• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

جغرافية الإسلام في السودان

جغرافية الإسلام في السودان
د. محمد إبراهيم أبو سليم


تاريخ الإضافة: 3/11/2015 ميلادي - 21/1/1437 هجري

الزيارات: 9334

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جغرافية الإسلام في السودان


دخل الإسلام السودان مع القبائل العربية الوافدة التي امتدت هجرتها إلى فترة طويلة، تمكنت فيها هذه القبائل من نشر الإسلام واللغة العربية في المناطق التي تغلبت عليها عنصريًّا، وفي بعض المناطق - مثل بلاد النوبة ودارفور - كان التأثير الأكبر إسلاميًّا، في حين جاءت اللغة العربية بعد اللهجة المحلية، وإن ظلَّت على الدوام تتقدم، بيد أن العنصر لم يكن الدور الحاسم في هذه المناطق؛ إذ إن قوى اجتماعية أخرى - مثل التجارة، والاحتكاك الحضاري - كانت هي التي تعمل لصالح الإسلام واللغة العربية.

 

وبنظرة إلى خريطة السودان على هذا الضوء، نستطيع أن نتبين ثلاث بيئات متباينة:

أولًا: البيئة التي خضعت كليًّا للعنصر العربي؛ مثل: أواسط السودان، وجنوب دار فور، وشمال كردفان؛ حيث يتطابق الإسلام مع العنصر واللغة.

 

وثانيًا: البيئة التي خضعت للنفوذ الإسلامي العربي، بينما بَقِي العنصر الأصلي بسماته الأصلية، وهنا نجد أن الإسلام قد تقدم بفضل الاحتكاك الحضاري والدعاة، بينما جاءت اللغة العربية بخطوات أقل؛ نظرًا لنفوذ اللغات المحلية، وهكذا نجد بعض أصقاع السودان قد تحوَّلت إلى الإسلام، بينما احتفظت بلغاتها الأصلية وأسلوبها المعين في الحياة، وإن كانت تتعامل باللغة العربية في درجات متفاوتة حسب مدى تعامُلها مع الخارج، هكذا نجد البجة في الشرق، والنوبة في الشمال، والفور في الغرب، وبيئة ثالثة ظلت لفترة طويلة بعيدة عن النفوذ الإسلامي العربي، وصارعت لكي تحتفظ بأسلوب حياتها ولغاتها ومعتقداتها؛ مثل: جبال النوبا، وجنوب السودان، وجنوب شرق السودان، بيد أن طرفًا من هذه البيئة - مثل: جبال النوبا، وجنوب شرق السودان - بدأ يُقبل على الإسلام تحت تأثير السلطنات الإسلامية - مثل: الفور، والفونج، وتقلى - بينما ظل طرف منها كجنوب السودان منطقة مغلقة.

 

واعتبارًا لهذه البيئات، يمكننا أن نتصور المهمة الدينية المنتظرة، ففي البيئة الأولى - حيث المجتمع عربي إسلامي - فإن المهمة المنتظرة هي الإرشاد لتقوية الوعي الديني، وقد تولَّى ذلك معلمو القرآن والعلماء والمتصوفة، كل حسب تخصصه، وفي البيئة الثانية حيث غلب الإسلام، وإن كان العنصر غير عربي، فإن المهمة تكون إرشادية في مجال الدين، وتعليمية في مجال اللغة العربية، ويقوم بهذه المهمة معلمو القرآن والمتصوفة أيضًا، وفي البيئة الثالثة فإن المهمة تبشيرية، والجهد موجَّه نحو نشر الإسلام أساسًا، أما نشر اللغة العربية، فيأتي في مقام أدنى لقوة اللغات المحلية.

 

لقد دانت ممالك النوبة للإسلام نتيجة لعملية حضارية استمرت لفترة طويلة، وكذلك الحال في قبائل البجة، وقد أضحت قبائل النوبة والبجة من بعد مسلمين، مثلهم في ذلك مثل العرب المسلمين، ولما جاء القرن الخامس عشر، كان السودان يتجه إلى تحول سياسي وديني، نتيجة لغلبة العنصر العربي والانتعاش في الحركة التجارية والاحتكاك الحضاري، ومع بداية القرن السادس عشر قامت سلطنة الفونج الإسلامية في وسط السودان، وها هنا نجد أن التحول أساسًا كان بشريًّا وثقافيًّا، ثم جاء الانقلاب السياسي نتيجة منطقية للوضع القائم، وفي نفس الوقت تحوَّلت سلطنة الفور من نظام وثني إلى نظام إسلامي بدءًا من السلطان سليمان سولونج، وقد جاء هذا التحول تحت تأثير التجارة ونتيجة لجهود المبشرين، لقد دان البيت الحاكم للإسلام، فتوجهت دار فور وجهة إسلامية، وتمكَّن الفقهاء والعلماء الذين كانوا أقاموا مراكز دينية هنا وهناك من أن يلعبوا دورهم التبشيري تحت ظل دولة إسلامية تشجع وتُبارك سعيهم.

 

ولقد كانت الصورة هنا مختلفة؛ لأن الأرض ليست أرضًا عربية بالمعنى العرفي، كما كان الحال بالنسبة لدولة الفونج، وإنما تحوَّل الفور وجيرانهم الزغاوة، والداجو، والتنجر، والمساليت - وغيرهم من القبائل ذات العنصر السوداني - إلى الإسلام.

 

وفي جبال النوبة كانت القبائل العربية تتقدم مُركِّزة مجالها على السهول، وهكذا نجد قبائل المسيرية في غرب الجبال، وخليطًا من القبائل العربية في شرق الجبال؛ حيث كانت قوة الدمج والتحول أقوى، ونتيجة لذلك قامت مملكة تقلى الإسلامية المستندة إلى هذا الخلط والتلاقح بين العناصر العربية والنوبة التي تولَّى قيادها الفقهاء المبشرون.

 

وخارج نطاق هذه الممالك الإسلامية، كان يتولى التبشير جماعات من الفقهاء والتجار والمتصوفة، وقد تقدم الإسلام جنوبًا حتى اصطدم بالموانع الطبيعية، وبالقبائل الجنوبية ذات القوة والبأس، وحتى مجيء الغزو التركي في أوائل القرن التاسع عشر، كان النشاط التبشيري قد بلغ منطقة بحر الغزال، وقبل أن يتطور ذلك إلى شيء محسوس، جاءت الإدارة المصرية وفوضى تجار الرقيق والمغامرين، فاضطرب الحال، وتوقَّف التوغل السلمي للإسلام.

 

من بحث المؤتمر الأول لجماعة الفكر والثقافة الإسلامية

29 محرم - 2 صفر 1403هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة