• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

المعتمد بن عباد ودون خوان مانويل (9/10)

د. جاسم العبودي


تاريخ الإضافة: 12/11/2009 ميلادي - 25/11/1430 هجري

الزيارات: 11191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ي- الحديقة الشعرية[1] في الأندلس (الجزء الأول):
El jardín poético en al-Andalus 
على امتداد الخريطة العربيَّة هناك من افتُتِن بالطبيعة، فتكوَّنت بذلك ثروة أدبيَّة غنية، هي انعكاس عمَّا يدور في قرارة النفوس، وقراءة للواقع الأدبي والاجتماعي للعرب.

الشاهد: "ثلاثة تجلو البصر: الخضرة، والماء الجاري، والوجه الحسن". المتهم: الوجْه القيبح، "النَّظر إلى الوجه الحسَن يورث الفرَح، والنَّظر إلى الوجه القبيح يورث الكَلَح".
المدَّعي: ما ذنب القبيح وقد خلقَه الله بهذا الشكل؟!

والحكاية التَّالية تؤيّد زعمهم، قال يحيى بن علي المنجّم: كنت يومًا بين يدَي المعتضد وهو مقطّب، إذ أقبل عليه مولاه، وكان في غاية من الحُسْن، فلمَّا رآه من بعيد ضحِك، وقال: يا يحيى، مَن الذي يقول: فِي وجْهِه شافع؟ فقلتُ: ابن قنبر المازني، فقال: لله درُّه! ثمَّ استنْشدني الأبيات، فأنشدتُه إيَّاها، وقد انقلب تقطيبه ضحكًا وسرورًا، ومنها:
فِي وَجْهِهِ شَافِعٌ يَمْحُو إِسَاءَتَهُ        مِنَ القُلُوبِ وَجِيهٌ حَيْثُمَا شَفَعَا
وأدْخلوا الورد بأنواعه، والنرجس، وزهر الرمَّان، والبحر: "النظر إلى ثلاثة أشياء عبادة: في وجْه الوالدين، وفي المصحف، وفي البحر".
وصنَّفوا الريحان سادة وعبيدًا: "سيّد ريحان الجنَّة الحناء".

وأرادوا أن يكون للخيري زبائن، فقالوا: "أكثر دهن الجنَّة الخَيْرِي"، ولكسب عطف الناظرين روَوا: "يعْجِبُه النَّظر إلى الأترج".
وجعلوا "السفرجلة" امرأةً تختال في ثوب نرجسي، يقول الوزير أبو جعفر المصحفي (ت 372/ 982):
وَمُصْفَرَّةٍ تَخْتَالُ فِي ثَوْبِ نَرْجِسٍ        وَتَعْبِقُ عَنْ  مِسْكٍ  زَكِيِّ  التَّنَفُّسِ
واختلقوا الأخبار: "لمَّا أهبط الله آدمَ من الجنَّة بأرض الهند، وعليْه ذلك الورق،كان لباسُه من الجنَّة يبِس، فتطاير بأرض الهند، فعبق منه شجر الهند فلقح، فهذا العود والصنْدل والمسك والعنبر والكافور من ذلك الورق".
ووضعوا الأحاديث: "ليلة أُسري بي سقط إلى الأرْض من عرقي فنبت منه الورد، فمَن أحبَّ أن   يشمَّ رائحتي فليشمَّ الورد".

وحبّ الطَّبيعة بورودها، إمَّا فطرة تعلق بالنفس، أو زراعة في النفوس، وإلاَّ تفرُّ من أيدينا غاضبة، فننساها حال كثيرٍ من قيمنا الراقية، فهي رِئَتنا، ونحن شرايينها.

وأتذكَّر عندما كان أولادي صغارًا، كنَّا نذهب إلى الأسواق الضخْمة للتبضُّع، وعند المدخل يفرُّ الثلاثة مني، ولم أسمع منهم إلاَّ: سنلْتقي بعد ساعة، وأنادي: إلى أين؟ إلى الألعاب، ويتهامزون فيما بينهم كأقزام عفاريت: سنراك.

ومن بعيدٍ أسمع منهم تمتمات "في صالة الورود"؛ لأنَّهم تعوَّدوا كلَّما دخلْنا سوقًا، وجدوني أجدّد البيعة للورد في أحْضان سنادينها.

وحبّ الطبيعة في الأندلس اتَّخذ ثوبَين من الأدب، الأوَّل: الرَّوْضِيَّات género poético sobre jardines  المتخصّص بالحدائق، والثاني: النَّوْريّات poema floral  الَّذي يتعرَّض للأزهار، وقد أضافوا فيه على الجسَد الجميل ثوبًا بديعًا نسجوه من كلِّ ما تأثَّروا فيه في الرِّياض، كقول صاعدٍ للمنصور:
أَتَتْكَ  أَبَا  عَامِرٍ   وَرْدَةٌ        يُذَكِّرُكَ المِسْكُ أَنْفَاسَهَا
كَعَذْرَاءَ أَبْصَرَهَا  مُبْصِرٌ        فَغَطَّتْ بِأَكْمَامِهَا رَاسَهَا
ونجد طوالعه مبكّرة، وكلّنا نتذكَّر مؤسّس الدَّولة الأموية، عبدالرَّحمن الداخل (138 - 172/ 755 - 788)، وهو يُخاطب أوَّل نخلة زُرعت في حديقة
قصره "الرُّصافة":
يَا نَخْلُ  أَنْتِ  غَرِيبَةٌ  مِثْلِي        فِي الغَرْبِ نَائِيَةٌ عَنِ الأَصْلِ
لَوْ أَنَّهَا تَبْكِي،  إِذًا  لَبَكَتْ        مَاءَ الفُرَاتِ وَمَنْبِتَ  النَّخْلِ
ومن روائع ما قيل في النَّرجس: قول عبدالملك بن جهور، وزير عبدالرحمن الناصر:
قَدْ بَعَثْنَا إِلَيْكَ بِالنَّرْجِسِ الغَضْ        ضِ حَكَى لَوْنَ عَاشِقٍ مَعْمُودِ
فِيهِ رِيحُ الحَبِيبِ  عِنْدَ  التَّلاقِي        وَاصْفِرَارُ المُحِبِّ عِنْدَ الصُّدُودِ
وانظُر تشبيه الأمير عبدالله الوجْنة بالنور والبهار:
كَأَنَّمَا  وَجْنَتَاهُ   وَرْدٌ        خَالَطَهُ النَّوْرُ  وَالبَهَارُ
قَضِيبُ بَانٍ إِذَا  تَثَنَّى        يُدِيرُ طَرْفًا بِهِ احْوِرَارُ
واشتهر شعراء بذلك، منهم ابن خفاجة الشُّقري (1058-1138)، نسبة إلى مدينة صغيرة، تحيط بها الجدوال والبساتين كأنَّها قطعة من الجنَّة، تسمى شُقر Alcira ، وعُرف "بالجَنَّان"، و"عاشق الحدائق"، وسماه الأسبان "بشاعر مصور المناظر الطبيعية" poeta paisajista ، وكذلك ابن أخته ابن الزَّقاق.

(انظر: الجزء الثاني من الحديقة الشعرية)


 نبتة الخُزامى الشهيره التي تنتشر في الجزيره العربية في وقت الربيع.



شجيرات الخُزامى في أسبانيا.

 

خُزامى مضفور.



الخَشْخَاش.

 

الياسَمِين.


 

الياسَمِين.

 
 

الياسَمِين.
 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــ
[1] الذي دعاني إلى كتابة هذا المقطع هو التعريف بالنيلوفر؛ لعدم شيوعه بين العرب، فاقتضى الحال أن نمرَّ سريعًا على الحديقة الشعرية الأندلسية، للتعريف أو إلقاء فكرة عامة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة