• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

من أصداء ثورة المليون

من أصداء ثورة المليون
أم وفاء خناثة قوادري


تاريخ الإضافة: 29/12/2015 ميلادي - 18/3/1437 هجري

الزيارات: 4541

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أصداء ثورة المليون

 

ويَشمَخُ برأسه عاليًا، كلَّما ذكرهم، أولئك الفاتحون الأوائل، المؤيَّدون بعزٍّ ونصر من الله.

 

يتوقَّف قليلًا في السرد، يأخذ نفَسًا مقتطعًا، ليردِّد على الأسماع:

لقد شرَّف الله آباءنا بنصرتهم للحقِّ، سمَّاهم التاريخ أشرافًا؛ لأنَّهم ما خذَلوا الفاتحين، بل انضووا تحت لوائهم، آمَنوا بالحقِّ وانصاعوا له مذعِنين.

 

ويسترسل مع الأحداث، وقد امتلأ هو وسامعوه غبطة وكبرياء، فهم ذريَّة الأحرار، وأنصار الحقِّ، على أرض الإسلام الطاهرة.

 

كلُّ بقعةٍ فيكَ أيها الوطن العربي الإسلامي هي أرضي، لي بها ألفُ حكاية وحكاية، وكلُّ مسلمٍ وعربيٍّ سكناه في القلب وبين الحنايا، نتشارك الجينات، ونتقاسم الآه والابتسامة.

 

أيها التاريخ، قم فاسرد حكايتَنا على الأسماع، لا تُبقِها يا سيدي حبيسةَ الكتب والرفوف، نريد أن يَسمعها الكلُّ، يعيها أبناءُ الأحرار؛ ليقدِّسوا الحقَّ، ويعيشوا به أحرارًا.

 

يجول بناظرَيه فيمَن حوله، تَرتسم على وجهه الابتسامة، وهو يسرد قصَّةَ ذاك القائد الفرنسي، الذي زَعم أنَّه جاء ليؤدِّب حثالةً من الرعاع!

 

كان الواقفَ وحده على عرش إبليس، يرعد ويزبد، وأعوانُه من الحَرْكى[1] إلى جانبه.

 

تطاير الشرر من عيون الجالسين!

 

وجوههم الواجِمة تَبعث برسائل ناريَّة مشفَّرة، لم يتعلَّم ذاك الفرنسيُّ فكَّ رموزها، إلَّا حين انفجار قافلته العسكريَّة في المدخل الشمالي للمدينة، بعد استعراضِ العضلاتِ ذاك بأيامٍ قلائل.

 

فقرار الأحرار - أو من سمَّاهم الرعاع - كان موغلًا في البيان والتأديب.

 

وقد ردَّد شاعرُهم حينها ما تَرجمته:

يا (توا)[2] يا شيخ جهنم

أيُّ قدَر هَزَأَ بك

وأيُّ ريح عبثَت

فألقيا بك في

طريق الأقوياء!

 

آه، كم يمقتهم، الخنازير.. هكذا يسميهم.

نسيجهم ظلَّ واهنًا ها هنا، وصليبهم عاد أدراجَه منكَّسًا خائبًا.

 

تطلَّع إلى السائل، تنَحنح.. أشرق وجهه من جديد؛ ففي قناعته وموروث آبائه: العروبة شرفٌ وعزٌّ وكبرياء، ليست بنَسب، بل بحرارة دمٍ وإباء، هي وهج الإسلام ومادته.

 

وفي تقاليد بيئته: عربيٌّ ومسلم وجهان لعملةٍ ثمينة هي عند الله؛ "أكرمكم".

كلنا ها هنا واحد، نَسيجنا حبكَتْه الأقدار، وباركَته يد الرحمن!

قالها بصوت شجي..

هو يدرك أنَّها طوق مجدٍ في جيدك، يا أرض الإسلام الغالية.

 

مسَحَ العرقَ عن جبينه.. فأرضُ آبائه تَشهد، وكلُّ خندق فيها حفَرَته السواعدُ المجدَّة، ليكون حرزًا لمؤن وذخائر المجاهدين، وحتى الطُّرقات المتعرجة لمداخل المدينة ومخارجها الجبليَّة الوعرة كلها أدلَّة كافية لتَهجير عشيرته، وبقائه مطاردًا حتى الاستقلال.

 

آهٍ.. كم كنتَ عزيزًا يا وطني، وأنتَ تصدُّ الهجومَ تلو الهجوم!

تدافِع عن حياض أمَّتك، عن عزِّها وشرفها.

حين غرد الرصاص على أرضك، كنتَ سجينًا مغتصبًا حبيسًا يا وطني، تَرنو بعين

كالِحَة إلى شُطآن وصحاري ووهاد أمَّتك المجيدة، التي ما خذلَتك.

يا وطني..

 

يا روعةَ الأجدادِ في الأحفادِ[3]

ففي كلِّ حين ثورة، والأرض عطشى، قم روِّها بدمِك يا.. شهيد!

حتى صخورك زغردَت، أجَل يا وطني، سمعتُها مع كلِّ طلقة بارود!

كانت كلماته الواثِقة قويَّة كرصاص الثوَّار، تجري في عروق منصتيه، تفور كدمائهم، لتتعالى صيحاتُهم: يحيا الوطن.

 

يحفظ كلَّ المواقع؛ أسماءها، تاريخها، يعرف ساحاتها!

كان للحبِّ مرفأ، وللوطن مربعًا، حلقه كسلسبيل تَنتعش به القلوب.

لكنَّه سكت فجأة.

رحَل كما يَرحل كل الرائعين.

هديل الحمائم سكَت أيضًا!

 

لم يعاتب أحدًا، لم يَنتظر جزاءً من أحد، عاش حرًّا ومات مبتسمًا.

مغمورًا يرجو الإخلاصَ ولا يزيد.



[1] الحركى: (بفتح الحاء وتسكين الراء)، مفردها (حركي)؛ وتعني: عميلًا باللهجة الجزائرية.

[2] (توا): هو اسم القائد الفرنسي باللَّهجة المحلية.

[3] البيت الشعري للشاعر السوري "سليمان العيسى"، من قصيدته في: "زيغود يوسف".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة