• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

طاف ثمانين أسبوعا

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 28/2/2016 ميلادي - 20/5/1437 هجري

الزيارات: 7517

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طاف ثمانين أسبوعًا

 

كنتُ مرة قبل سنين خلتْ أطالعُ في كتاب "الروض المعطار في خبر الأقطار" فرأيتُ في الكلام على الجزعة - وهو موضع في الكعبة - ص167 ما يأتي:

"وذكروا أنّهم رأوا (الرشيدَ) في الليلة التي عَلّقَ الشروطَ فيها أو صبيحتِها، وهو يطوفُ بالبيت، فعدُّوا له ثمانين أسبوعاً، وأنه لم يزلْ في ركوعٍ، وسجودٍ، وبكاءٍ، وتضرُّعٍ، وابتهالٍ، ليلَه كلَّه".

 

قلتُ: وقد رجعتُ إلى "تاريخ" الطبري في حوادث سنة 186هـ وهي السنة التي علَّق الرشيدُ فيها البيعة لولديه الأمين والمأمون، فلم أجد لطوافهِ هذا ذكراً، ولم أعرف المقصودَ حين ذاك بـ"أسبوع"، فسألتُ الوالدَ - رحمه الله - فقال: "ثمانين أسبوعاً أي ثمانين سبعة، وهذا شيءٌ عظيمٌ لا يتهيأُ لكلِّ أحد".

 

وتابع الوالدُ قائلًا: "وسمعتُ رجلاً لا أعرفه من أهل حلب قال للشيخ أبي الخير زين العابدين أمام الكعبة (سنة 1386هـ أو التي بعدها): ما تقولُ في رجلٍ طاف بالبيت خمساً وسبعين سبعة! فقال الشيخُ أبو الخير: أرنيهِ حتى أقبِّلَ رجله[1].

 

ثم أرشدني الوالدُ إلى نصٍ جاء في كتاب: "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعلي القاري ص 188وهو:

"حديث: مَنْ طاف بهذا البيت أسبوعاً، وصلّى خلفَ المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم، غُفرت له ذنوبُه بالغة ما بلغتْ!

 

قال السخاوي[2]: لا يصح. وقد ولع به العامةُ كثيراً لا سيما بمكة، بحيث كُتِبَ على بعض جُدرها الملاصق لزمزم، وتعلقوا في ثبوته بمنامٍ وشبههِ، ممّا لا تَثبتُ الأحاديثُ النبويةُ بمثلهِ".

 

وقد علّق الشيخُ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله- على قوله (أسبوعاً) بقوله: "أي سبعة أشواط حول الكعبة المعظمة".

• • •

 

أمّا سبب طواف الرشيد وما ذُكر مِن صلاته وبكائه وابتهاله وتضرُّعه فلعله ما نقله الطبري إذ قال:

"ذكَرَ عبدُ الله بن محمد ومحمدُ بن يزيد التميمي وإبراهيم الحجبيأنَّ الرشيد حَضَرَ وأحضرَ وجوه بني هاشم والقواد والفقهاء، وأُدْخِلوا البيتَ الحرام، وأمرَ بقراءة الكتاب (كتاب البيعة والشروط) على عبد الله (المأمون) ومحمد (الأمين)، وأشهد عليهما جماعة مَنْ حضر، ثم رأى أنْ يُعلَّق الكتاب في الكعبة، فلمّا رُفِع ليُعلَّقَ وقعَ، فقيل: إنَّ هذا الأمر سريعٌ انتقاضُه قبل تمامه".


وقد قرأتُ هذا الخبر للوالد فرقَّ ودمعتْ عيناه وقال: كأنَّ الرشيدَ خاف من هذا، وضاق صدرُهُ ممّا رأى، فلجأ إلى الصلاة والطواف والدعاء خوفاً على ولديه، والرعية. والله أعلم.



[1] قال الوالد: وقد حضَّني الشيخُ عبد الرحمن السَّبْسَبي الرفاعي - رحمه الله تعالى - على الطواف سبع سبعات ليلة الجمعة، وقال لي: وحين كنتُ أطوفُ سبع سبعات رأيتُ رجلاً يطوفُ زاحفاً على مقعده، وانتهينا معاً! مع أنني كنتُ في قوّتي وشدة حيلي، فظننتُ أنّه الخضر لما رأيتُه منهُ"! ويظهر أنَّ الشيخ كان يرى بقاء حياته.

وأما الطواف المذكور فهو تصرفٌ شخصي، لا على سبيل الالتزام.

[2] أي في "المقاصد الحسنة" ص 655.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- دعاء
د.محمد عز الدين السامرائي - العراق 01/03/2016 09:47 AM

بورك فيك ورضي عنك وعن الأهل كلهم سيدي

4- دعاء وشكر
د.محمود شمس الدين الخزاعي - العراق 29/02/2016 09:30 AM

رضي الله عن الرشيد ..
ورحم ذلك اﻷب ..
وجزاك الله خيرا على ما ترفدنا به ..
وفتح الله لك فتوح العارفين.

3- رأي
د.محمد عيد المنصور - سورية 29/02/2016 09:28 AM

مدادُ قلمكم رغم سواده.. غار الفجر من ضياه..
حادثة ممتعة وفيها فوائد..
لا حرمنا الله تعالى درركم

2- شكر ودعاء
د.رواء محمود - نيويورك-أمريكا 29/02/2016 09:22 AM

شكرا شيخي الحبيب جزاكم الله خيرا
ورحم الله سيدي الشيخ محمد الأنيس وأسأل الله سبحانه أن يمن علي برؤيته مجددا في الدنيا والآخرة.

1- تعليق
حسن الجميلي - قطر 29/02/2016 09:19 AM

بحسب حسابات الخطوات حول الكعبة المشرفة وعلى ما أذكر في حال عدم التزاحم يتم الطواف 7 مرات في في حدود 15 دقيقة
وبذلك تكون 15 × 20 = 80 ساعة
ولو اعتبرنا اوقات الفروض
بذلك يكون قد طاف طيلة اليوم
ربما من الفجر إلى الفجر
وهذا ممكن مع وجود الهمة والتوفيق من عند الله
أو ربما من المغرب حتى مغرب اليوم التالي
ولا أشك في عظم الأمر الذي كان يشغل الخليفة الرشيد رحمه الله وخوفه على الأمة وعلى ولديه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة