• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين بين الأمانة العلمية وسعة الأفق

يسري عبدالغني عبدالله


تاريخ الإضافة: 16/6/2015 ميلادي - 29/8/1436 هجري

الزيارات: 27191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين

بين الأمانة العلمية وسعة الأفق


ابن عابدين - وهو محمد أمين بن عمر - صاحب كتاب "رد المحتار على الدر المختار على متن تنوير الأبصار"، الذي يعد من أشهر كتبه قاطبة - وقد طبع في القاهرة في خمسة مجلدات بالمطبعة الأميرية.

 

كان مولد ابن عابدين في دمشق السورية سنة 1198 هــ الموافقة 1784 م، بينما كانت وفاته سنة 1252 هــ الموافقة 1836 م بدمشق أيضًا، كان ابن عابدين فقيه الديار الشامية (سورية، الأردن، فلسطين، لبنان)، وإمام الحنفية السنية في عصره، نشأ في أسرة علمية كبيرة، وأخذ على يد كبار العلماء في ذلك العصر، ترك ابن عابدين لتراثنا الإسلامي ثروة علمية ضخمة، منها:

(أ) رد المحتار (الذي نحن بصدد عرضه وتحليله).

 

(ب) رفع الأنظار على ما أورده الحلبي على الدر المختار (مطبوع).

 

(جـ) العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحميدية (مطبوع).

 

(د) بسمات الأسحار على شرح المنار في أصول الفقه (مطبوع).

 

(هـ) الرحيق المختوم في الفرائض (مطبوع).

 

(و) حواشٍ على تفسير البيضاوي، وفي هذا الكتاب التزم ابن عابدين ألا يذكر شيئًا ذكره المفسرون.

 

(ز) حاشية على المطول في البلاغة.

 

(ح) مجموعة رسائل تقع في مجلدين (32 رسالة) في موضوعات مختلفة، وهي مطبوعة طبعة حجرية قديمة.

 

(ط) عقود اللآلي في الأسانيد العوالي... إلى غير ذلك.

 

هذا، وقد ألف ابن عابدين كتابه رد المختار وجعله حاشية على كتاب الدر المختار، الذي هو شرح لمتن تنوير الأبصار في فقه الحنفية، ولكنه لم يكمل تبييضه، على ما ذكر لنا ابنه في مقدمة التكملة التي أكمل بها كتاب والده ابن عابدين، بل وصل فيه إلى مطلب دعوى إلهية من غير قبض، ثم أكمله ابنه محمد علاء الدين، وكان من فقهاء الحنفية السنية الأجلاء كوالده، وقد أسمى التكملة: "قرة عيون الأخيار"، ويمكن لنا تلخيص المنهج الذي سار عليه ابن عابدين في رد المحتار في عدة أمور، وهي:

أمانة الأخذ والرد:

كان ابن عابدين إذا وردت عبارة في الدر المختار تشير إلى كتاب (مصدر أو مرجع) أخذ منه مضمون هذه العبارة، ويسارع ابن عابدين بذكر نص عبارة الأصل، وتحديد مكان الأخذ ومصدره، ثم يذكر ما قد يظهر من معنى في عبارة هذا الأصل، ويبين مدى ملاءمة عبارة الدر لعبارة الأصل، ثم يسرد عبارات كثير من المؤلفين في هذه المسألة، ويمثل ذلك بما جاء خاصًّا بسفر الرجل بزوجته إذا دفع لها كل مهرها معجَّله ومؤجله، فقد قال صاحب الدر المختار في هذه المسألة: "والذي عليه العمل في ديارنا أنه لا يسافر بها جبرًا عنها، وجزم به البزازي" (جـ 2 من الدر المختار ص 556 المطبعة الأميرية)، وتدخل ابن عابدين ليعلق على ذلك بقوله: "وجزم به البزازي" أردف قائلاً: "كذا في النهر، مع أن الذي حط عليه كلام البزازي تفويض الأمر للمفتي"، ثم عاد ليسوق عبارة البزازي التي في هذا الموضوع، وأبان لنا أنها لا تتفق مع دعوى صاحب "الدر المختار"؛ وذلك لأن البزازي جزم بذلك.

 

الزيادة والنقص:

كان ابن عابدين الحنفي يهتم كل الاهتمام ببيان عبارة كتاب الدر المختار، وينبه إلى ما فيها من قصور عن شمولها للمطلوب في المسألة الفقهية المرادة، أو ما قد يكون فيها من إطلاق يجب حده وتقييده، بناءً على ما ورد في فروع تستلزم ذلك في كتب المذهب الحنفي.

 

وكان الرجل يأتي في كثير من الأحيان بما يكمل النقص في الفروع التي ذكرها صاحب "الدر المختار"، أو ما تحتاج إليه من زيادة بحث، ويضع ذلك تحت عنوان: "تتمة"، كما أنه كان في كثير من الأحيان يذكر لنا الكثير من المراجع والمصادر التي وردت فيها المسألة، ويسرد عباراتها، ويقارن بينها من حيث اتفاقها مع ما جاء من فروع المذهب الحنفي، وأعتقد أن مجرد تلخيص هذه الآراء أو ذكرها مكسب كبير للباحثين؛ لأننا نعرف أسماء هذه المراجع أو أغلبها، ولا نعرف فحواها؛ لأنها - وللأسف الشديد - فُقِدت أو طُمِست، أو شُوِّهت.

 

سَعة الأفق والعودة للجذور:

كان ابن عابدين إذا أورد على صاحب الدر في عبارة إيرادات لبعض أصحاب المتون والحواشي ويراها من وجهة نظره إيرادات واهية أو متعصِّبة أو غير متجانسة مع المنطق ورحابة الفكر الإسلامي - بيَّن وجه رده، وهو في ذلك ينطلق من منطلق إسلامي رحب لا يعرف التعصب أو الهوى أو المذهبية المعنية، إنه لا يتعصب لا للأحناف، ولا لصاحب الدر نفسه!

 

كما كان ابن عابدين يرجع كل فرع ورد في الدر إلى أصله الذي أخذ عنه صاحب الدر، وكان يعزو الحجج والتعليلات لأصلها، كما يمثل لنا ذلك ما جاء في المؤتم لإمام يصلي عند الكعبة المشرفة وكان أقرب من إمامه إلى جدار الكعبة تفسد صلاته؛ فقد ذكر صاحب الدر ذلك فقال: "ولو وقف مسامتًا الركن في جانب الإمام وكان أقرب لم أرَه، وينبغي الفساد احتياطًا.. إلخ"، وهنا قال ابن عابدين: "البحث للشرنبلالي في حاشية الدرر، وكذا للرملي في حاشية البحر"، ثم أخذ يذكره ويبين في إسهاب ما فيه.

 

الراجح والمرجوح:

كان ابن عابدين يبين أقوى الأقوال التي ترد في المسألة، ويبين ما عليه الفتوى من هذه الأقوال وإن لم يكن أقواها، كما أنه كان إذا ذكر ما يفتى به في الجهات المختلفة يبين الراجح منها من المرجوح، إذا جاء سردًا في الشروح دون بيان للراجح من غيره، وكان يعتمد في ذلك - على ما نبه إليه هو في مقدمة كتابه - على ما نقل عن المحققين من المتأخرين، مثل الكمال بن الهمام وتلميذه أمير الحاج، والرملي، وابن نجيم، والحانوتي، وغيرهم وغيرهم ممن اشتهر بالفتوى من علماء الأحناف.

 

مادة رد المحتار:

نحن أمام مادة غزيرة بين دفتي كتاب رد المحتار، ترجع في استمدادها إلى النقول الكثيرة من كتب المحققين من علماء الحنفية المعتمدين في المذهب، وقد جاءت هذه المادة محررة من أي تعصب أو ضيق أفق، بعيدة عن الإطناب الممل أو الاستطراد المخل؛ لأن صاحب الكتاب كان يتبع - دون أي مبالغة - الأسلوب العلمي الاستقرائي؛ حيث كان يقابل المنقول بعضه على بعض، ويبين ما يتفق منها مع ما ورد من روايات في المسألة عن أئمة المذهب، مع بيان ما يكون راجحًا من هذه المنقولات.

 

القيمة العلمية:

يعتبر كتاب "رد المحتار على الدر المختار" لابن عابدين موسوعة فقهية سبقت عصرها في فروع المذاهب الإسلامية السمحة، وخاصة المذهبَ الحنفي، مع رد هذه الفروع إلى مرجعها من الكتب الفقهية المعتمدة، كما تعد موسوعة ابن عابدين جامعًا هامًّا لآراء المحققين من فقهاء الحنفية وتخريجاتهم لما ورد على أئمة المذهب، وردها إلى قواعد المذهب.

 

وليس غريبًا أو مدهشًا أن يكون هذا المؤلف من أهم المراجع لرجال القضاء والمشرعين والمفتين والباحثين في مذهب الحنفية؛ وذلك لدقة بحثه وتحرير الآراء التي جاءت فيه؛ فهو من حيث قيمته العلمية في محيطه الفقهي من الكتب التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ لكثرة جمعه ودقته، وتحرير مسائله، ورد الآراء إلى قائليها، والعبارات المختلفة في المسألة إلى أصحابها؛ لذلك ليس من الغريب أن نضع ابن عابدين مع ابن الصلاح، وابن المرتضى، وابن النجار، وابن الهمام، وابن حبان، وابن حبيب، وابن ماجه، وأبي داود، والبخاري، والترمذي، والرازي، وغيرهم من علماء الفقه والشريعة.

 

والله ولي التوفيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة