• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

هل أحرق طارق بن زياد سفنه؟

د. بليل عبدالكريم


تاريخ الإضافة: 3/8/2009 ميلادي - 12/8/1430 هجري

الزيارات: 13071

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قام قائد الجيش الفاتح للأندلس في معركة وادي "برباط" أو "لُكَّة" بحرْق السفن، وقال للجيش البالغ تعداده "12" ألفًا، غالبه رجّالة، والفرسان قلّة: "البحرُ من ورائكم، والعدوُّ من أمامكم، فأين المفرُّ؟!"

يزعمون أنه فعل ذلك؛ لإرغام الجند على القتال أمام عدو قُدِّر بِـ"100" ألف من الفرسان.

هكذا رُويت القصة؛ لكن أكثر علماء التاريخ الموثوقين لم يوردوا هذه القصة، برغم انتشارها على يد الأدباء والمفكرين غير المحققين لما يرْوُون.

دراسة القصة:
من الناحية العلمية: هذه القصة لا تصح؛ بل لا يسلم اعتمادها؛ لفقدانها لشروط التوثيق التاريخية العلمية، فهي تسقط علميًّا.

المسلمون امتازوا بعلم "الإسناد" في الرواية، وهو ما حفظ وحافظ على الصحيح، وميَّزه عن الضعيف والمدخول من الروايات، كما أسسوا علم "الجرح والتعديل"، وعلم "الرجال"، وعلم "العلل"، كلها لضبط المرويات في الحديث النبوي، أو الآثار عن الصحابة، أو أقوال الأئمة والعلماء، والتاريخ والتدوين.

هذه الرواية إذا أخضعناها للتمحيص العلمي، نجدها فاقدة للمعايير العلمية؛ بل التحقيق يثبت ضعفها، وأنها أُدخلتْ في تاريخ المسلمين إدخالاً؛ فلا وجود لها عند كل العلماء المؤرخين للأندلس ممن عاش تلك الحقبة، أو من تلاهم من علماء الأندلس، فلا حَسيس لها ولا رِكْز، فهم لم يعلموا بها، ولم يجدوا لها كلامًا في زمانهم؛ أي: لم يتداولها أحد، لا في مقام الإشاعات ولا القصص، لا كذبًا ولا صدقًا.

غير أن من نشرها لم يكن من زمان الأندلس؛ بل من العصر الحديث، وهم المستشرقون، وذاك لحاجة في أنفسهم، ثم نقلها ونشرها أذنابُهم، وتلقَّفها من لا علم له بالتاريخ ولا بالتحقيق؛ بل هو كحاطب ليل بَهَته الذي كفر، فآمن بكل ما ورد عن الأوربيين، معتقدًا وموقنًا بالعصمة، والعلمية، والموضوعية! ثم مرَّت على أقوام أفاضل نَقصهم التحقيقُ العلمي، فقبلوها مع حسن نية، وتكَلفوا لها تفسيرات لتجميل الرواية.

من ناحية التخطيط العسكري: هي خطأ كبير، ومغامرة ليس وقتها، ومقامرة في أرض عدو؛ لأسباب هي:
1- لم يثب قط أن قائد المعركة - وهو طارق - استشار قائدَه الأعلى منه، وهو موسى بن نصير، فلا مراسلات أثبتت، لا عند المسلمين، ولا حتى الأوربيين. هذه وحدها مخالفة عسكرية، ليس طارق ممن يقع فيها.
2- الجيش قد يخسر المعركة، وهذا وارد؛ لقِلَّته والفارق بينه وبين عدوِّه، والأرض ليست أرضه، والخسارة قد تقع، فأين المفر؟! وأين مجال إعادة الترتيب إن هُزم ولم يُدمَّر؟! وكيف يطلب التعزيزات؟! بكل المعايير الإستراتيجية هذا انتحار، فأقوى الجيوش يجعل قادتُها مخارجَ للانسحاب كخطة، أو تفاديًا للتدمير الكلي.
3- المسلمون الفاتحون ليسوا بحاجة إلى تحفيزٍ من هذا النوع (الإكراه) على القتال؛ ففيه تلويث للنية، وتحويل للإخلاص والجهاد لوجه الله، إلى القتال فرارًا من الموت المحتم، مما يدل على خلل في الفهم لدى الأوربيين حول عقيدة الفاتحين المسلمين.
4- بعد حرق السفن، كيف يكون طريق الرجعة لو هزم الجيش؟
5- غالب السفن ليست للمسلمين؛ بل استعاروها من حاكم (سبتة)، فهي أمانة يجب أن تعاد لصاحبها.
6- قال أحد الباحثين: هذا الحرق فيه تجاوز شرعي، لا يقدم عليه رجل في تقوى وورع طارق بن زياد، وما كان العلماء وقادة الجيش ليسكتوا لو فرضْنا وقوع ذلك، كما في الرواية تهوين لقوة وعزيمة الفاتحين، حيث تُصوِّر فقدان العزيمة على الجهاد، والهروب من الموت كان المُجبر على البسالة في القتال والانتصار؛ أي: هم طالبو دنيا.

هذا قد يفهم من عقلية أهل الدنيا والغزاة المحتلين كالأوربيين؛ لذا قاسوا ما في أنفسهم على المسلمين المجاهدين الطامحين في الشهادة، فنقبوا في التاريخ ليتلقفوا تلك الرواية في غزو الفرس لليمن قبل الإسلام، ثم لفقوها لفاتح الأندلس بأنه أرغم جنوده على القتال، وإلا لفرَّ الكل وتركوه وحيدًا.

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- القول الفصل
محمد بوبركة - ليبيا 01/04/2014 11:41 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الشكر الجزيل لكاتب المقال ، فليس فقط طارق بن زياد تم الادعاء عليه فى كتب التاريخ ، بل ادعو على رسول الله صلى الله عليه زورا وبهتان ، فلا عجب أن يكذبوا على هذا البطل والشخصية العسكرية الفذة ، فهو وكما يقول صاحب المقال لن ينتحر بهذه الطريقة الفجة ، عوضا على التلاعب بمصير المجاهدين . فقولهم هذا عبث وكذب وتزييف للحقيقة ، أما قول كاتب المقال فهو القول الفصل.

4- حرق السفن
كريم - alger 31/10/2012 01:41 PM

طارق رجل من البربر و لا أستبعد حرقه للسفن فالبربر هم في الأصل محاربون و ليس من شيمهم السير للخلف حتى يومنا هذا
فالبربري لا ينسحب من المعركة مهما كلفه ذلك

3- طارق بن زياد
hام فهد - السعوديه 12/10/2009 08:12 PM
اريدتحميل هذا الكتاب

تعليق الألوكة:

بالإمكان نسخ المادة ثمّ لصقها في ملف وورد.. مع الشكر والتقدير
2- بارك الله جهودكم
راجيةعفوربها - السعودية 08/08/2009 07:11 AM

جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح فقد كنت ممن يعرف مقولة طارق بن زياد وليس لدي أدنى شك في صحتها ولم يدر بخلدي ما وضحه الكاتب بارك الله فبه
وبالتالي نحن نحتاج بعد عون الله تعالى لمن يبحث ويوضح لنا هذه الأمور التاريخية المهمة

1- زيادة إيضاح
موسى الزبيدي - المملكة العربية السعودية 07/08/2009 11:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، وبعد ؛ فما خلص إليه أخونا الفاضل : بليل عبد الكريم كان قد أشار إليه الشيخ عبد العزيز السدحان في كتاب له بعنوان كتب وأخبار تحت المجهر ، وهنا أشكر الأخ الفاضل بليل على هذه الاتحافة المميزة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة