُتِب بقلم محِبٍّ عن محبوب ...

 

سرَد المؤلفُ مناقبَ الشيخ، ومصادرَ معرفتِه وثقافته، وعرَض مواقفَ فعلًا لا يدركها إلا مَن لازَم وعايَش الشيخ؛ فظِلُّ النديم كنزٌ رائع لمَن أراد أن يبدأ معرفةَ الشيخ شاكر رحمه الله.

 

وكم تمنَّيتُ لو أنني قرأتُه قبل أن أعرف الشيخ؛ فكان الأمرُ سيختلف - على الأقل - في طريقةِ التلقي نفسها؛ فكونُك تتعلم مِن كتب شخص تعرَّفتَ على ملامح شخصيته الخاصة أيسرُ لك في فهم كثيرٍ مِن رُؤَاه.

فالكتاب ليس بحثًا علميًّا، ولا منهجًا بحثيًّا، لكنه حقًّا ظلُّ النديم.

مَن أراد البَدْءَ في تراث الشيخ، فليبدَأْ به...

 

مِن أجمل ما أثَّر فيَّ مِن مواقفَ عن الشيخ: موقفُه في الحج وانتحابُه؛ خشيةً لله، بمجردِ أن لبِس ملابس الإحرام؛ أيُّ حضورِ قلبٍ هذا؟!

 

وكذلك تعظيمُه للبيت الحرام، حتى إنه كان زائرًا للطناحي في مكة، فينام على الأرضِ؛ تبجيلًا لحرمة البيت، وأن يأتيَ فيه بظُلم أو كِبْر أو ما شابه!

 

ثم أدهَشني ألا يُقلقَ غفوةَ قِطٍّ مريضٍ نام في فراشه، فينام هو على الأرض؛ كيلا يُقلقَه، ربما لا أتعجَّب هذا الفعلُ مِن نفسي أو من نفسك.

 

أما أن يكون هذا مِن (عُقَاب العربية)، فهو سلوك جليل؛ فقد كان في عينِ معاصريه ذلك الجبلَ الأشمَّ الذي لا يُردُّ، ويرتجفُ عند لقائه زملاؤُه! مثل يحيى حقي مثلًا عند إجازة الشيخ له.

ولا أرى هذا إلا كما وصفَه (أ / وجدان العلي) نفسه: (خشية مِن الله).

 

فإن كان الشيخُ - رحمه الله - في موقفِ قوة، فنراه في قمةِ الانفعال؛ لأن الأمرَ لله، وإن كان ضعيفًا، كان في قمة الضَّعفِ؛ لأن الأمرَ كذلك متعلقٌ بالله.

 

أيضًا ذكَر أن مَن مارَس حياةَ أبي فهر عن كثَبٍ، فإنه يُقرُّ أن له نفسَ طفلٍ وشاعرٍ، بكل ما تحمله الكلمةُ مِن براءة، وانفعال، ومرَحٍ.

 

وقد تجلَّى ذلك أيضًا في حُزنه على أستاذه وشيخه الرافعي، ومعروفةٌ نصوصُ أبي فهر في رثاء الرافعي، وقد أورَد منها الأستاذ وجدان العلي ما يُبكي العين، ويُحزن القلب، ويجسِّد وفاءَ هذا الرجل: (في حين أن المتوقَّعَ بمقياس زمننا هو الحسَد، والفُرقة، والكراهيَة بين أصحاب المجال الواحد!)، ثم أخَذ عدةَ صفحات تحدَّث فيها عن بيت الشيخ أبي فهر مِن الداخل، وعلاقته بزوجته، وكثرة روَّاد مَعِينه الدافق بالعلم والكرَم، ومكتبته العامرة، ثم ذكَر حادثةَ سَجنه، وأنها كانت بسببِ بيتٍ مِن الشِّعر قاله في خَلوة مع صديق، فانتشر على ألسنة النساء، وكأنه كان يحمِل رأيًا سياسيًّا مِن قريب أو بعيد.

 

ذكَر كذلك شيئًا مِن شمائله؛ حيث إنه كان يعطِّل بعضَ مبادئه لو تعارضَتْ مع شفقتِه على ملهوف أو محتاج؛ كموافقتِه على إجراء حوار مع صحفي أظهَر الاستغاثةَ به، ثم إعارته لأحد كتبه النادرة لمدة يومين لأحدٍ استغاث به كذلك، وهذا ينافي مبدَأَه مع كتبه.

 

ذكَر بعد ذلك حوالي تسع رسائل كُتبت إلى شاكر مِن طلَّابه وأساتذته، أجَّلْتُ قراءتَها لأقرأَها منفردة؛ حيث أتوقَّع أنها ستكون أقوى ما جاء في الكتاب عن شيخ العربية؛ إذ إنها كُتبت مِن أقلام مَن عاصَره وعايَشه واختلَط به.

 

ومما ورد في إحدى هذه الرسائل:

ذكَر بعد ذلك قولَ العقادِ لأحد طلابه الذين تعيَّنوا في قسم الفلسفة: (إذا أردتَ أن تكونَ فيلسوفًا بصِدق، عليك بشِعر العرب، وإن أردتَ شِعر العرب فعليك بمحمود شاكر).

 

بعد هذه الرسائل أورَد الكاتبُ تفريغَ كل حوارات الشيخ مع الإذاعات العربية عمومًا، والصحف واللقاءات الجامعية، (ونسختُها المرفوعة على الشبكة سيئة نوعًا ما).

هذا كله وصَل إلى الصفحة 150.

ثم فرَّغ حواراته مع جميع الإذاعات العربية والمصرية.

 

حيث بدأ الحديثَ عن المتنبي، وأنه لم يجزم بعَلويَّتِه، ولكنه يجزم بقوة علاقته بالعَلويين، وكل هذا مِن خلال تمحيص شِعره، لا نسبه، وكذلك لويس عوض ومشاكل التعليم في مصر.

 

أتصوَّر مَن سمع حوارات الشيخ على الإذاعات عمومًا، فقد اغتنى عن إكمال الكتاب.

فالكتاب كما عنوانه: ظِلٌّ لشاكر، الكتاب يصلُحُ له عنوان: شاكر بمشاعري، كعنواني الموهوم: التاريخ بمشاعر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة