• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

التنقيبات الأثرية الصهيونية ونتائجها

د. مصطفى عطية جمعة


تاريخ الإضافة: 16/11/2015 ميلادي - 4/2/1437 هجري

الزيارات: 4946

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التنقيبات الأثرية الصهيونية ونتائجها


لقد تعرَّضت مدينة القدس عامة، والحرم القدسي خاصة - إلى عمليات واسعة من التنقيب، وكان هدفهم واضحًا ومحددًا: ربط الآثار التاريخية المكتشفة بالأخبار الواردة في التوراة، والبحث عن أي آثار تثبت وجود الهيكل قديمًا في موضع الحرم القدسي.

 

وقد جاءت التنقيبات بدايةً من العام 1867م على يد الكابتن الإنجليزي "تشارلز وان"، ولكنه أصيب بخيبة أمل شديدة، فلم يجد أي آثار في القدس ولا محيط المسجد الأقصى تثبت صحة المزاعم اليهودية، وقد انتبهت السلطات العثمانية إلى حقيقة هذه الحفريات، فأصدرت أوامرها بمنع إعطاء أية تصاريح من هذه النوعية [1].

 

وقد ظل هذا المنع ساريًا حتى تمكن الكابتن الإنجليزي "باركر " من الحصول على تصريح بالعمل في منطقة الجنوب من الحرم الشريف، إلا أنه خدع المسؤولين الأتراك وأخذ ينقِّب ليلاً في منطقة الحرم نفسه، حتى اكتشفت السلطات أمره، فقبضت عليه، ولكنه تمكن من الهرب قبل صدور الحكم عليه، وظلت منطقة الحرم المقدسة بؤرة اهتمام الأثريين والباحثين التوراتيين[2].

 

وكلما انتهت بعثة من التنقيب، تبعتها بعثة أخرى حتى قيام الحرب العالمية الثانية، ففي عام 1923 -1924م، أشرف "فيل" على الحفر في الهضبة الجنوبية الشرقية من المدينة، وعمل في الوقت نفسه عام 1924- 1925م في السفح الشرقي من الهضبة كل من: "ماكلستر"، "دانكن"، ونقَّب في السفح الغربي منها عام 1927- 1928م كل من: "كروفوت"، "فستجيرالد"، بينما تركزت حفريات "بسكونيك"، "ماير" في الفترة (1925- 1927م) على الجزء الشمالي خارج سور المدينة القديمة؛ بحثًا عن الأسوار التوراتية المزعومة.

 

ثم جاء "هاملتون" ليعمل عام 1930، وعامي 1937، 1938م - في أجزاء في المنطقة الممتدة بمحاذاة السور الشمالي الحالي عند باب العمود إلى الشرق منه، وأشرف جونز على حفريات القلعة في الفترة ما بين (1934 - 1940م)، كل هذا ولم تسفر أعمال التنقيب عن شيء ذي بال.

 

توقف التنقيب مدة عشرين عامًا، ثم استؤنف خلال الفترة (1962- 1967م) على يد الباحثة "كاثلين كنيون" بالاشتراك مع "رولاند ديفو" في الهضبة الجنوبية الشرقية فوق منطقة عين سلوان، وفي المرستان، وحي الأرمن، وباب العمود، ولم تسفر أيضًا عن شيء.

 

وبعد سقوط الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967م، والحفريات تجري على قدم وساق، وباستمرار في مناطق متعددة من المدينة للكشف عن المخلفات الآثرية التي تدعم مرويات التوراة، خاصة بعد عجز بعثات التنقيب السابقة عن الظفر بما يريدون، وأضحت القضية هوسًا مَرَضيًّا بالنسبة إليهم، وصارت هاجسًا وطنيًّا؛ لأنها تتعلق بادِّعاءاتهم الدينية التي يستندون إليها في استمرار الاحتلال، وأبرز هذه الحفريات ما قام به كل من: "مازار"، "عميران"، "إيتان"، وكذلك: "إفيجاد"، "أفي يوناح"، "باحات"، "بروشي"، وغيرهم وكانت خلاصة هذه المكتشفات: أن كل الشعوب التي سكنت فلسطين - مثل: النطوفيون والغسوليون، والعموريون والكنعانيون (اليبوسيون)، والمصريون والهكسوس، والبابليون والآشوريون، والفرس واليونان والرومان - كل هؤلاء تركوا آثارًا شاهدة عليها، إلا اليهود، فلم يعثر على أية آثار في القدس، إلا آثار يهودية تعود إلى القرن الثاني (ق. م) وهي الفترة التي تكونت فيها الديانة اليهودية، وهي قليلة في مجملها، ولا تنهض أن تكون شاهدة على الادعاءات الضخمة التي يروِّجها اليهود، وقد أعلن في يوليو 1998م فريق من علماء الآثار العاملين في دائرة الآثار الإسرائيلية - بطلانَ الادعاء بأن داود التوراتي هو الذي أنشأ القدس، وقال العالم "روني ريك": "آسف؛ لأن السيد داود والسيد سليمان لم يظهرا في هذه القصة"، وترتب على ذلك رحيل فِرَقِ البحث الغربية والإسرائيلية إلى أماكن أخرى، ثم ظهر بناءً على ذلك اتجاه جديد يدعو إلى فصل العلاقة بين الآثار التاريخية وما جاء في الكتاب المقدس، باعتبار أن الكتاب المقدس التوراتي كتاب ديني روحي، بينما الآثار ملموسات مادية، ومن رُوَّاد هذا الاتجاه العلماء: "لاب، دوفو، ديغر، فرانكن"، وهم رجال دين عاملون بالآثار[3].

 

وفي تفسير آخر: "إن البحث عن إسرائيل القديمة قد جعل المؤرخين وعلماء الآثار يميلون إلى تأكيد أن الانقطاع في الآثار المادية، هو دليل على عدم الاستمرارية من النواحي الثقافية والعرقية أيضًا، وقد اتَّفق ذلك جيدًا مع النظرية القائلة: إن الانقطاع الثقافي والعرقي الذي حل مع بداية الاستعمار الأوروبي، وبعد ذلك من جراء الهجرة الصهيونية إلى فلسطين - قد كان له ما يناظره في الماضي القديم"[4].

 

ففكرة الانقطاع المفاجئ في الحياة الثقافية في حدود عام 1200( ق. م)، تزيد من تأكيد مفهوم التاريخ على أنه دراسة غير متصلة للأحداث ولوحدات زمنية مميزة بوضوح [5].

 

وهذا يعني أن وجهة نظر علماء الآثار والمنقِّبين تقوم على أساس أن وجود الآثار المادية بشكل مستمر في الأرض، هو تأكيد استمرار ثقافة ما أو شعب ما، وهذا ما سقط مع اليهود، وأكد الوجود الفلسطيني (الشعب) منذ أقدم العصور على هذه الأرض، بينما ندرت الآثار المادية للمقولات التوراتية.



[1] راجع: القدس والآثار؛ فيصل خيري صالح - رئيس مركز إحياء التراث الفلسطيني - مقال منشور في صحيفة "الأسبوع"، القاهرة، بتاريخ 4 / 9 / 2000م، صفحة المقالات.

[2] نفسه.

[3] انظر القدس والآثار؛ م س.

[4] اختلاق إسرائيل القديمة: إسكات التاريخ الفلسطيني، م س، ص350.

[5] انظر: السابق، ص351.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة