• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / ملفات تراجم خاصة / قالوا عن الشيخ عبدالرحمن الباني رحمه الله


علامة باركود

الشيخ عبدالرحمن الباني العالم المربي الزاهد في الشهرة

د. علي بن محمد الشبيلي


تاريخ الإضافة: 31/7/2011 ميلادي - 1/9/1432 هجري

الزيارات: 10473

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشيخ عبدالرحمن الباني العالم المربِّي

الزاهد في الشهرة[1]

 

كان شيخنا عبدالرحمن الباني موسوعةً في العلم، وهو عالمٌ بحق، بكلِّ ما تعنيه هذه الكلمة، وأنا لم أعرفه إلا من بضع سنين، وقد رأيتُ عنده علمًا جمًّا، فهو بحرٌ لا ساحلَ له، وكلما سألتُه عن شيء وجدت عنده علمًا وتاريخًا وفوائدَ لا ينقطع منها العجب. يحدِّثني عن الكتب وتاريخها ومتى طُبعت وكيف طُبعت، وكان حديثه هذا يستهويني، ولا أكاد أجدُه عند عالم آخر.

 

والشيخ الباني حقيقةً أفسد عليَّ بقيةَ المشايخ، فالذي يعرفُ الشيخَ لا تطيب نفسُه في الأخذ عن شيخ آخرَ؛ لأنه يُغنيك ويملؤك بكلِّ ما تودُّ معرفته في العلم والتربية.. ولا تزالُ كثيرٌ من عباراته محفوظةً في الذهن.

 

إن هؤلاء الكبارَ عندما يرحلون يتركون في الإسلام ثُلمةً لا تُسَدُّ، ومنذ موت الشيخ لا نكاد نركب السيارة أنا وولدي ونمرُّ بجوار بيته ونملك أنفسَنا من شدَّة الحزن والتأثُّر بفقده!

 

وكان الشيخ على كِبَر سنِّه يمشي دومًا على قدميه إلى المسجد، ولا أنسى مجلسَه بعد صلاة الجمعة العامر بالفوائد...

 

ولم يزُرني الشيخ في بيتي أو أزُره إلا جاءني بوردة من حديقة منزله، وقد روى لي إمامُ المسجد الذي يصلِّي فيه قربَ داره عجيبةً من عجائب الشيخ، وهي أنه بعد صلاة الفجر من كلِّ خميس لا بدَّ أن يُهديَ إليه وردةً، نسأل الله له الرحمة والمغفرة.

 

وكان الشيخ كثيرًا ما يُحضر معه كتبًا ليطلعَني عليها، ومرة حدثني عن كتب التراجم وأهميَّتها وتناول منها كتابَ ((الأعلام)) لخير الدين الزِّرِكْلي، وقلت له: هذا الكتاب لم أقتنه. وبعد زمن أُفاجَأ بالشيخ - رحمه الله - وقد جاءني بكيس كبير وضع فيه كتابَ الأعلام مع الذيل عليه الذي صنعه أحمد العلاونة في ثلاثة مجلدات.

 

وكان يُناقشني كثيرًا في ترتيب المكتبة، وأنها يجب أن تُرتَّبَ الترتيبَ الصحيح، فقلت له: إن مكتبتي ليست بالكبيرة، فقال: لذلك لا يصلُح معها ترتيب (ديوي)، واقترحَ عليَّ كتابًا أعتمده في ترتيب المكتبة، أحضره لي من مكتبته هديةً جزاه الله عني خيرًا، وهو كتاب ((التصنيف الببليوغرافي لعلوم الدين الإسلامي)) لعبدالوهَّاب أبو النور، وقد كتب الشيخُ على صفحة غلافه الداخلي بخطِّ يده: اسمه، وتاريخ اقتنائه للكتاب (الرياض 25 ذو القعدة 1396هـ)، ومعلومات عن الكتاب.

 

ويمتاز الشيخ بالشُّموليَّة في العلم والاطِّلاع، ففي مجلس الجمعة مثلاً يقول: سنتحدَّث اليوم عن سورة الحشر، ثم يتكلَّم فلا يذكر شيئًا من تفسير السُّورة؛ إذ ما إن يشرع في الكلام حتى يسيحَ في عالم الفوائد، ولا تخرُج من المجلس إلا وأنت مُشبَع في التفسير والفقه والحديث واللغة والتربية.

 

ومن الأشياء الجميلة التي رأيتُها في الشيخ: ورعُه في لسانه، وقد نُقل عن بعض السلف قوله: ((لم يكونوا يرَونَ العابدَ الذي يصلِّي ويصوم، ولكنَّ العابدَ الذي يكفُّ لسانه عن أعراض المسلمين)). وكان للشيخ من هذه الخَلَّة نصيبٌ وافر كبير، فمجالسُه كلُّها تنتفع بها من أوَّلها إلى آخرها، دون أن يتحدَّثَ عن أحد بسوء، وإذا احتاج أن يتكلَّمَ في مؤلِّف أو كاتب انتقادًا، تكلَّم فيه بكلِّ أدب وذوق وإنصاف.

 

وكان زاهدًا في الدنيا، زاهدًا في الشهرة، وفي مكتبتي كتابٌ عنوانه ((علماء زهدوا في الشهرة)) وكلما تصفَّحتُه قلت في نفسي: يجب أن يُذكرَ في صدر هذا الكتاب الشيخُ عبدالرحمن الباني. وقد طلبَتْ منه قناةُ المجد وغيرها مرارًا أن يخرجَ فيها ولو لنصف ساعة؛ ليقدِّمَ للمشاهدين شيئًا مما آتاه الله من علم وفوائد، ولكنه كان يأبى ويعتذر؛ لأنه لا يرى نفسَه أهلاً لذلك.

 

لقد أتعبَ الشيخ من يأتي بعده، وإذا كان الكبارُ من عارفيه يتحدَّثون عنه بكثير من الحبِّ والتقدير، فما بالك بالصغار، ولا سيَّما الأطفالُ في مسجدي؟ كان إذا صلَّى معي جاء وجيبُه مملوء بالحَلْوَيات يوزِّعها عليهم بعد الصلاة[2].

 

وكان إذا رأى متسوِّلاً في المسجد لا بدَّ أن يعطيَه شيئًا من المال - فهو ذو قلب مُلئ رحمة - ولا يُعطيه ويتركه، ولكنه يأخذُ به جانبًا وينصحه بأن يعملَ ويكفيَ نفسه من كدِّ يده، ويذكر له أن العمل خيرٌ له من تكفُّف الناس.



[1] أصل هذه الكلمة حلقة تلفازية بقناة المجد، أقامها الأخ الإعلاميُّ الأستاذ مروان خالد أبو بكر، في برنامج (تغطية خاصة) عن شيخنا الراحل العلامة المربي عبدالرحمن الباني، مستضيفًا فيها فضيلة الشيخ د. محمد بن لطفي الصبَّاغ، ود. علي بن محمد الشبيلي. وهذا النصُّ نقله الأستاذ أيمن بن أحمد ذوالغنى كما كان في الحلقة، مع تصرُّف يسير اقتضاه نقل الحوار الشفويِّ إلى نص مقروء.

[2] وهذا كان دأبه في مسجده بعد الصلوات، فكثيرًا ما صليتُ معه في أوقات مختلفة، فكان يتحرَّى الأطفالَ ويطوف في أركان المسجد وجنباته يوزِّع عليهم الحلوى؛ تشجيعًا لهم وترغيبًا في المحافظة على الصلاة في بيوت الله، رحمه الله رحمةً واسعة (أيمن).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة