• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

عالم الجيولوجيا: أبو الريحان محمد البيروني (362هـ - 440 هـ / 972م - 1048م)

عالم الجيولوجيا: أبو الريحان محمد البيروني (362هـ - 440 هـ / 972م - 1048م)
أحمد جدوع رضا الهيتي


تاريخ الإضافة: 20/5/2015 ميلادي - 2/8/1436 هجري

الزيارات: 15944

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عالم الجيولوجيا: أبو الريحان محمد البيروني

(362هـ - 440 هـ / 972م - 1048م)


محمد بن أحمد، أبو الريحان البيروني الخوارزمي، ولد في خوارزم سنة 362هـ، دخل الهند وتعلَّم لغتها ودرس علومها، ثم أقام بغزنة حتى مات بها سنة 440هـ، فيلسوف رياضيٌّ مؤرِّخ، من أهل خوارزم، اطَّلَع على فلسفة اليونانيِّين والهنود، وعلَت شهرته، وارتفعت منزلتُه عند ملوك عصره.

 

كان جليل المقدار، وله كثيرٌ من التصانيف في الأدب والرياضة والنجوم والهيئة، والمنطق والحكمة وغيرها مما يفوق الحصر، مِن كتُبه "الآثار الباقية، عن القرون الخالية"، و"الاستيعاب، في صناعة الإسطرلاب "، و"الجماهر، في معرفة الجواهر"، وكان ثالث ثلاثة ازدهرَت بهم الحضارة الإسلامية (ابن سينا، ابن الهيثم، البيروني).

 

ولقد نبَغ في علم المعادن في كتابه "الجماهر، في معرفة الجواهر"؛ فقد وضَّح العلاقة بين طبيعة المعادن وسرعة التجوية، كما تحدَّث عن حركيات الأرض، وأدرك أنها تتغيَّر تغيُّرًا مستمرًّا وبطيئًا جدًّا، وكتَب عن حركة سطح البحر، وتكلم عن القشرة الأرضية وما طرَأ على اليابسة والماء من تطوُّرات خلال الأزمنة القديمة.

 

يعتبر كتابُه "الجماهر، في معرفة الجواهر" من أروع ما كتَبه العرب في علم المعادن والأحجار الكريمة والفلزَّات، وقسمها إلى معادنَ وفلزات، وقد رجَع عند كتابته إلى دراسة الأحجار الكريمة دراسةً علمية، ونقد ما كتبه علماءُ الهند والعرب الذين تقدَّموا زمانه، حتى إنه فاق جميعَ العرب في هذا الفن، واعتمد أيضًا على رسالتي الكِنديِّ في الجواهر والأشباه، وأنواع الحجارة، واستفادَ من مقال الدِّينَوري.

 

وقد لجأ البيروني في أبحاثه إلى التجرِبة، ومن أشهَر تَجارِبه في هذا الميدان حسابه للوزن النَّوعي، وقد تمكَّن من إيجاد الوزن النوعيِّ بدقة لثمانيةَ عشرَ حجرًا وفلزًّا، لا تكاد تختلف قيمتها عن قيمة الوزن النوعيِّ المحدد بالطُّرق الحديثة، هذا وقد عمل البيرونيُّ أيضًا على تبسيط نظرية المَساقط الفراغيَّة.

 

لم تكن علوم الأرض أو الجيولوجيا منفصلة عند البيروني عن العلوم الطبيعيَّة الأخرى؛ كالفلَك والجغرافيا والفيزياء، بل كانت مرتبطة بها، يتناولها خلال دراساته لتلك العلوم؛ لأن علم الجيولوجيا لم يتميَّز عن بقية هذه العلوم إلا حديثًا.

 

وقد احتوت مؤلفاتُ البيروني العلمية أبحاثًا عميقة حول موضوع تكوُّن القشرة الأرضية، وما طرَأ على اليابسة والماء من تطورات خلال الأزمنة والأحقاب الجيولوجية المتطاولة، وكانت له نظرياتٌ في قِدَم الأرض وما اعتراها من ثوراتٍ وبراكين وزلازلَ وعوامل تعريةٍ غيَّرَت من وجهها الطبيعيِّ على مر العصور، وهذه النظريات وتلك الآراء لم تكن معلومةً في عصره أو سائدة في زمانه، وهي مما يُعد اليوم من دَعائم علم الجيولوجيا.

 

وقد عدَّد أحد الباحثين المتخصصين في الجيولوجيا العلومَ التي تحتويها أبحاثُ البيروني الجيولوجية، فشَمِلَت: "علم التضاريس" و"علم الطبقات" و"كيمياء الأرض" و"المعادن والبِلَّورات" و"الجيولوجيا التاريخية".

 

ويَذكر البيروني كثيرًا في مؤلفاته حقائقَ علم الجيولوجيا ونظرياته فيما يخص تكوُّنَ الحفريات للكائنات الحية، أما ما يخصُّ شرح عمليات التحفُّر بالتحجر (Petrifaction) والتحفُّر بالاستبدال المعدني Mineral replacement، فنجد للبيرونيِّ إشاراتٍ كثيرةً إلى أصول هذا العلم، حين يتحدَّث عن الأحجار الكريمة كالبلَّور الذي كان في أصله سائلاً ثم تحجر لاحتواء كثير من مواده رواسبَ الخشب والحشيش المخالِفةَ لطبيعة ذلك المعدِن نفسه.

 

وما يَذكُره البيروني هنا هو تفسير علمي صحيح، لا تخلو منه كتبُ الجيولوجيا في العصر الحديث؛ يقول "إيرو بوب": إن من المستحيل أن يَكتمل أيُّ بحث في تاريخ علم المعادن (Mineralogy) دون الإقرار بمساهمة البيروني العظيمة، خاصة وأن البيرونيَّ تمكَّن من معرفة الوزن النوعيِّ لعددٍ كبير من المعادن بدرجة عظيمةٍ من الدقة، وقد أثبتَ معرفته التجريبيَّة والعِلمية في هذين الكتابين؛ أي: كتاب "الجماهر، في معرفة الجواهر"، ورسالته في المعادن.

 

للبيروني نظرياتٌ في علم الطبقات والأزمان الجيولوجية، أو ما يُطلقون عليه حديثًا "علم الطبقات" (Stratigraphy) و"علم الأحافير" (Paleontology) و"الجيولوجيا التاريخية" (Historical Geology).

 

وتقترب نظرياته في هذه العلوم من النظريات الحديثة؛ حيث إنَّ له آراءً صائبة حول موضوع تكوين القشرة الأرضية، وما طرأ على اليابسة والماء من تطوُّرات وتغيرات خلال الأزمنة والأحقاب الجيولوجية المختلفة، ولم تكن هذه النظريات معروفةً عند اليونان ولا منتشرةً بين مُعاصريه، ويمكننا أن نعدَّه لذلك من روَّاد العلوم الجيولوجية، خاصة وأن هذه الأفكار العلميَّة الصائبة لم تنتشر في أوربا وتأخذ طريقها إلى أبحاث علماء النهضة - كليونارد دافنشي وأمثالِه - إلا بعد وفاة البيروني بعدَّة قرون.

 

لقد كان البيرونيُّ نموذجًا للعالم التجريبـيِّ المسلم، الذي يعتمد الملاحظةَ والمشاهدة العلمية أساسًا منهجيًّا، ويتوسل بالاستقراء طريقًا إلى معرفة قوانين الطبيعة ونواميس الكون، وتؤكد مؤلَّفاته المتنوعةُ ذلك؛ حيث كتَب في كثير من العلوم الطبيعية، وبحَث في مختلِف الظواهر الكونية.

 

ونجده في كتابه "الجماهر، في معرفة الجواهر" يؤسِّس لعلم المعادن والبلورات، ويحدِّد الأوزان النوعية لكثيرٍ من الجواهر والأجحار والمعادن، ونجده في كتابَيه "القانون المسعودي" و"الآثار الباقية" يؤسِّس لكلٍّ من الرياضيات الفلكية وعلم الجيولوجيا والطبقات الرسوبية.

 

وكما كان مؤسِّسًا منهجَ البحث العلمي التاريخي بكتابه "تحقيق ما للهند من مقولة، مقبولةٍ في العقل أو مرذولة"، نجده يؤسِّس بكتبه "تحديد نهايات الأماكن" و"إفراد المقال" و"التفهيم، لأوائل التنجيم" لعلم المساحة أو الجيودسيا، ويتمكَّن - بوضعه لقانون رياضي فلَكيٍّ - من قياس محيط الأرض.

 

وفي الحقيقة لا يمكن النظر إلى كتاب "القانون المسعودي" على أنه مرجعٌ للفلَك الإسلاميِّ فقط، بل هو مصدر أيضًا لكثير من العلوم اليونانية والكلدانية القديمة التي لم يُعثَر على نصوصها الأصلية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة