• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

أبو الحسن الندوي في دبي

أبو الحسن الندوي في دبي
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 22/6/2014 ميلادي - 24/8/1435 هجري

الزيارات: 9350

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو الحسن النَّدْوي في دبي


فاز العلامةُ الكبير الداعية البصير الأستاذ الشيخُ أبو الحسن الندوي سنة 1419هـ بجائزة الشخصية الإسلامية التي تمنحها جائزةُ دبي الدولية للقرآن الكريم كلَّ سنةٍ لشخصيةٍ كبيرةٍ خدمت الإسلام، وقد حضر إلى دبي، وكُرِّمَ تكريماً كبيراً، وألقى كلمةً مؤثرةً في الحفل الختامي للجائزة، ذَكَرَ فيها شعراً لمحمد إقبال، وقال في كلمته:

(لو جُمِعَ لي العربُ في صعيدٍ واحدٍ، واستطعتُ أنْ أوجِّه إليهم خطاباً تسمعهُ آذانُهم، وتعيه قلوبُهم لقلتُ لهم:

أيها السادة:

إنَّ الإسلامَ الذي جاء به سيدُنا محمدٌ العربي صلى الله عليه وسلم هو منبعُ حياتِكم، ومِنْ أفقهِ طلَع صبحُكُم الصادقُ، وإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو مصدرُ شرفكم، وسببُ ذكركم، وكلُّ خيرٍ جاءكم - بل وكل خيرٍ جاءَ العالم- فإنّما هو عن طريقهِ، وعلى يديهِ، أبى اللهُ أنْ تتشرَّفوا إلا بانتسابِكم إليه، وتمسُّكِكم بأذيالهِ، والاضطلاعِ برسالتهِ، والاستماتةِ في سبيلِ دينهِ، ولا رادَّ لقضاءِ الله، ولا تبديلَ لكلماتِ الله، وإنَّ العالمَ العربيَّ بحرٌ بلا ماءٍ كبحر العروض حتى:

♦ يتخذَ سيدَنا محمّداً صلى الله عليه وسلم إماماً وقائداً لحياته وجهاده.

 

♦ وينهضَ برسالة الإسلام كما نهضَ في العهدِ الأول.

 

♦ ويخلِّص العالمَ المظلومَ مِنْ براثن مجانين أوروبا الذين يأبون إلا أنْ يقبروا المدنيةَ، ويقضوا على الإنسانيةِ القضاءَ الأخيرَ بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم.

 

ويوجِّهَ العالمَ:

مِن الانهيار إلى الازدهار.

ومِن الخراب والدمار والفوضى والاضطراب، إلى التقدم والانتظام والأمن والسلام.

ومن الكفر والطغيان إلى الطاعة والإيمان.

وإنه حقٌّ على العالَم العربيِّ سوف يُسألُ عنه عند ربِّه فليَنْظرْ بماذا يُجيب).

 

وفي اليوم الثاني (الجمعة 21 من رمضان 1419هـ الموافق 8/1/1999م) ذهبتُ أنا وجاري الشيخ خلدون مخلوطة إلى فندق البستان، وصلينا العصرَ في المُصلَّى، ثم صعِدنا إلى الطابق الثالث حيث الشيخ أبو الحسن الندوي ومرافقوه... كان يُصلِّي العصر ثم خرج، قلتُ له: نحنُ من تلاميذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، فقال: رحمه الله، كان يعطف علينا، وقدَّم لي بعضَ كتبه، وقدَّمتُ له بعضَ كتبي. (أو قال: قدَّمَ لي بعضَ كتبي، وقدَّمتُ له بعضَ كتبه).

 

وأهديتُ إلى الشيخ نسخةً من كتاب "العُجاب في بيان الأسباب" للحافظ ابن حجر العسقلاني، وهو الكتاب الذي منَّ اللهُ بتحقيقه وخدمته في مرحلة الدكتوراه، فنظرَ فيه وقال: أهو مجلدان؟ قلت: نعم.

 

كما قدمتُ له هذه القصيدة:

عربي من الهند

إيهٍ أبا الحسنِ الندوي يا رجلاً
قد طوّفَ الأرضَ مِنْ بدوٍ ومِنْ حضر
يدعو إلى الله في الدنيا بأجمعها
يَسيرُ في النّاس لا ينفكُّ من سفَرِ
وجهٌ مِن الهند، في عينيه جذوتُها
لكنما القلبُ مِنْ واحاتنا الخُضُرِ[1]
ستون عاماً مِن الأعباء ما وهنتْ
عزيمةٌ منه تَسعى سعيَ مقتدِرِ
دعا إلى الله لم يركنْ إلى أملٍ
ولم يعشْ عمرَه يرنو ل (مُنتَظَر)[2]
إذا استنامتْ على الآمال أمتُنا
ضاعتْ، ولم تُبق مِنْ خيرٍ ولم تذرِ
يا أمةَ الحق يا نوراً له ألَقٌ
شقِّي بربِكَ ثوبَ الخوفِ والحذرِ
قومي من النوم لا تخشي مصاولةً
وجرِّدي العزمَ في ساحاتِنا الحُمُرِ
كم ذا يجرُّ خساراتٍ تخلُّفنا
على الحياةِ وكم يُدني من الخطَر[3]
لا تطلبي قَدَراً يأتي لنجدتنا
تأهبي واركبي الدنيا إلى القَدَرِ
العالمُ اليومَ في شوقٍ لعودتِنا
ونحنُ في غيبةٍ كُبرى بلا أثرِ
صحا العبادُ وقاموا في مطالبهم
حتّى كأنَّ لهم عُمْرين في عُمُرِ
ونحنُ أوقاتُنا تمضي بلا هدَفٍ
كأنّها فائضٌ يُرمى مع القذَرِ
يا أيها الشيخُ كنتَ النّور -في ظُلَمٍ
غطَّتْ علينا-، كنورِ الشمسِ والقمرِ
أدامك اللهُ نبراساً يُضئُ لنا
دربَ النجاة، ويُحيي دارسَ الأثرِ

 

ثم طلبتُ منه الإجازةَ فقال: لابُدّ من قراءة "الأوائل".

 

قلت: معي "الأوائل السُّنبلية" فنظرَ فيها، وطلبَ أوراقاً، فأتوه بالإجازة مطبوعةً مع أوائل الكتب الستة، وموطأ مالك، ومسند أحمد. فقرأتُها عليه، وهو والحاضرون يَسمعون، ثم قال: اكتبْ اسمَك هنا. فكتبتُه، وأخذها فكتبَ اسمَه، وكتب: دبي، ثم قال: اكتب التاريخ.

 

وقلتُ له: أرسلتُ إليكم خطاباً من بغداد ولم أتلق جواباً؟ فقال: لم يصلْ إليَّ، ربما بسبب الرقابة.

 

وجاء الدكتور تقي الدين الندوي فاستأذنَ أَنْ يُدخِلَ الشيخَ إلى غرفة النوم دقيقةً، فدخلَ وتأخر!

 

وفي هذه الأثناء دخل الدكتور الشيخ إبراهيم سلقيني عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وأخوه الدكتور عبد الله، و الدكتور عبد الرحمن الصابوني، و الدكتور حسن مَرْعي، المدرِّسون في هذه الكلية، وسلَّموا على الشيخ، وهو على سريره، ودخلنا معهم، وحين خرجوا تقدَّمتُ من الشيخ، وطلبتُ منه النصيحة، وكلماتٍ نحفظُها عنه، فقال لي:

(الإيمان والاحتساب في كل شيء، حتى في الطعام والشراب والمنام، وأمورِك كلِّها)


وسلّمتُ على الأستاذ الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، وأخذتُ عنوانَه.

 

وذهبنا إلى الغرفة (12) للقاء الشيخ سلمان الحُسيني الندوي، وكان يأخذ قسطاً من الراحة…فوقفت مع بعض الشيوخ الحاضرين، ثم عدتُ وكان الشيخ سلمان قد استيقظَ، ورحَّب بنا، وجلستُ عنده، وذكرتُ له أني قرأتُ رسالتَه النافعة عن (الإعداد لسنِّ التكليف)، وسألتُه عن أعماله، فعدَّد بعضاً منها، وسألني عن بغداد،- وكانتْ قُصِفتْ في أول رمضان- ثم قال بأسفٍ: هذه بغدادُ الرشيد والمنصور، وبدا عليه التأثرُ، واستجزتُه فقال: لابُدَّ من القراءة، وقرأتُ عليه "أوائل الكتب الستة"، وقال: حصلَ الإذن، ولكنَّ أسانيدي ليستْ معي، وأعطاني عنوانَه، وقال: تُكاتِبني لأرسِلَ لك الإجازة مكتوبةً إن شاء الله، وسألني: هل زرتَ لكنو؟ فقلتُ: لا، فقال: تزورُها إن شاء الله، وسألني عن الدكتور محمد محروس المدرِّس الأعظمي، وقال: جاء إلينا في ندوة العلماء، وألقى محاضرات طيبةً، وسألني عن تخصُّصي، ثم استأذنّا، وخرجنا إلى البيت حامدين الله على هذه اللقاءات المباركة.

 

قلت:

وقد خرّج البحاثة الأستاذ الدكتور محمد أكرم الندوي للشيخ أبي الحسن الندوي ثبَتاً سمّاه: (نفحات الهند واليمن بأسانيد الشيخ أبي الحسن).

 

وخرج للشيخ سلمان الحسيني ثبتاً سمّاه (العقد اللجيني في أسانيد المُحدِّث الشريف سلمان الحسيني) وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: في فوائد تتعلقُ بالإسناد والرواية.

الفصل الثاني: في ترجمته.

الفصل الثالث: في أسانيد أمهات كتب الحديث.

الفصل الرابع: في الاتصال بالأثبات.

 

وصدر عن دار الغرب الإسلامي سنة 1425هـ- 2004م في 128 صفحة



[1] إشارة إلى نسبه العربي الهاشمي.

[2] إشارة إلى المبادرة وعدم انتظار المهدي المنتظر.

[3] إشارة إلى كتاب الشيخ القيِّم "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟"





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- إضافة
عبد الحكيم الأنيس - الإمارات العربية المتحدة 23/06/2014 09:14 AM

ومما يذكر هنا أن قيمة الجائزة التي تمنح للمكرم مليون درهم، وقد أعلن الشيخ أبو الحسن في حفل التكريم أنه يتبرع بالمبلغ كله للتعليم الديني في الهند رحمه الله رحمة واسعة.

3- حقا ساعات ﻻ تنسى
ياسر إبراهيم نجار - الكويت 22/06/2014 08:01 PM

ما شاء الله
جزاك الله خيرا
أستاذ عبدالحكيم

ورحم الله أولئك الشيوخ الكبار
عبد الفتاح أبو غدة
وأبو الحسن الندوي
وسليمان الندوي

2- اعجاب
محب العلماء - سوريا 22/06/2014 06:42 PM

رحم الله الشيخ أبا الحسن الندوي، فقد كان عالما عاملا، وداعية واعية، وترك من بعده مؤلفات كثيرة، نافعة منيرة.
وكلمته في دبي موجزه ولكنها عميقة جدا.

1- ساعات لا تنسى
مصعب سلمان احمد - العراق 22/06/2014 04:01 PM

ليس هناك شيء أجمل من لقاء العظماء ، وأي فخر وعظمة نالها العلماء ، فهم من يهتدى بهم في الأرض كما يهتدى بنجوم السماء ، وقد صدق من قال : ( إن لم يكن العلماء أولياء فمن هم الأولياء؟)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة