• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / ملفات تراجم خاصة / قالوا عن الشيخ عبدالرحمن الباني رحمه الله


علامة باركود

عبدالرحمن الباني كما عرفته

عبدالرحمن الباني كما عرفته
د. محمد هيثم الخياط


تاريخ الإضافة: 23/3/2014 ميلادي - 22/5/1435 هجري

الزيارات: 6084

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبدالرحمن الباني كما عرفتُه[1]


كان من عظيم نِعَم الله عليَّ، أن حَظيتُ في مطالع الشباب بصُحبة علمَين جليلَين من أفضل من أعرف، وهما الأستاذُ عبدالرحمن الباني تغمَّده الله برحمته، والأستاذ محمَّد سعيد الطنطاوي أطال الله بقاءه في طاعته.

 

وقد استفدتُّ من صحبتهما في مرحلة التكوين ما لا أستطيعُ إحصاءه من فوائد، وأنا مَدين لهما ما حَييت بكثير مما قبَستُه منهما من خُلق وفقه وقِيَم ودين.

 

كنَّا نصلِّي الفجر جماعةً في مسجد صغير في حيِّ المهاجرين بدمشق، ثم نتسلَّق الجبل.. جبلَ قاسيون باتجاه قمَّته، وكثيرًا ما بلغناها، ثم نهبط لنكونَ على رأس أعمالنا في الموعد المعلوم.

 

ولا أستطيع أن أصفَ ما تعلَّمتُه ولاسيَّما من الأستاذ عبدالرحمن من مثابرة ومصابرة وإصرار على اقتحام العقَبات، وكثيرًا ما كنَّا نقف عاجزين أمام بعض الصُّخور الشواهق. أما الأستاذُ الباني فلم تكن تقفُ في وجهه عقَبةٌ، وهذا نمطٌ من خُلقه النبيل. وكانت مسيراتُ التسلُّق هذه فرصةً نغتنمُها لنسمعَ من الأستاذ عبدالرحمن رحمه الله كثيرًا من الشذَرات والمقتطفات والفوائد، يذكرها تلقائيًّا فنحفظ منها ما استطعنا أن نحفظ، ثم نحاول في منازلنا أن نستذكرَ ما نستطيع.

 

وأذكر أنه كان يؤمُّنا يومًا وهو يجهر بآيات عباد الرحمن من سورة الفرقان، فإذا به يسكتُ سكتةً طويلة بعد آية منها، فظننت أنه نسيَ الآيةَ التي بعدها وأردتُّ أن أفتحَ عليه، فلم يردَّ عليَّ واستكمل سكتته، ثم علَّمَني بعد ختام الصلاة أنَّ من المستحبِّ أن يستعيدَ المرء ما في الآيات من دعَوات: ﴿ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ.... ﴾ [الفرقان: 65]... ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ.... ﴾ [الفرقان: 74].

 

وهكذا لم يكن يمرُّ يوم أو تمرُّ مناسبة، إلا اغتنمَها الأستاذ الباني لينفعَ الناس بما يعلم.

 

أمَّا خُلق الأستاذ عبدالرحمن، فحدِّث عنه ولا حرَج، وكم تعلَّمتُ وتعلَّم الناسُ من ملامح هذا الخُلق الكريم... لم أسمعه يومًا يذكر أحدًا بسوء، ولم أرَه يومًا يؤذي أحدًا من مخلوقات الله، ولم يكن يَحقِرُ من المعروف شيئًا ولو أن يلقى أخاه بوجه طليق.

 

أقول هذا ولم أذكر آراءه التربوية التي كان ينقُلها إلى طلبته، ولا أساليبَه في التدريس والتعليم التي بثَّها في ما كان يعدُّ من مناهجَ والتي ستبقى من بعده صدقةً جارية إلى يوم القيامة إن شاء الله.

 

ولكنَّ هذه السنوات لم تطُل، وقرَّر الأستاذ عبدالرحمن أن ينتقلَ بعمله وخبرته إلى بلاد الحرمَين، وظلَّ سِراجًا مُنيرًا ينشر إشعاعَ علمه وفضله وخُلقه وخبرته على أوسع نطاق، ولعلَّ من أروع ما تقرأ له، أن تطالعَ ما كتب عن موضوع العبودية مثلاً[2]، فتحسَّ بما كان يستشعرُه من هذه الصِّلة الفريدة بين العبد وخالقه عزَّ وجلَّ، تلك الصِّلة التي تتضمَّن غايةَ الخضوع مع غاية الحبِّ، جعله الله ممَّن ﴿ يحبُّهم ويحبُّونه ﴾ وممَّن ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].

 

وعندما تزوَّج السيِّدةَ الفاضلة شقيقةَ أخينا الأستاذ عبدالحليم محمَّد أحمد أبو شَقَّة رحمه الله[3]، رأينا أن نحتفيَ بزواجه في مسجد الشمسيَّة في حيِّ المهاجرين الدمشقي، وكأنها كانت بالنسبة إليَّ حفلةَ وداع، وقد ألقيتُ في ختامها أبياتًا كنت نظمتُها بمناسبة الهجرة أذكر منها هذه الأبيات:

سَرِّحِ الطَّرفَ في رِمالِ الصَّحاري
حافلاتٍ بالذِّكرَياتِ الغِزارِ
شَهِدَت في القديم مولدَ نورٍ
مُستَديمٍ ومَبدأٍ مِعطارِ
يومَ قام النبيُّ في الناسِ يدعو
لِمَبادٍ لألاءةِ الأنوارِ
يا عبادَ الرَّحمن لِمْ قد تركتُم
شِرعةَ الخالقِ الكريم البارِي
ونحتُّم من الصُّخور رسومًا
وعبَدتُّم هذي الرسومَ العَواري
حطِّموا هذه التماثيلَ، هيَّا
وأطيحُوا بالنُّصْبِ والأحجارِ
واعبُدوا الله لا إلهَ سِواهُ
وتَناءَوا عنِ الخَنا والشَّنارِ
اعبُدوه ولا تخافوا اضطِهادًا
مِن عَبيدِ الجبَّارِ، والجبَّارِ
ليس يقوى على الصُّمودِ أبو جَه
لٍ ولا غَيرُه من الفُجَّارِ
شِرعَةُ الله سوف تُنصَر دَومًا
والخَسارُ الخَسارُ للأشرارِ

 

 

 

د. محمَّد هيثم الخيَّاط ومعه أيمن بن أحمد ذوالغنى

في قاعة الاجتماعات بالمكتب الإقليميِّ لمنظَّمة الصحَّة العالميَّة

بمدينة القاهرة، في 10 من رمضان 1424هـ



[1] من كتاب (العلامة الربَّاني عبدالرحمن الباني؛ سيرته، ومقدِّماته، وشهادات عارفيه) للأستاذ أيمن بن أحمد ذوالغنى.

[2] يُلمع إلى مقدِّمته لكتاب (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، الصادر عن المكتب الإسلامي بتحقيق شيخنا زهير الشاويش رحمه الله. وهي مقدِّمة مُسهَبة بديعة من خير ما كتبه المعاصرون في موضوع العبودية.

[3] هي الأستاذة زينب بنت محمد أحمد أبو شَقَّة، داعية مصرية، ولدت بالقاهرة عام 1928م، عقد شيخُنا الباني قرانه عليها بتاريخ 4/ 11/ 1951، وكان زواجهما في آخر سنة 1952م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة