• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

أولاد العلماء!

د. محمد إبراهيم العشماوي


تاريخ الإضافة: 22/9/2015 ميلادي - 9/12/1436 هجري

الزيارات: 11813

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أولاد العلماء!


يقال: إنَّ غالِبَ أولاد العلماء ليسوا كآبائهم في نَباهة الذِّكر، واستقامة الأَمر، ولله حَكمة في ذلك!

 

كان لشعبة ولدٌ اسمه سعد، كان يقول له: اذهب إلى هشام الدَّسْتُوَائي؛ يعني: ليحدِّثك، فيقول له: اليوم أريد أن أُرسل الحمام!

 

وكان يقول: سمَّيتُ ابني سعدًا، فما سَعِد ولا أَفلح!

 

وأمَّا الأعمش، فقيل: كان له ولد مغفَّل، أرسله يومًا ليشتري لهم حبلَ غسيل، فقال: يا أبتِ، طول كَم؟

 

فقال: عشرة أَذرع، قال: في عَرض كم؟ قال: في عرض مصيبَتي فيك!

 

وابتُلي ابن الجوزي - وهو الذي ملأ الدُّنيا وعظًا، كما ملأها شُعبة والأعمش عِلمًا - بولَد له اسمُه عليٌّ، كان واعظًا فترك الوعظَ، ولزم النذالة والبطالَة، وصاحَب المفسدين، واشتغل بما لا يَجوز، وكان ينال مِن أبيه، وربما غلَّ من كتبه، وكان أبوه يخبر عن نفسِه أنَّه يدعو عليه كلَّ ليلة في وقت السَّحَر!

 

وحكى الجبرتيُّ في تاريخه عن الشيخ محمد شنن المالكي، شيخ الجامع الأزهر، وكان من أثرياء عَصره - أنَّ ابنه موسى بدَّد الثروةَ التي تركها له بعد موتِه، ومات مدينًا فقيرًا!

 

وأعرف اليوم من كِبار مشايخنا مَن خرج أبناؤه على خِلاف ما يَشتهي في العِلم والعمل، فأورثه ذلك حزنًا وغمًّا.

 

وقد شاع على أَلسنة العامَّة: يخرج من صلب العالِم فاسِق!

 

ويصدقه - فضلاً عن الواقع - قولُه تعالى: ﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴾ [يونس: 31]، وما قيل في تَأويله ممَّا يحتمل هذا المعنى.

 

وفي مقابل ذلك، فقد يكون ولَد العالِم كأبيه، بل يَقع الاشتغال بالعِلم في نَسله، ويستمر التسلسُل إلى ما شاء اللهُ؛ ومن ذلك ما يُعرف برواية الأبناء عن الآباء؛ كعمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدِّه، وبَهز بن حكيم عن أبيه عن جدِّه، وطَلحة بن مصرف عن أبيه عن جدِّه، وأبي الفرج عبدالوهَّاب التميمي الفقيه الحنبلي عن تِسعة من آبائه نسقًا، وأشباه تلك السلاسل.

 

وقد عرَف التاريخُ كثيرًا من البيوتات العلميَّة العريقة التي توارثَت العلمَ خلفًا عن سلَف؛ كبيت الإمامِ أحمد بن حنبل، وبيت الإمام أبي حاتم الرَّازي، وبيت آل منده الأصبهاني، وبيتِ آل تيميَّة الحرَّاني، وبيت الإمام السُّبكي، وبيت الحافظ العراقي، وغيرها من البيوتات المشهورة.

 

وفي عصرنا الحاضِر فإن أسرةً أزهريَّة مثل أسرة العلاَّمة الراحل سيد أحمد المسير قد توارثَت العلمَ الشرعيَّ في رجالها، حتى قال الشيخ رحمه الله: لو كان عندي عشرة من الولَد ما علَّمتهم إلاَّ في صحن الجامع الأزهر!

 

وقد أنجب ولدُه الدكتور محمد سيد أحمد المسير رحمه الله نحوَ عشرة رجال، جلُّهم علماء!

 

وأمَّا شيخنا العارف عبدالسلام أبو الفضل رحمه الله، فقد بَقي العلمُ في نسلِه رجالاً ونساء!

 

فاللهمَّ اكتب أولادَنا عندك صالحين، واسلكهم في دَرب السُّعداء المفلِحين، واجعلهم قرَّةَ عين لنا يا ربَّ العالمين، ولا تُخزنا فيهم يا أكرمَ الأكرمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة