• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

وله والد (قصة)

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 6/8/2015 ميلادي - 21/10/1436 هجري

الزيارات: 4943

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وله والد


من أُسر حلب العلمية العريقة: أسرة بني العديم.

 

ومن أشهرهم: الإمام الكبير مؤرخُ حلب كمال الدين عمر بن القاضي أبي الحسن أحمد (658-588).

 

وقد جرت لأبيه القاضي أبي الحسن أحمد (613-542) قصةٌ عجيبة، فقد رُزِق ولدًا ذكرًا جميلاً بعد عدة بنات، ثم فقَدَه وهو صغير، وحَزِن عليه حزنًا كبيرًا، ثم عوضه الله بـ(كمال الدين عمر).

 

وهذا خبره يرويه بنفسه، يقول رحمه الله:

(وُلد لي عدة بنات وكَبِرْنَ، ولم يُولَدْ لي ولدٌ غير ولد واحد ذكر، وكان غايةً في الحسن والجمال، والفطنة والذكاء، وحفظ من القرآن قدرًا صالحًا وعمره خمس سنين.

 

واتفق أن كنتُ يومًا جالسًا في غرفة لنا مشرفة على الطريق، فمرت بنا جنازة، فاطَّلع ذلك الطفل ببصره نحوها، ثم رفع رأسه إليَّ وقال: يا أبتِ، إذا أنا متُّ بِمَ تُغشي تابوتي؟

فزَجرْتُه، وأدركني في الوقت استشعارٌ شديد عليه، فلم يمضِ إلا أيام حتى مَرِض ودرج إلى رحمة الله ولَحِق بربِّه، فأصابني عليه ما لم يُصِبْ والدًا على ولد، وامتنعت من الطعام والشراب، وجلست في بيت مظلم، وتصبّرت، فلم أُعْطَ عليه صبرًا، فحملني شدةُ الوَلَهِ على قصدِ قبره، وتولَّيْتُ حفره بنفسي، وأردت استخراجَه والتشفّي برؤيته، فلمشيئة الله ولطفِه بالطفل - أو بي - لئلا أرى به ما أكرَهُ، صادفت حجرًا ضخمًا، وعالجته فامتنع عليَّ قلعُه، مع قوة وأيدٍ كنت معروفًا بهما.

 

فلما رأيتُ امتناع الحجر عليَّ علمت أنها شَفقةٌ من الله على الطفل أو عليَّ، فزجرتُ نفسي، ورجعت ولهانَ بعد أن أعدتُ قبرَه إلى حاله التي كان عليها.

 

فرأيت بعد ذلك في النوم ذلك الطفل وهو يقول: يا أباه، عرِّفْ والدتي أني أريد أن أجيء إليكم.

 

فانتبهت مرعوبًا! وعرَّفْتُ والدته ذلك فبكينا، وترحَّمنا، واسترجعنا!

 

ثم إني رأيت في النوم كأن نورًا خرج من ذَكري حتى أشرَفَ على جميع دورنا ومحلَّتِنا، وعلا علوًّا كبيرًا، فانتبهت، وأوَّلت ذلك، فقيل لي:

أبشر بمولود يعلو قدره، ويَعظُمُ أمرُه، ويشيعُ بين الأنام ذكرُه، بمقدار ما رأيت من ذلك النور.

 

فابتهلْتُ إلى الله عز وجل، ودعوته وشكرته، وقويت نفسي بعد الإياس؛ لأني كنت قد جاوزت الأربعين، فلم تمض إلا هُنَيْهةٌ حتى اشتملت والدة ولدي هذا - وأشار إلى كمال الدين عمر - على حملٍ، وجاءت به في التاريخ المقدم ذكره (سنة 588)، فلم يكن بقلبي بحلاوة ذلك الأول؛ لأنه كان نحيفًا جدًّا، فجعل كلما كبر نبل جسمًا وقدرًا، ودعوت عدة دعوات، وسألت الله له عدة سؤالات، ورأيت فيه والحمد لله أكثرَها...).

 

وأصبح عمرُ من كبار شخصيات العالم الإسلامي في عصره، وكانت لأبيه به عنايةٌ تسترعي الأنظار، وتلهم الأفكار؛ وهي جديرة بالقراءة والاستفادة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
محمد عبدالحكيم - الإمارات العربية المتحدة 06/08/2015 11:25 PM

مقال جيد وممتع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة