• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

يوم مات إبراهيم حسن

يوم مات إبراهيم حسن
فريد لطفي أحمد


تاريخ الإضافة: 25/10/2015 ميلادي - 12/1/1437 هجري

الزيارات: 6848

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم مات إبراهيم حسن

 

كنتُ وصاحبي الكفيف أوَّلَ من دَخل قسمَ اللغويات في كلية اللغة العربية بالقاهرة، ذلك اليومَ انتظرنا طويلاً حتى جاء عاملُ القِسم وفتح لنا.


أجلستُه بجوار مَكتب أستاذنا العلّامة شيخ اللُّغويين بالجامعة العريقة... مكتب كبير عالٍ بشكلٍ ملحوظ عن بقية المكاتب...


ووقفتُ أمام دولاب الرسائل بالقسم... اسمه الكريم يزيِّن أغلبَها مشرِفًا ومناقشًا.


دخل علينا في تمام الثامنة صباحًا... كان يشكو من صداع بسيط.


جلسنا نَنتظر حضورَ الطلاب.

ساعة كاملة ونحن معه وحدنا!


يحكي لنا ذكريات شبابه... وعن رأيه في فلان وفلان.

أسرار وآراء وأفكار تحتاج إلى أعمار من أجل الإحاطة بها.


دعانا لمناقشة اليوم.

طالب دكتوراه من "تشاد" بإشرافه هو وأستاذنا الدكتور فايز دياب.

أخبرنا أنَّ الدكتور العمروسي هو المناقِش الخارجي.


وسألناه نحن عن مناقشة الغد.

طالبة دكتوراه في دراسات بنات المنصورة.


أثنى على الطالبة كثيرًا... قال: إنَّه صلى الفجر وعاد للقراءة في رسالتها رغم أنَّه أتمَّها.


سألنا عن الطريق إلى كلية البنات.

يعلم أنَّنا طلاب في المنصورة ويرحِّب بنا ويجلسنا بجواره دائمًا.


صاحبي ثمَّ أنا!

ويصرُّ على أن أكون أنا قارئه الوحيد.

أتاه باحثٌ يَنتظر المناقشةَ، طَمْأنه وربّت على كَتفه.

انتهت المحاضرة وانصرف الطلاب.

♦♦♦


وبقيتُ وصاحبي معه.

لا أدري لماذا سألتُه يومها عن أستاذي د. محمد الخطيب الذي أشرف عليه في الدكتوراه؟

قال: "محمد دا ولد فَلْتة... وعالِم بجد... وأنا بحبه".

♦♦♦


طلب منَّا أن نتركه ليستريح قليلاً قبل المناقشة.

ساعتها أدركتُ كم أثقلنا عليه... كان لا يشكو إلاَّ إذا بلغ الألمُ مداه!

تركناه ومَضينا.

♦♦♦


حدَّثني أستاذنا الدكتور العمروسي أنَّه أصرَّ على ألاَّ تبدأ المناقشة إلا بعد صلاة الظهر، وصلَّى بالجميع إمامًا.

♦♦♦


بدأت المناقشة... كان مشرِفًا مشاركًا، لكن د. فايز قدَّمه على نفسه.

خطب عن ابن جنِّي - موضوع البحث - خطبةً عصماء، لا يستطيع شاب في ميعة العشرين أن يخطب مثلَها صدقًا وحيوية!


أعطى الكلمةَ للطالب.

بدأ الطالب يُعرِّف بموضوع بحثه.


رأيتُه يميل قليلاً تجاه زميله د. فايز وكأنَّما يريد أن يُسرَّ إليه بشيء.

لم يتكلم..


لحظة واحدة... وانتهى كلُّ شيء!

وتأجَّلَت مناقشة الغد!

دارت بي الدنيا..


رغم كل الحزن... كان بداخلي شيء ما يَشعر بالسعادة.

نعم، سعيدٌ أنَّه ما زال في الدنيا من يرزق تلك الخاتمة الحسنة.


سعيد أنَّه أستاذي.

سعيد أنَّني رأيتُ بعينيَّ تلك الميتة السعيدة.

وما زال ملمس أنامله وهو يربّت بها على كتفي لا يفارقني إلى اليوم!

وأغلب الظن أنه لن يفارقني ما حييتُ!


ملحوظة هامة:

الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن إبراهيم: هو شيخ اللغويين بجامعة الأزهر، درس النحوَ والصرفَ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة لسنوات عديدة، وقد ناقَش وأشرف على العديد من الرَّسائل العلمية في مصر والمملكة العربية السعودية، وقد أثرى المكتبةَ اللغوية بعدد من المؤلفات؛ منها: "دراسات لأسلوب النداء في القرآن الكريم"، و"سيبويه والضرورة الشعرية"، وشارك في تحقيق "تحفة الغريب في الكلام على مغني اللبيب"، وقد كان رحمه الله من أقدر مَن رأيتُ على شرح كتاب سيبويه، وحلِّ معضلاته، وله استدراكات جليلة نافِعة على تحقيق الشيخ عبدالسلام هارون للكتاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
10- خيط في ثوب العلامة
زائر - مصر 08/05/2017 10:21 PM

صنع جميلا ومعروفا في لا أعرف كيف أوفيه
أنقذ حياتي ومستقبلي وحياتي العلمية أسأل الله أن يسره يوم العرض كما أدخل السرور على قلبي وقلب كل من فرح بنصرتي

9- الحق العظيم
فريد لطفي - مصر 27/10/2015 10:03 PM

أشكر الأستاذة الفاضلة أمل إبراهيم حسن إبراهيم على مرورها الكريم وكلماتها الرقيقة
وأقول لها إنني كنت طالباً في آخر دفعة درس أستاذنا العلامة ولقد تعلمت منه من كريم الخصال وعظيم السجايا ما يعجز القلم عن وصفه !!

ولم أر في حياتي من يبذل مهجته من أجل تلاميذه مثله رحمه الله
كان الوحيد الذي درس لنا محاضرتين في الأسبوع لمادة النحو!!
وبفضل دأبه وجهده انتهى من المنهج مبكراً فطلبنا منه مراجعته فقبل بكل سرور وحفاوة وترحيب!!
وكان يداعبنا بقوله:
" رزقني الله عز وجل هذا العام دفعة من مصاصي الدماء"
إشارة إلى حرصنا الشديد على الاستفادة من سمته علمه

ومن مكارمه التى لا أنساها أنه لم يغب هذا العام سوى يوم واحد فقط وسبب الغياب أن سيارته تعرضت لحادث وهو في الطريق إلى الكلية !!
والعجيب أن ابنته طلبتنا نحن الطلاب لتعذر لنا بلسانه عن هذا الغياب !!
وسيزداد العجب عندما تراه في الأسبوع التالي والأسابيع التالية ويده اليسرى مربطة من أثر الحادث ويده اليمنى تمسك بالأوراق ولسانه يفيض بالعذب الزلال الذي جعل النحو على يديه كأنه قصيدة من قصائد الشعر الجميل

كل هذا وغيره أكثر وأجل من فضائل أستاذنا الكريم يجعل ما كتبته مقداراً ضئيلا من حقه العظيم على تلاميذه ومحبيه وعارفي قدره
رحم الله أستاذنا الدكتور إبراهيم حسن رحمة واسعة

8- شكر و تقدير
أمل ابراهيم حسن ابراهيم - مصر 27/10/2015 07:44 PM

قرأت ما كتبتموه مرات ومرات و وجدتني أتمتم بيني وبين نفسي بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا
لقد شعرت بملامح والدي تبتسم على سطور صفحتكم وكأنها تؤكد على مسامعي ما كان يقوله لي كل يوم فالخير سيظل باقيا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
أشكركم على كلماتكم الرقيقة الصادقة لعالم أفنى حياته من أجل العلم

7- رحمه الله
نسرين - مصر 26/10/2015 02:41 AM

رحم الله الدكتور إبراهيم حسن
ورزقنا جميعاً حسن الخاتمة

6- رحم الله الشيخ
مالك - مصر 25/10/2015 10:56 PM

الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن مثال طيب للأستاذ الكبير الذي يجمع بين العلم والعمل رحمه الله وغفر له

5- شكر وتقدير
فريد لطفي - مصر 25/10/2015 09:47 PM

أشكر شبكة الألوكة على تفضلها بنشر مقالي عن أستاذ أساتيذ اللغويات بجامعة الأزهر

4- حسن خاتمة
أماني رجب - مصر 25/10/2015 07:41 PM

الله المستعان
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وجعل ثمرة علمه في طلابه شافعة له يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
موقف مؤثر جدا .. لو حدث أمامي ما فارق خيالي أبدا ما دمت على قيد الحياة .. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

3- حسن الخاتمة
علا صلاح - مصر 25/10/2015 05:48 PM

من عاش على شيء مات عليه
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة..

2- أستاذي
وفاء محمد - مصر 25/10/2015 05:46 PM

إذا أراد الله بأحد خيرا سخر اه معلما يكون له مثل الوالد والمربي يثيبه إذا أصاب ويقومه إذا أخطأ ويدينيه ويسبغ عليه من علمه!!
من الله علي بمعلم كهذا فكان سبب تغيير حياتي كلها بعد فضل الله عز وجل! !

1- وفاء نادر
خلود رجب - مصر 25/10/2015 03:20 PM

رحم الله أستاذنا رحمة واسعة وبارك في عمر وعمل التلميذ النجيب الوفي!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة