• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

العراق في النصوص النبوية

عقيل حامد


تاريخ الإضافة: 30/3/2014 ميلادي - 29/5/1435 هجري

الزيارات: 143706

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العراق في النصوص النبوية


بلاد المسلمين واحدة كدمائهم وأموالهم وأعراضهم، وهذا لا يُخالف فيه عاقل فضلاً عن عالم، وما هذه الحدود المصطنعة إلا من فعل أعداء الإسلام لتقسيم المسلمين وتفريقهم وإضعاف قوتهم، وبث الخلاف والفرقة بينهم؛ ليكون صراع المسلمين فيما بينهم بدل أن يكون مع غيرهم، هذا الفعل والتقسيم أثمرت نتائجه وحصد الغرب ثمارَه اليانعة الحلوة، على حساب أرواح وثروات وأعراض المسلمين - مع الأسف الشديد - وما تشهده البلاد العربية والإسلامية هو أكبر دليل وبرهان على ذلك.

 

لقد فاضل الله تعالى بين المؤمنين وجعلهم درجات؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ ﴾ [الأنعام: 165]، وكذلك فضَّل الله بلادهم بعضها على بعض، وجعل مكة المكرمة خير بقاع الأرض، ثم المدنية النبوية، ثم القدس الشريف، وهنا لا بد من التنبيه على أن الحرمين اثنان لا ثالث لهما، هما مكة والمدينة، ثبتَت حرمتهما بالنص الصحيح الصريح، أما القدس الشريف فلم تَثبُت حرمته بدليل صحيح صريح، فاقتضى التنبيه.

 

ومن الأرض التي فضَّلها الله ما جاءت في الحديث الصحيح عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يَمننا))، قالوا: يارسول الله وفي نجدِنا؟ فأظنه قال في الثالثة: ((هناك الزلازل والفِتَن، وبها يطلع قرن الشيطان))؛ رواه البخاري، الشام واليمن مباركتان بنص قول النبي المعصوم، أما (نجد) لم يُباركها الله تعالى، وهي التي تُهمُّنا ويقصد بها (العراق)، لا كما يظن البعض أنها البلاد المعروفة الآن في السعودية؛ لأن "نجد" في اللغة معناها الأرض المُرتفعة، والعراق أرض مُرتفعة بالنسبة لبلاد الحرمين الشريفين، وعند جمع جميع الأحاديث الواردة في هذه المسألة يتبيَّن ذلك بشكل واضح وصريح.

 

حاول بعض المغرضين استغلال بعض الروايات لدعم مذهبه الخبيث وفكره المنحرف وحمَّلَها ما لم تحتمل، حاول صرفها عن معناها الصحيح ودلالتها الصريحة متَّهمًا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بما لا يَليق بها وبمنزلتها - فضَّ الله فاه وشلَّت يداه - مستغلاًّ حديث البخاري عن عبدالله بن عمر قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ((ها هنا الفتنة (ثلاثًا) من حيث يطلع قرن الشيطان))، ولفظه عند مسلم: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: ((رأس الكفر من ها هنا؛ حيث يطلع قرن الشيطان))، وقد رد العلامة الألباني عليه ردًّا عِلميًّا ناصعًا في الوضوح والبرهان بعد أن ذكر الحديث الشريف: ((ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا [قالها مرتين أو ثلاثًا]، من حيث يطلع قرن الشيطان، [يشير [بيده] إلى المَشرِق، وفي رواية: [العراق]))، قال الألباني: "قلتُ: وطرق الحديث مُتضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي المَشرِق، وهي على التحديد العراق كما رأيت في بعض الروايات الصريحة، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم، فإن أول الفتن كان من قبل المَشرِق، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة؛ كبدعة التشيُّع والخروج ونحوها، وقد روى البخاري (7/ 77) وأحمد (2/ 85، 153) عن ابن أبي نعيم قال: "شهدتُ ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحرِم قتل ذبابًا فقال: يا أهل العراق، تسألوني عن مُحرم قتل ذبابًا، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((هما ريحانتي في الدنيا))؟!"، وإن من تلك الفتن طعن الشيعة في كبار الصحابة رضي الله عنهم؛ كالسيدة عائشة الصديقة بنت الصديق التي نزلت براءتها من السماء، فقد عقد عبدالحسين الشيعي المتعصِّب في كتابه "المراجعات" (ص: 237) فصولاً عدة في الطعن فيها وتكذيبها في حديثها، ورمْيها بكل واقعة، بكل جرأة وقلَّة حياء، مُستندًا في ذلك إلى الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد بينت قسمًا منها في "الضعيفة" (4963 - 4970) مع تحريفه للأحاديث الصحيحة، وتحميلها من المعاني ما لا تتحمَّل كهذا الحديث الصحيح، فإنه حمله - فُضَّ فوه وشُلَّت يداه - على السيدة عائشة رضي الله عنها زاعمًا أنها هي الفتنة المذكورة في الحديث؛ ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [الكهف: 5]، معتمدًا في ذلك على الروايتين المتقدمتين:

الأولى: رواية البخاري: فأشار نحو مسكن عائشة...، والأخرى: رواية مسلم: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بيت عائشة، فقال: ((رأس الكفر من ها هنا...)).

 

فأوهمَ الخبيث القراء بأن الإشارة الكريمة إنما هي إلى مسكن عائشة ذاته، وأن المقصود بالفتنة هي عائشة نفسها! والجواب أن هذا هو صنيع اليهود الذين يُحرِّفون الكلم عن بعد مواضعه، فإن قوله في الرواية الأولى: "فأشار نحو مسكن عائشة"، قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ: "فأشار إلى مسكن عائشة"! فقوله: "نحو" دون "إلى" نصٌّ قاطع في إبطال مقصوده الباطل، ولا سيما أن أكثر الروايات صرَّحت بأنه أشار إلى المشرق، وفي بعضها العراق، والواقع التاريخي يشهد لذلك، وأما رواية عكرمة فهي شاذة كما سبق، ولو قيل بصحَّتها، فهي مُختصَرة، استغله الشيعي استغلالاً مرًّا، كما يدلُّ عليه مجموع روايات الحديث، فالمعنى: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها، فصلى الفجر، ثم قام خطيبًا إلى جنب المنبر (وفي رواية: عند باب عائشة) فاستقبل مطلع الشمس، فأشار بيده، نحو المشرق، (وفي رواية للبخاري: نحو مسكن عائشة) وفي أخرى لأحمد: يشير بيده يؤم العراق، فإذا أمعنَ المُنصِف المتجرِّد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها، عامله الله بما يَستحِقُّ" انتهى.

 

العراق منبع الفتن قديمًا وحديثًا، وأهمها الدينية والسياسية وهي التي كثرت واشتهرت فيه على مر العصور والأجيال، وما يَحدث فيه اليوم إلا مِن تلك الفِتَن العمياء التي أخبر عنها النبي المعصوم، مَن خاضَ فيها هلك، ومَن صمت نجا وسَلِم، كما في الحديث: ((مَن صمَتَ نجا))؛ صحيح الجامع، ومما يُؤلمني أن يحشر طلاب العلم أنفسهم في هذه الفتن والقرب من هذا الطرف والبُعد عن ذاك، ومدح هذا وذم ذاك، قد نصحْنا أكثرهم بالابتعاد ولزوم جادة الحياد والتفرغ لطلب العلم والدعوة إلى الله على بصيرة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، ولكن مع الأسف الشديد ركَض أكثرهم إلى الدنيا ومناصبها حتى قال الناس: هؤلاء طلاب دنيا ومناصب أم طلاب آخرة وعلم شرعي؟! كنتُ أنصح الإخوة وأقول لهم: اسلكوا طريق العلماء واترُكوا من اجتهد وفق رأيه وهواه ليَنال رضا وإعجاب هذا وذاك، وكان يُحاججني بعض الإخوة، وأقول لهم الأمور بعواقبها لا بما تهوى النفس وتشتهي، وجاء الواقع كما قلنا لا كما يشتهون ويتمنون.

 

نصيحتي إلى الإخوة الكرام في مشارق الأرض ومغاربها أن يستفيدوا من دروس عالمنا الإسلامي في هذه الأيام، إخواني كونوا طلاب علم، والعلم لا يأتي إلا بالصبر، اصبروا على العلم والحق وطلقوا الدنيا وتذكَّروا قول الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، قال ابن القيم: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، وأختم بحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((مَن سكن البادية جفا، ومَن اتَّبع الصيد غفَل، ومن أتى السلطان افتُتن))؛ صحيح الجامع، كم من طالب افتتن، وكم من شيخ ضاع وضلَّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

 

ثبّتني الله وإياكم على الحق والتوحيد في الدنيا، والقبر، ويوم العرض على جبار السموات والأرض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة